«بلد الوليد» لعب بحارسي مرمى... وفاز على إشبيلية

من النادر أن تجد حارساً يلعب في مركز قلب الدفاع في الدوري الإسباني ويساعد فريقه على الانتصار

أوسكار ويرث حارس المرمى الذي شارك في مباراة كاملة مع بلد الوليد في مركز قلب الدفاع كما يظهر بالإطار
أوسكار ويرث حارس المرمى الذي شارك في مباراة كاملة مع بلد الوليد في مركز قلب الدفاع كما يظهر بالإطار
TT

«بلد الوليد» لعب بحارسي مرمى... وفاز على إشبيلية

أوسكار ويرث حارس المرمى الذي شارك في مباراة كاملة مع بلد الوليد في مركز قلب الدفاع كما يظهر بالإطار
أوسكار ويرث حارس المرمى الذي شارك في مباراة كاملة مع بلد الوليد في مركز قلب الدفاع كما يظهر بالإطار

دائماً ما يستمتع عشاق كرة القدم عندما يرون لاعباً من مدافعي أو مهاجمي الفريق وهو يضطر لارتداء القفازات وحراسة مرمى فريقه. صحيح أن هذا الأمر لا يحدث كثيراً، لكنه دائماً ما يكون مثيراً وممتعاً، لكن ما هو شعور المشاهد عندما يحدث العكس؟ فماذا يحدث عندما يضطر حارس المرمى للعب كمدافع أو لاعب خط وسط أو حتى كمهاجم؟ إنه شيء أكثر ندرة بكل تأكيد، وقد رأينا عدداً قليلاً للغاية من هذه الحالات خلال السنوات الماضية، حيث لعب فابيان بارتيز وشامال جورج في مراكز غير حراسة المرمى في بعض المباريات الودية، في حين لعب ديفيد جيمس وراي وود في خط الهجوم في مباريات تنافسية - ولعب وود هذا الدور في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي.
لكن أوسكار ويرث ذهب إلى ما هو أكثر من ذلك، حيث لعب 90 دقيقة كاملة في مركز قلب الدفاع مع نادي ريال بلد الوليد في الدوري الإسباني الممتاز عام 1987.
وكان ويرت قد خاض مسيرة كروية حافلة بالفعل قبل انضمامه لنادي بلد الوليد في صيف عام 1986. فلم يكتف باللعب لأكبر ثلاثة أندية في تشيلي - يونيفرسيداد كاتوليكا، وكولو كولو، ويونيفرسيداد دي تشيلي - لكنه دافع أيضاً عن قميص منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم عام 1982 بإسبانيا، ولعب لفترة مع نادي أوبرهاوزن الألماني.
ولم يتمكن ويرث من المشاركة في الجولات الافتتاحية للموسم الجديد بالدوري الإسباني الممتاز بسبب بعض المشاكل التي تتعلق بأوراق قيده. وعندما انتهت تلك المشكلة، كان حارس المرمى الأساسي لنادي بلد الوليد، كارلوس فينوي، يقدم مستويات جيدة، وبالتالي استمر في الدفاع عن عرين الفريق. لذلك، كان يتعين على ويرث أن ينتظر الفرصة المناسبة للمشاركة في المباريات.
وعندما شارك ويرث أخيراً في أول مباراة له مع بلد الوليد في الدوري الإسباني الممتاز، والتي كانت أمام إشبيلية في 12 أبريل (نيسان) 1987. لم يلعب بدلاً من فينوي، لكنهما لعبا معاً في نفس المباراة. وواجه بلد الوليد مشكلة كبيرة في تلك المباراة، حيث فقد خدمات مدافعيه الأساسيين مانولو هيرو وإنريكي مورينو بسبب الإصابة، كما فقد خدمات الظهير الأيسر خوان كارلوس. ولم يكن الفريق يضم سوى لاعب واحد فقط يلعب في مركز قلب الدفاع وهو مارتن سايز، لكنه لم يلعب سوى 180 دقيقة فقط طوال ذلك الموسم.
وكان الشاغل الأكبر للمدير الفني لبلد الوليد، خافير أزكارغورتا، هو إيجاد لاعب آخر قادر على اللعب في مركز قلب الدفاع في الخط الخلفي المكون من أربعة لاعبين. وفي ظل قلة الخيارات، قرر أزكارغورتا - الذي كان يعرف بالفعل أنه لن يستمر في قيادة الفريق لموسم آخر - الاعتماد على حارس المرمى الثاني في مركز قلب الدفاع!.
كان بلد الوليد يضم ثلاثة حراس مرمى في ذلك الموسم - فينوي، وويرث، وجوزيه لويس رودريغيز، الذي كان يجلس على مقاعد البدلاء في مباراة الفريق أمام إشبيلية - لذلك كان ويرث يلعب في مركز قلب الدفاع في بعض الحصص التدريبية. وعلاوة على ذلك، كان ويرث يلعب في مركز الظهير الأيمن وقلب الدفاع حتى الخامسة عشرة من عمره، لذلك لم يكن الأمر غريباً تماماً بالنسبة له، لكنه لم يكن يتخيل أن يلعب يوماً ما في مركز قلب الدفاع في إحدى المباريات بالدوري الإسباني الممتاز.
ولم تكن هذه المباراة سهلة على الإطلاق، لأنها كانت أمام إشبيلية، الذي كان يتقدم على بلد الوليد بثلاثة مراكز في جدول ترتيب الدوري الإسباني الممتاز، وكان يلعب تلك المباراة بين جماهيره على ملعب «رامون سانشيز بيزجوان». ودائماً ما كانت مباراة بلد الوليد أمام إشبيلية تتسم بالصعوبة الشديدة تحت أي ظروف، فما بالنا والفريق يلعب بحارس مرماه الاحتياطي في مركز قلب الدفاع؟
لكن الغريب أن بلد الوليد فاز في تلك المباراة بهدفين مقابل هدف وحيد، رغم أنه كان يلعب بحارسي مرمى! والأكثر غرابة أن هذا كان أول فوز يحققه الفريق خارج ملعبه منذ سبعة أشهر. وسجل مانولو بينا هدفاً في بداية كل شوط، في حين أحرز إشبيلية هدفاً وحيداً، ليحقق بلد الوليد انتصاراً ثميناً بقيادة ويرث.
وقال خوان مينديز لصحيفة «إل بايس» الإسبانية: «لقد تألق ويرث في مركز قلب الدفاع. لقد نجح في تنظيم خط الدفاع بصفاته القيادية وموهبته الكبيرة. وكان دائماً يتمركز بشكل صحيح، رغم أنه كان يلعب في كثير من الأحيان وكأنه ليبرو أكثر منه كمدافع يراقب مهاجم الفريق المنافس. لقد تألق في ألعاب الهواء، ولم يسمح لمهاجمي إشبيلية، رامون أو تشولو - الذي كان يقدم مستويات رائعة أمام المرمى في المباريات الأخيرة - بأن يتفوقا عليه».
أما ويرث نفسه فقلل من أدائه في تلك المباراة، وقال في تصريحات صحافية: «أي لاعب محترف يجب أن يكون قادراً على اللعب في أكثر من مركز. كنت أدرك تماماً صعوبة اللعب في هذا المركز، كما كنت أدرك صعوبة هذا الأمر على المدير الفني، الذي خاطر بالدفع بي في هذا المركز. لكنني استعددت لهذه المباراة بشكل جيد، وأعتقد أنني كنت على قدر المسؤولية».
وفي الحقيقة، لا يوجد أدنى شك في أن ويرث كان على قدر المسؤولية فعلاً. وقد عمل ويرث أيضاً مدرساً لمادة الألعاب الرياضية في بلد الوليد، وقال إن الجمهور كان يطالبه باستمرار بأن يغير مركزه من حراسة المرمى ويلعب مدافعاً أو في خط الوسط. ولم يلعب ويرث في خط الدفاع مرة ثانية، لكنه لعب كحارس مرمى في أربع مباريات في ذلك الموسم، وحصل أخيراً على الفرصة لكي يثبت أنه قادر على التألق في المركز الذي تعاقد معه الفريق للعب فيه وهو حراسة المرمى.
وشارك ويرث في ست مباريات أخرى في الموسم التالي، قبل أن يرحل عن كرة القدم الإسبانية في مايو (أيار) 1988 بعد هزيمة فريقه أمام ريال مدريد على ملعب «سانتياغو برنابيو» في الجولة الأخيرة من ذلك الموسم. وعاد ويرث إلى أميركا الجنوبية في ذلك الصيف، ولعب لنادي إنديبيندينتي ميديلين في كولومبيا، قبل أن يعود مرة أخرى إلى تشيلي ليلعب لنادي يونيفرسيداد كاتوليكا، الذي وصل معه للمباراة النهائية لكأس كوبا ليبيرتادوريس في عام 1993.
لكن المباراة التي لعبها أوسكار ويرث كمدافع أمام إشبيلية جعلته الرجل الأشهر في ذلك الوقت، ومن المؤكد أنه سيخصص مساحة كبيرة للغاية في سيرته الذاتية للحديث عما حدث في تلك المباراة.


