في عام 2014، رأت «الغارديان» أنه سيكون من المثير للاهتمام اختيار أفضل اللاعبين الشباب من كل ناد من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز - بالإضافة إلى 40 لاعبا من جميع أنحاء العالم - ومتابعتهم لمدة خمس سنوات لمعرفة مدى تقدمهم في مسيرتهم الكروية.
وكانت الفكرة عبارة عن محاولة لمعرفة مدى صعوبة أن تصبح لاعب كرة قدم محترفاً، على الرغم من كونك أحد أفضل اللاعبين في هذا البلد وأنت في سن السادسة عشرة أو السابعة عشرة.
وقد استغرق هذا المشروع الكثير من الوقت، نظراً لأننا راقبنا هؤلاء اللاعبين في كل عام من رحلتهم الكروية، لكن الحقيقة أن الأمر كان يستحق كل هذا التعب والعناء. وقد تابعنا الآن اختيارات السنة الأولى لمدة خمس سنوات، وحان الوقت لتلخيص النتائج التي توصلنا إليها.
إذن، كيف تبدو الصورة الآن بالنسبة لهؤلاء اللاعبين؟ في البداية، يجب أن نعرف أنه من بين الـ20 لاعباً الذين اخترناهم من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2014 – 2015، لا يلعب سوى ثلاثة فقط منهم الآن في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهم ماركوس راشفورد، ودومينيك سولانكي، وحمزة تشودري.
قد لا يبدو هذا جيدا، لكن هناك لاعبين آخرين في أندية تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لكنهم يشاركون على سبيل الإعارة لأندية تلعب في دوري الدرجة الأولى. ويلعب ستة لاعبين من أصل الـ20 لاعبا في دوريات الدرجة الثانية (خمسة في إنجلترا، ولاعب واحد في نادي هارلي ويلارد في آيسلندا)، وبالتالي فإن نصف هؤلاء اللاعبين تقريبا يلعبون في مستوى عالٍ للغاية. ومن ناحية أخرى، توقف لاعبان من اللاعبين العشرين - حسب علمنا - عن لعب كرة القدم تماما في الوقت الحالي.
وهناك الكثير من العوامل التي تساهم فيما إذا كان اللاعب سيواصل التألق على المستويات العالية أم لا. وتلعب الإصابات دورا هاما في ذلك، كما لا ينبغي الاستهانة بالجانب الذهني في هذه اللعبة. بالإضافة إلى ذلك، يجب التأكيد على أن مستوى اللاعبين يتطور في فترات عمرية مختلفة.
وقد سألنا مراسلنا في البرتغال مؤخراً عن سبب عدم اختيار النجم البرتغالي جواو فيليكس في اختياراتنا لعام 2016، وكان الرد بسيطاً: لأنه لم يكن من بين الأفضل آنذاك.
وفي عام 2017، عندما كان ستيفن جيرارد يعمل كمدير فني لفريق الناشئين بنادي ليفربول تحت 18 عاماً، أجرينا معه مقابلة للحديث عن العوامل التي تساعد اللاعب على الانتقال من اللعب في أكاديمية الناشئين إلى اللعب مع الفريق الأول، وقال: «أنا أحب اللاعبين الذين يمتلكون مهارات اللعب في الشارع. وأعتقد أن أفضل اللاعبين قد بدأوا مسيرتهم مع كرة القدم من خلال اللعب في الشارع. الأطفال في أكاديميتنا يأتون إلى مكان رائع للعمل والتطور، ويكون لديهم رئيس للطهاة مسؤول عن طعامهم ويتم اختيارهم وانتقاؤهم بشكل جيد، كما يحصل الأطفال الذين يلتحقون بالنادي بدوام كامل على أموال أكثر مما كنا نحصل عليها عندما بدأنا مسيرتنا الكروية».
ويضيف: «وهناك قضية أخرى تتمثل في أنهم يحصلون على الكثير من الأموال وهم في سن صغيرة جدا، وبالتالي يجدون أنفسهم في مكان مريح وجميل، ثم يجدون أنفسهم في موقف صعب للغاية عندما يتم تصعيد البعض والتخلي عن خدمات البعض الآخر. لقد رأيت الكثير من اللاعبين الشباب الذين يخرجون من أكاديمية الناشئين ويتم تصعيدهم إلى الفريق الأول، ثم يختفون بعد ذلك تماما».
