رجال أعمال مصريون ويونانيون يشاركون في لقاء بأثينا حول الاستثمار

جرى خلاله طرح مشروعات تجارية على رأسها قناة السويس والمثاث الذهبي

جانب من الندوة الاستثمارية ({الشرق الأوسط})
جانب من الندوة الاستثمارية ({الشرق الأوسط})
TT

رجال أعمال مصريون ويونانيون يشاركون في لقاء بأثينا حول الاستثمار

جانب من الندوة الاستثمارية ({الشرق الأوسط})
جانب من الندوة الاستثمارية ({الشرق الأوسط})

تحت عنوان «كيفية الاستثمار في مصر» جاءت فعاليات ورشة العمل التي شهدها مقر اتحاد الصناعات اليونانية وسط أثينا، وشارك فيها الكثير من رجال الأعمال والاستثمار من مصر واليونان، وذلك للتعريف بالاستثمار في مصر والفرص المتاحة للاستثمار المشترك، وجرى خلال الورشة طرح المشروعات الاستثمارية والتجارية المتاحة والكبيرة في مصر حاليا، لا سيما مشروع محور قناة السويس والمثلث الذهبي وشمال الصحراء الغربية.
وبدأت الندوة بكلمة لرئيس اتحاد الصناعات اليونانية أثناسيوس ليفاداس، أشاد خلالها بالعلاقات بين البلدين وضرورة الاستثمار في مصر في الوقت الراهن قبل أن تدخل شركات أخرى من الدول الأخرى ويصبح الوقت متأخرا بالنسبة إلى المستثمر اليوناني، كما تحدث خلال الورشة السفير المصري أحمد البديوي والسفير اليوناني في القاهرة خريس لازاروس.
واستعرض السفير المصري أحمد البديوي خلال كلمته التطور المتسارع في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، والتعريف بالاستثمار في مصر والفرص المتاحة للاستثمار المشترك، وطرح المشروعات الاستثمارية والتجارية المتاحة والكبيرة في مصر حاليا.
وأشاد السفير بمستوى العلاقات الثنائية بين اليونان ومصر على كل الأصعدة، مشيرا إلى أنه خلال عام 2013 بلغ حجم التبادل التجاري 1,1 مليار يورو بزيادة قدرها 25 في المائة عن العام السابق له، وأن مؤشرات الأشهر السبعة الأولى للعام الحالي 2014 وصلت إلى 1,3 مليار يورو، محققة زيادة قدرها 45 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
كما أشاد السفير البديوي بالمستثمرين اليونانيين وإصرارهم على زيادة حجم استثماراتهم في مصر خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حتى أصبحت اليونان رابع أكبر مستثمر أوروبي في مصر بأكثر من 150 شركة، كما استعرض الموروث الثقافي والحضاري بين البلدين، وحث المستثمرين اليونانيين المشاركة بفعالية في المشروعات الكبرى التي بدأت مصر في وضع حجر الأساس لها، وهي محور قناة السويس الجديدة والمثلث الذهبي وشمال الصحراء الغربية، بالإشارة إلى مشاريع البتروكيماويات والنقل البحري والصناعات الغذائية والتنقيب عن البترول والغاز وتكنولوجيا المعلومات.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» شدد مدحت ستيفانو نائب رئيس مجلس الأعمال المصري - اليوناني على أهمية الورشة، وأشاد بالحضور الكبير فيها من قبل رجال الأعمال اليونانيين والمتطلعين للاستثمار والتجارة مع الجانب المصري، موضحا أنه خلال الورشة جرى التعريف بالتسهيلات التي تمنحها مصر للمستثمرين الأجانب، وأن مصر تسمح للمستثمر اليوناني بفرصة الحركة في مصر أكثر من اليونان، والكثير من رجال الأعمال لديهم توجه إلى الاستثمار في مصر، وخصوصا بعد الاستقرار الذي تشهده البلاد إثر انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي وبناء دولة المؤسسات مجددا.
ومن الجانب اليوناني قال لـ«الشرق الأوسط» ياني بتسافوس رئيس قسم العلاقات الدولية في اتحاد الصناعات اليونانية إن الورشة لها أهمية كبيرة في هذا التوقيت بالذات، وتأتي خلال انعقاد أول جلسة حقيقية لمجلس الأعمال اليوناني المصري، بهدف تفعيل وإدخال شركات جديدة تهتم بالعمل والاستثمار في مصر، وأن الخطوة المقبلة هي تنظيم وفد من رجال الأعمال لزيارة القاهرة خلال ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وتحدث لـ«الشرق الأوسط» محمد يوسف المدير التنفيذي لجمعية رجال الأعمال المصريين، مشيرا إلى أهمية الورشة الحالية وأنها تأتي بعد فترة تأخر ثلاث سنوات بسبب الثورة، وما كان لها من تأثيرات سلبية على الاستثمار وحركة التجارة، كما أن هذه السلبيات انعكست على المستثمر الأجنبي والمصري، وأكد على أن المرحلة الحالية الجديدة في مصر تنطلق بفكر ورؤية مختلفين، والانطلاق مبني على أسس محددة، وأن مصر تنتهج سياسة إصلاحية جديدة.
كما شارك في الندوة من الجانب المصري محمد محيي الدين يوسف مدير أوروبا بهيئة الاستثمار، وأمجد العتاق عضو المكتب التنفيذي لمجلس الأعمال، ونجلاء فتحي محمود من الهيئة العامة للاستثمار، ورانيا هجرس من قطاع الاتفاقيات التجارية بوزارة التجارة والصناعة، ووزير مفوض تجاري هداية سليم رئيسة مكتب التمثيل التجاري المصري باليونان، ومن الجانب اليوناني خريستوس فولياس وزير التنمية السابق، وعدد كبير من كبار رجال الأعمال والصناعة في البلاد.
إلى ذلك، تمثل مصر الشريك الاقتصادي الأهم بالنسبة لليونان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع تنامي الاستثمارات اليونانية في مختلف قطاعات الاستثمار في مصر، وتكتسب السوق المصرية ثقلا متزايدا بالنسبة للمنتجات والخدمات اليونانية، حيث يعتبر رجال الأعمال اليونانيون أن مصر هي البوابة لدول المنطقة، وخصوصا أفريقيا، بسبب علاقات مصر المتميزة مع هذه الدول.