مقالات ذات صلة

برشلونة يبحث بيع مقصورات كبار الشخصيات في «كامب نو» لجمع 200 مليون يورو

رياضة عالمية يسعى النادي إلى جمع الأموال في مناورة من شأنها أن تساعده على تسجيل داني أولمو وباو فيكتور (رويترز)

برشلونة يبحث بيع مقصورات كبار الشخصيات في «كامب نو» لجمع 200 مليون يورو

يبحث نادي برشلونة بيع مقصورات كبار الشخصيات في ملعب كامب نو الذي تم تجديده حديثاً في إطار التزامات لمدة 20 عاماً في خطوة لتسجيل لاعبي الفريق الأول في يناير.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

مبابي يلجأ إلى «تأديبية» رابطة المحترفين لحل نزاعه مع سان جيرمان

لجأ قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي إلى اللجنة التأديبية في رابطة محترفي كرة القدم في بلاده من أجل البت في نزاعه المالي مع ناديه السابق باريس سان جيرمان.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يأمل برشلونة أن يوقف نزف النقاط ويتمسك بصدارة الدوري الإسباني لكرة القدم (أ.ف.ب)

«لاليغا»: برشلونة لوقف نزف النقاط… والريال أمام اختبار شاق في الباسك

يأمل برشلونة أن يوقف نزف النقاط، ويتمسك بصدارة الدوري الإسباني لكرة القدم، حين يحل الثلاثاء ضيفاً على ريال مايوركا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

ريال ومبابي يداويان الجراح القارية ويشددان الخناق على برشلونة

داوى ريال مدريد ونجمه الفرنسي كيليان مبابي جراحهما القارية بتشديد الخناق على برشلونة المتصدر بعد الفوز على الجار خيتافي 2-0 الأحد على ملعب «سانتياغو برنابيو».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية دييغو مارتينيز (رويترز)

مدرب لاس بالماس: نقاط برشلونة مكافأة لنا مقابل العطاء

عبر دييغو مارتينيز مدرب لاس بالماس عن سعادته بالمجهود الجماعي الذي قدمه فريقه ليحقق فوزاً مفاجئاً 2 - 1 أمام برشلونة متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.