اختيار صبري بوقادوم رئيساً لحكومة تصريف الأعمال في الجزائر

الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون (رويترز)
الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون (رويترز)
TT

اختيار صبري بوقادوم رئيساً لحكومة تصريف الأعمال في الجزائر

الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون (رويترز)
الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون (رويترز)

قال التلفزيون الجزائري إن الرئيس الجديد عبد المجيد تبون عيّن صبري بوقادوم رئيسا لحكومة تصريف الأعمال، اليوم (الخميس).
وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، عين تبون وزيرا جديدا للداخلية هو كمال بلجود على أن يقوم بقية الوزراء بتسيير أعمال الحكومة.
وجاء في بيان للرئاسة نقلته وكالة الأنباء الرسمية: «استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الخميس، بمقر رئاسة الجمهورية، السيد نور الدين بدوي، الوزير الأول، حيث قدم له استقالته التي حظيت بالموافقة».
وكان الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عيّن في آخر أيام حكمه، وزير الداخلية نور الدين بدوي (60 عاما) خلفا لأحمد أويحيى المحكوم عليه 15 سنة سجناً، لكنه لقي رفضاً شعبياً من الحراك الذي طالب برحيله كأحد الباءات الثلاث إلى جانب بن صالح (عبد القادر، رئيس الدولة المؤقت الذي انتهت ولايته الخميس) وبلعيز (طيب، رئيس المجلس الدستوري سابقا).
وحاول بدوي إسكات الاحتجاجات بوعود بتشكيل حكومة «من الشباب»، ثم أعلن حكومة أغلب أعضائها من الموظفين الرفيعي المستوى في الوزرات التي عينوا فيها مع بضعة وجوه جديدة من الشباب كما في وزارات الثقافة والرياضة والعلاقات مع البرلمان.
وقد تولى تبون (74 عاما) مهماته رئيسا للجمهورية، الخميس، فور أدائه اليمين الدستورية في احتفال رسمي في قصر الأمم بالعاصمة، مجدّدا دعوته للحوار مع الحراك الشعبي، وملتزما بإجراء إصلاحات دستورية تقلص صلاحيات الرئيس.
وفاز تبون بنسبة 58.13 في المائة من الدورة الأولى للانتخابات في 12 ديسمبر (كانون الأول)، ليخلف بوتفليقة الذي استقال في أبريل (نيسان) تحت ضغط حركة احتجاجية غير مسبوقة، بعد 20 عاما في الحكم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.