ويتمثل الشيء المشجع لهؤلاء الشباب الموهوبين في أنه حتى لو فشلوا في محاولتهم الأولى مع الفريق الأول، فغالباً ما تكون هناك طريقة للعودة. وفي قائمتنا للجيل القادم من اللاعبين الشباب على مستوى العالم في عام 2014، كان نيكولا فلاسيتش واحداً من بين أفضل 40 لاعباً لدينا، لكنه لم يقدم مستويات جيدة بعد انتقاله إلى إيفرتون مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني قادما من هايدوك سبليت في عام 2017.
ولعب فلاسيتش 12 مباراة فقط مع إيفرتون، لم يسجل خلالها أي هدف، ثم رحل إلى نادي سيسكا موسكو على سبيل الإعارة، قبل أن ينضم للنادي الروسي بشكل دائم خلال الصيف الماضي. وفي الوقت الحالي، يسجل فلاسيتش الكثير من الأهداف في الدوري الروسي ومع منتخب كرواتيا. وسجل هدفه الأول مع منتخب بلاده أمام سلوفاكيا في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي وحصل على جائزة أفضل لاعب في تلك المباراة. ويبدو أنه مصر على اللعب في أحد الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا مرة أخرى، ولديه فرصة كبيرة لتحقيق ذلك، خاصة أنه لا يزال صغيرا في السن؛ حيث أكمل عامه الثاني والعشرين الأسبوع الماضي. وكان يوري تيليمانس وعثمان ديمبيلي ولوكا يوفيتش من ضمن اختياراتنا لذلك العام أيضا. وقد تألق تيليمانس وديمبيلي بشكل كبير في بداية مسيرتهما الكروية، بينما استغرق الأمر بعض الوقت مع يوفيتش حتى يصل إلى القمة مرة أخرى؛ حيث لم يحصل على فرصة كافية مع بنفيكا لينتقل إلى إينتراخت فرانكفورت على سبيل الإعارة، قبل أن يقدم موسما استثنائيا في الدوري الألماني الممتاز والدوري الأوروبي لينتقل في نهاية المطاف إلى ريال مدريد.
ويلعب ثمانية وعشرون لاعبا من بين الـ40 لاعبا الذين اخترناهم في الدوريات الممتاز، كما يلعب 16 لاعبا من بين هؤلاء اللاعبين مع منتخبات بلادهم. ويلعب أحد عشر لاعبا في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا. وللتوضيح، كان راشفورد من بين اختياراتنا لأبرز اللاعبين الشباب في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه لم يكن من بين اختياراتنا لأفضل اللاعبين الشباب على مستوى العالم.
ومع ذلك، من المهم أيضاً تذكير أنفسنا بأن الحياة قد تنتهي في لحظات وأن واحداً من قائمة الـ40 لاعبا التي ذكرناها وواحدا من أكثر اللاعبين موهبة في جيله، وهو عبد الحق نوري قد عانى من تلف دائم في الدماغ أثناء مباراة ودية بين أياكس وفيردر بريمن في يوليو (تموز) 2015.
لقد صُدم عالم كرة القدم بسبب ما حدث لنوري، وبعد أربع سنوات لا يزال من الصعب تصديق ما حدث لهذا الشاب الموهوب. وكما كتب ريان بابل: «لن أفهم أبداً سبب حدوث مثل هذه الأشياء الفظيعة لأناس حقيقيين يتمتعون بالإيجابية ولديهم نوايا حسنة لعمل شيء ما في حياتهم».
من راشفورد إلى تيليمانس... كيف سارت الأمور مع اللاعبين الذين تم التنبؤ بمستقبلهم؟
بعد خمس سنوات من مراقبة تطورهم وقبل الإعلان عن أسماء اللاعبين الجدد لعام 2019
من راشفورد إلى تيليمانس... كيف سارت الأمور مع اللاعبين الذين تم التنبؤ بمستقبلهم؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة