تصاعد الحديث عن قرب إرسال أنقرة قوات إلى ليبيا

تقارير تكشف تكفل السلطات التركية بعلاج مصابي ميليشيات السراج

TT

تصاعد الحديث عن قرب إرسال أنقرة قوات إلى ليبيا

وسط تصاعد الحديث عن قرب إرسال أنقرة قوات إلى ليبيا, كشفت تقارير عن وجود مئات من مقاتلي الميليشيات المسلحة، المرتبطة بحكومة الوفاق الوطني الليبية، برئاسة فائز السراج، في تركيا لتلقي العلاج تحت إشراف الحكومة التركية.
وقالت صحيفة «جمهوريت» التركية، أمس، إن 600 من عناصر ميليشيات السراج موجودون حالياً في تركيا لتلقي العلاج بعد إصابتهم في الاشتباكات في ليبيا، مضيفة أن هذه العناصر تتلقى العلاج في مستشفيات مقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأنهم يقيمون في فنادق بإسطنبول، ويتابعون الاشتباكات في ليبيا عبر شاشات التلفزيون.
ونقلت الصحيفة عن أحد المصابين الليبيين أن «الحرب ثقيلة جدّاً في ليبيا، والعديد من الناس يفقدون حياتهم، وهناك كثير من الجرحى... وقد وصلنا إلى تركيا من أجل العلاج بواسطة القنصلية الليبية في إسطنبول».
وأوضحت الصحيفة أن الجرحى يقيمون في 3 فنادق مختلفة في إسطنبول، ويرافقهم مترجمون فوريون لمساعدتهم بتركيا. ونقلت عن بعضهم أنهم لا يعرفون مَن يغطي نفقات علاجهم وإقامتهم؛ تركيا أم ليبيا.
يأتي ذلك وسط تصاعد الحديث عن قرب إرسال تركيا قوات إلى ليبيا لدعم حكومة السراج، بموجب مذكرة التفاهم في مجال التعاون العسكري والأمني، الموقّعة مع تركيا في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتأكيدات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أكثر من مرة أن تركيا «أكثر من مستعدة» لإرسال قوات، حال طلبت حكومة السراج.
وفيما كشفت تقارير تركية أن السراج سيتقدم لإردوغان بطلب إرسال قوات ومعدات عسكرية وأسلحة في 20 فبراير (شباط) المقبل، تحدثت مصادر قريبة من حكومة السراج عن موافقة غالبية أعضاء مجلس الرئاسة لحكومته على التقدم بهذا الطلب إلى تركيا.
في سياق متصل، أكدت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيغرت كرامب كارنباور، تضامن أوروبا مع اليونان وقبرص في النزاع القائم حول مطالبة تركيا بحصة من ثروات منطقة شرق البحر المتوسط.
وقالت كارنباور من على متن الفرقاطة الألمانية «لودفيغسهافن أم راين» قبالة ساحل قبرص، أمس، إن «الإطار المحدد سلفاً من جانب المجلس الأوروبي بشأن العلاقات الخارجية يجب أن يتم ملؤه بدقة... وهذه المنطقة غنية طبعاً بالثروة المعدنية التي نحتاج إليها للإمداد بالطاقة، وعليه، فهناك كثيرون للغاية لديهم مصالح اقتصادية هائلة هنا». وأضافت كارنباور مستدركة: «لكننا أوضحنا تماماً في إطار تضامن المجلس الأوروبي أيضاً أننا متضامنون مع اليونان وقبرص»، مشددةً على ضرورة حل النزاع بناء على أساس القانون الدولي وقانون البحار، وأن تركيا مطالبة بقبول هذا الرأي القانوني.
وتصاعد التوتر بين تركيا وأوروبا على خلفية بدء عمليات تنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في شرق المتوسط، قبالة ساحل قبرص، وقد أيد الاتحاد موقف قبرص وحقها في منطقتها الاقتصادية الخالصة، رافضاً الانتهاكات التركية، والأعمال غير القانونية التي تقوم بها، وفرض عليها عقوبات «تحذيرية». لكن تركيا تصر على أن لها حقوقاً في المنطقة، وكذلك للقبارصة الأتراك في شمال قبرص، وأنها هناك من أجل حماية هذه الحقوق.
وزادت تركيا في تصعيد الموقف بتوقيع مذكرة تفاهم مع حكومة السراج لتحديد مناطق السيادة البحرية في شرق المتوسط، وهو ما رفع حدة التوتر في المنطقة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.