«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
TT

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)

بعد أسبوعين من المباحثات المكثفة، وضع «مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب 16)» لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الذي يعدّ الأكبر والأوسع في تاريخ المنظمة واختتم أعماله مؤخراً بالعاصمة السعودية الرياض، أسساً جديدة لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً، حيث شهد المؤتمر تقدماً ملحوظاً نحو تأسيس نظام عالمي لمكافحة الجفاف، مع التزام الدول الأعضاء باستكمال هذه الجهود في «مؤتمر الأطراف السابع عشر»، المقرر عقده في منغوليا عام 2026.

وخلال المؤتمر، أُعلن عن تعهدات مالية تجاوزت 12 مليار دولار لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، مع التركيز على دعم الدول الأشد تضرراً، كما شملت المخرجات الرئيسية إنشاء تجمع للشعوب الأصلية وآخر للمجتمعات المحلية، إلى جانب إطلاق عدد من المبادرات الدولية الهادفة إلى تعزيز الاستدامة البيئية.

وشهدت الدورة السادسة عشرة لـ«مؤتمر الأطراف» مشاركة نحو 200 دولة من جميع أنحاء العالم، التزمت كلها بإعطاء الأولوية لإعادة إصلاح الأراضي وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف في السياسات الوطنية والتعاون الدولي، بوصف ذلك استراتيجية أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ.

ووفق تقرير للمؤتمر، فإنه جرى الاتفاق على «مواصلة دعم واجهة العلوم والسياسات التابعة لـ(اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر) من أجل تعزيز عمليات اتخاذ القرار، بالإضافة إلى تشجيع مشاركة القطاع الخاص من خلال مبادرة (أعمال تجارية من أجل الأرض)».

ويُعدّ «مؤتمر الأطراف السادس عشر» أكبر وأوسع مؤتمر لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» حتى الآن، حيث استقطب أكثر من 20 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم نحو 3500 ممثل عن منظمات المجتمع المدني. كما شهد المؤتمر أكثر من 600 فعالية ضمن إطار أول أجندة عمل تهدف إلى إشراك الجهات غير الحكومية في أعمال الاتفاقية.

