السراج يطلب دعماً من {الأصدقاء} لصد هجوم حفتر على طرابلس

TT

السراج يطلب دعماً من {الأصدقاء} لصد هجوم حفتر على طرابلس

وجه فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» الليبية رسائل إلى رؤساء 5 دول من بينها الولايات المتحدة وتركيا، طالب فيها «الدول الصديقة» بتفعيل اتفاقات التعاون الأمني، والبناء عليها لصد ما وصفه بـ«العدوان» الذي تتعرض له العاصمة طرابلس، بينما أعلن «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر تدمير مخازن لأسلحة ومعدات حربية قال إنها من تركيا في مدينة مصراتة بغرب البلاد، ومنح المدينة مهلة 3 أيام لسحب مقاتليها من صفوف القوات الموالية لحكومة «الوفاق».
وأكد المتحدث باسم الجيش الوطني، اللواء أحمد المسماري، أمس الجمعة، أن تركيا تقوم بـ«نقل إرهابيي (داعش) والنصرة إلى ليبيا». ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المسماري قوله في مؤتمر صحافي، أنه يتعين «على تركيا أن تدخل مباشرة بجنودها وضباطها في المعركة». وحذر أي دولة «تحاول منع الجيش من السيطرة على طرابلس».
وقال المسماري إن الجيش الليبي سيواجه الغزو التركي لليبيا بالقوة، مشيراً إلى أن «ميليشيات مصراتة تمهد الطريق لدخول الغزو التركي». وتابع: «نرفض الغزو التركي لليبيا، وسنواجهه بالقوة»، مشيراً إلى أن تركيا تحاول الدخول إلى ليبيا عبر موانئ مصراتة.
وكان «الجيش الوطني» تحدث في بيان تلاه اللواء المسماري، مساء أول من أمس، عما وصفه بـ«المحاولات اليائسة التي يقوم بها السراج المغلوب على أمره في اللحظات الأخيرة المتمثلة في طلبه رسمياً وعلنياً من تركيا تقديم الدعم اللوجيستي والفني العسكري، ما هي إلا محاولة تعلق الغريق بالقشة».
وأوضح المسماري أن مقاتلات سلاح الجو الليبي نفذت «عملية استهداف نوعية» بعدة غارات على مواقع عسكرية في مصراتة تم استخدامها لتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية التركية ما نتج عنها «تدمير كامل قدرات العدو في عدة مواقع عسكرية في مصراتة، وانفجارات متتالية دلت على حجم المخزون العسكري التركي فيها». وأضاف أن «الحرب خيار أجبرنا عليه لتحرير ليبيا من هيمنة الميليشيات الإرهابية المؤتمرة بأوامر تركيا وقطر، وأجبرنا عليه لإعادة توحيد البلاد كاملة تحت قيادة وطنية ليبية واحدة تجنباً لمشاريع التقسيم والتجزئة».
وأكد أن «استهداف مصراتة سيتواصل يومياً دون انقطاع وبشكل مكثف لم يسبق له مثيل نهاراً وليلاً إذا لم تسحب ميليشياتها من طرابلس وسرت خلال 3 أيام بحد أقصى تنتهي مدتها الساعة 12 مساء يوم الأحد». وقال: «في حال تمت تلك الانسحابات، فإن سلاح الجو الذي رفع قدراته عدداً ونوعاً في شرق وغرب وجنوب البلاد يعلن ومن باب قوة أنه لن يتم استهداف المنسحبين من طرابلس وسرت إلى مصراتة لمدة 3 أيام فقط لا أكثر مع الاحتفاظ بحق استهداف أي معدات جديدة يتم نقلها لمصراتة وتخزينها فيها».
وسخر فتحي باش أغا وزير الداخلية بحكومة السراج، من قصف مصراتة التي ينتمي إليها. وقال في تغريدة له أمس عبر موقع «تويتر»: «احتمال استسلام مصراتة وارد في حال تم قصفها بـ400 ألف قنبلة تصيب كل مواطن يتنفس بالحرية».
وقالت عملية «بركان الغضب» التي تشنها القوات الموالية للسراج، إن قسم الحوادث والطوارئ بمركز مصراتة الطبي استقبل 6 إصابات. كما أعلنت أن قواتها شنت أمس هجوماً على قوات الجيش الوطني بمنطقة قذاف الدم جنوب شرقي غريان باتجاه منطقة «سيدي الصيد» داخل الحدود الإدارية لترهونة، المعقل الأساسي لتمركز قوات حفتر. وروجت صفحات مؤيدة لحكومة «الوفاق» مساء أمس، لأخبار عن تقدم قواتها نحو ترهونة.
بدوره، وجه السراج في ساعة مبكرة من صباح أمس، رسائل إلى رؤساء 5 دول؛ هي الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، والجزائر، وتركيا، طالب فيها «الدول الصديقة» بتفعيل اتفاقيات التعاون الأمني، والبناء عليها لصد ما وصفه بـ«العدوان» الذي تتعرض له طرابلس من أي مجموعات مسلحة تعمل خارج شرعية الدولة، حفاظاً على السلم الاجتماعي، ومن أجل تحقيق الاستقرار في ليبيا.
وقال بيان للسراج إن الرسائل شملت أيضاً دعوة الدول الخمس إلى التعاون والتنسيق مع حكومته في مكافحة المنظمات الإرهابية، وعلى رأسها «القاعدة» و«داعش». كما دعا إلى تكثيف التعاون في مواجهة الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الجريمة المنظمة والمتاجرين بالبشر.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».