«الحراك التهامي» يمهل الحوثيين يوما لإخلاء الحديدة

ولايتي يعلن دعم إيران للمتمردين في اليمن

«الحراك التهامي» يمهل الحوثيين  يوما لإخلاء الحديدة
TT

«الحراك التهامي» يمهل الحوثيين يوما لإخلاء الحديدة

«الحراك التهامي» يمهل الحوثيين  يوما لإخلاء الحديدة

تشهد عدد من المحافظات اليمنية سلسلة من المظاهرات المناوئة للوجود الحوثي في كثير من المحافظات اليمنية، وأكبر التحركات في محافظة الحديدة في غرب البلاد التي احتلها الحوثيون قبل عدة أيام، وقال مصدر في «الحراك التهامي السلمي» لـ«الشرق الأوسط» إن عناصر الحراك والمواطنين لن يسمحوا بأية تحركات من قبل هذه العناصر باستهداف المواطنين ومساكنهم وعليهم مغادرة مدينة الحديدة فورا، وإلا ستكون هناك مواجهات من قبل المواطنين الرافضين لهذا الوجود المسلح.
وذكرت مصادر صحافية أن جماعة «أنصار الله» الحوثية تنتظر مهلة لمدة 24 ساعة للخروج من محافظة الحديدة، غرب اليمن، يأتي ذلك في الوقت الذي جابت فيه مسيرات حاشدة ظهر اليوم محافظة الحديدة للمطالبة بخروج ميليشيات الحوثي من المحافظة. وقال أحمد هبة، المسؤول الإعلامي للحراك التهامي لوكالة الأنباء الألمانية إن من خرجوا اليوم بالمسيرة كانوا يحملون الأسلحة الخفيفة لاستعراض قوتهم، لافتا إلى أن «الدولة أصبحت لا تعترف إلا بالقوي لذلك قصدنا أن نخرج بأسلحتنا لنؤكد لها قوتنا».
وأوضح هبة أن مسيراتهم حتى الوقت الراهن سلمية، لافتاً إلى أنهم قد يضطرون لاستخدام العنف من أجل حماية أرضهم، وأشار إلى أن مدينة الحديدة لم تشهد أي عنف على مدى السنوات الماضية وسجلات وزارة الداخلية تشهد على ذلك لكن الوضع قد تغير بعد دخول الحوثيين إليها. وأضاف أن «الحوثيين دخلوا المدينة بمسمى اللجان الشعبية لحماية المحافظة من تهديدات خارجية ولكن لا توجد أي تهديدات على المحافظة هم فقط يختلقون الأسباب للسيطرة عليها». وأكد أن «الأجهزة الأمنية تخاذلت معهم حيث ساندت الحوثيين في السيطرة على المحافظة»، وقال إن غداً الأحد «ستكون هناك مسيرات حاشدة تصعيداً لمطلبهم بخروج الحوثيين».
من جهة أخرى، أوضح ضيف الله الشامي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله لوكالة الأنباء الألمانية أن الموجودين في الحديدة هم أبناؤها الذين قاموا بتشكيل لجان شعبية لحمايتها وتأمين ممتلكاتها، لكن مصدرا في «الحراك التهامي» نفى لـ«الشرق الأوسط» وجود أي عناصر مسلحة من أبناء محافظة الحديدة وإقليم تهامة، وقال إن جميعهم مسالمون ولا يميلون للعنف.
المظلومون في المدينة ومن يطلب بخروجهم فهو يطالب بخروج أبناء مدينة الحديدة. واعتبر الشامي أن ما يوجه للحوثيين من اتهامات حيال سيطرتهم على مدينة الحديدة، إنما هي افتراءات لا وجود لها. وانتشر الحوثيون على مداخل مدينة الحديدة في 14 أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك بعد طردهم النقاط الأمنية التابعة للدولة والتي كانت مرابطة في تلك المناطق.
من جانبه قال الأمين العام لـ«لمجمع العالمي للصحوة الإسلامية» علي أکبر ولايتي إن إيران تدعم ما أسماه بـ«النضال العادل لأنصار الله (الحوثيين) في اليمن، وتعتبر هذه الحرکة جزءا من الحرکات الناجحة للصحوة الإسلامية».
وأعلن ولايتي ذلك أمس في ملتقى حضره علماء ووجهاء الزيدية في اليمن. حسب وكالة الأنباء الألمانية.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.