استدامة البيئة

وقدم «مؤتمر الأطراف السادس عشر» خلال أعماله «رسالة أمل واضحة، تدعو إلى مواصلة العمل المشترك لتحقيق الاستدامة البيئية». وأكد وزير البيئة السعودي، عبد الرحمن الفضلي، أن «الاجتماع قد شكّل نقطة فارقة في تعزيز الوعي الدولي بالحاجة الملحة لتسريع جهود إعادة إصلاح الأراضي وزيادة القدرة على مواجهة الجفاف». وأضاف: «تأتي استضافة المملكة هذا المؤتمر المهم امتداداً لاهتمامها بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وتأكيداً على التزامها المستمر مع الأطراف كافة من أجل المحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف. ونأمل أن تسهم مخرجات هذه الدورة في إحداث نقلة نوعية تعزز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وبناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات في مختلف أنحاء العالم».

التزامات مالية تاريخية لمكافحة التصحر والجفاف

وتطلبت التحديات البيئية الراهنة استثمارات ضخمة، حيث قدرت «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الحاجة إلى 2.6 تريليون دولار بحلول عام 2030 لإصلاح أكثر من مليار هكتار من الأراضي المتدهورة. ومن بين أبرز التعهدات المالية خلال المؤتمر «شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف» حيث جرى تخصيص 12.15 مليار دولار لدعم 80 دولة من الأشد ضعفاً حول العالم، و«مبادرة الجدار الأخضر العظيم»، حيث تلقت دعماً مالياً بقيمة 11 مليون يورو من إيطاليا، و3.6 مليون يورو من النمسا، لتعزيز جهود استصلاح الأراضي في منطقة الساحل الأفريقي، وكذلك «رؤية المحاصيل والتربة المتكيفة» عبر استثمارات بقيمة 70 مليون دولار لدعم أنظمة غذائية مستدامة ومقاومة للتغير المناخي.

وأكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد: «عملنا لا ينتهي مع اختتام (مؤتمر الأطراف السادس عشر). علينا أن نستمر في معالجة التحديات المناخية؛ وهذه دعوة مفتوحة للجميع لتبني قيم الشمولية، والابتكار، والصمود. كما يجب إدراج أصوات الشباب والشعوب الأصلية في صلب هذه الحوارات، فحكمتهم وإبداعهم ورؤيتهم تشكل أسساً لا غنى عنها لبناء مستقبل مستدام، مليء بالأمل المتجدد للأجيال المقبلة».

مبادرات سعودية

لأول مرة، يُعقد «مؤتمر الأطراف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما أتاح فرصة لتسليط الضوء على التحديات البيئية الخاصة بالمنطقة. وضمن جهودها القيادية، أعلنت السعودية عن إطلاق 5 مشروعات بيئية بقيمة 60 مليون دولار ضمن إطار «مبادرة السعودية الخضراء»، وإطلاق مرصد دولي لمواجهة الجفاف، يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لتقييم وتحسين قدرات الدول على مواجهة موجات الجفاف، ومبادرة لرصد العواصف الرملية والترابية، لدعم الجهود الإقليمية بالتعاون مع «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية».

دعم الشعوب الأصلية والشباب

وفي خطوة تاريخية، أنشأ «مؤتمر (كوب 16) الرياض» تجمعاً للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية لضمان تمثيلهم في صنع القرار بشأن إدارة الأراضي والجفاف. وفي هذا السياق، قال أوليفر تيستر، ممثل الشعوب الأصلية: «حققنا لحظة فارقة في مسار التاريخ، ونحن واثقون بأن أصواتنا ستكون مسموعة»، كما شهد المؤتمر أكبر مشاركة شبابية على الإطلاق، دعماً لـ«استراتيجية مشاركة الشباب»، التي تهدف إلى تمكينهم من قيادة المبادرات المناخية.

تحديات المستقبل... من الرياض إلى منغوليا

ومع اقتراب «مؤتمر الأطراف السابع عشر» في منغوليا عام 2026، أقرّت الدول بـ«ضرورة إدارة المراعي بشكل مستدام وإصلاحها؛ لأنها تغطي نصف الأراضي عالمياً، وتعدّ أساسية للأمن الغذائي والتوازن البيئي». وأكد الأمين التنفيذي لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر»، إبراهيم ثياو: «ناقشنا وعاينّا الحلول التي باتت في متناول أيدينا. الخطوات التي اتخذناها اليوم ستحدد ليس فقط مستقبل كوكبنا؛ بل أيضاً حياة وسبل عيش وفرص أولئك الذين يعتمدون عليه». كما أضاف أن هناك «تحولاً كبيراً في النهج العالمي تجاه قضايا الأرض والجفاف»، مبرزاً «التحديات المترابطة مع قضايا عالمية أوسع مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والأمن الغذائي، والهجرة القسرية، والاستقرار العالمي»