«منتدى شباب العالم» يختتم بقرارات حول «الهجرة» و«التعاون المتوسطي»

السيسي قال إن الإرهاب لن ينجح في تعطيل طاقة الحركة في بلاده

السيسي مخاطباً منتدى شباب العالم بشرم الشيخ أمس (الشرق الأوسط)
السيسي مخاطباً منتدى شباب العالم بشرم الشيخ أمس (الشرق الأوسط)
TT

«منتدى شباب العالم» يختتم بقرارات حول «الهجرة» و«التعاون المتوسطي»

السيسي مخاطباً منتدى شباب العالم بشرم الشيخ أمس (الشرق الأوسط)
السيسي مخاطباً منتدى شباب العالم بشرم الشيخ أمس (الشرق الأوسط)

اختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، أعمال النسخة الثالثة لـ«منتدى شباب العالم»، أمس، بقرارات في مجالات عدة أبرزها يتعلق بعقد شراكات مع المنصات الدولية الشبيهة، وإنشاء «منتدى شباب البحر المتوسط» لتعزيز التعاون بين دوله.
والمنتدى الذي استضافت مدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، فعالياته الرسمية، على مدار 4 أيام، حظي بمشاركة 7 آلاف شخص، من مختلف الجنسيات، فضلاً عن 150 متحدثاً، بحسب ما أفادت إدارته.
وتضمنت القرارات الختامية للمنتدى التي أعلنها الرئيس المصري، مساء أمس، بينما كان يقف إلى جواره مواطنه الطفل، زين يوسف، الذي واجه مرض السرطان 4 مرات، تكليف وزارة الهجرة المصرية، بإطلاق مبادرة «مراكب النجاة» للتوعية بمخاطر «الهجرة غير المشروعة»، وكذلك «إنشاء مركز دولي لدمج الشباب المتضررين في مناطق ما بعد النزاعات».
وفي مجال الأهداف التنموية والتكنولوجية، قرر الرئيس المصري، إنشاء «مركز إقليمي للذكاء الاصطناعي، بغرض الارتقاء بأساليب التعامل مع تكنولوجياته، وتوافقها مع أهداف التنمية المستدامة»، كما أطلق «مسابقة دولية للأفلام الوثائقية تستهدف تعزيز وإبراز أهداف الأمم المتحدة للتنمية».
وخلال الحفل الختامي للمنتدى، أعلنت رئيسة «الأكاديمية الوطنية للتدريب»، رشا راغب، توصيات المشاركين، التي كان من بينها عمل «مبادرة أفريقية للتميز الرقمي الحكومي»، وأخرى للمرأة، فضلاً عن تدريب «الشباب الأورومتوسطي على القيادة».
وخلال اليوم الأخير لفعاليات المؤتمر بثت وسائل إعلام محلية لقاءً مسجلاً للرئيس المصري، مع عددٍ من الشباب المشاركين من جنسيات مختلفة.
وقال السيسي إن «(الإرهاب) سعى خلال السنوات الماضية إلى تعطيل طاقة الحركة بمصر إلى الأمام»، عادّاً أن تلك المساعي غير قابلة للنجاح، لأنه لا يوجد مشروع قائم على الإرهاب والقتال والخراب يمكن أن ينجح... والمشروع الذي ينجح هو المشروع القائم على العمل والبناء والتنمية والتعمير والسلام.
ورداً على سؤال من فتاة كردية بشأن تقييم الرئيس المصري لقضية أبناء قوميتها ونصائحه لهم، قال السيسي: «الهوية الكردية لن يستطيع أحد محوها، وأبناؤها عانوا على مدار 60 عاماً مضت، لكن مقربتي في هذا الشأن تعتمد على العمل والسلام، لأنه لا يمكن طمس القضية مهما مرت السنوات».
ومع ذلك فإن السيسي رفض تقديم «نصائح تؤدي إلى دمار وخراب الدول»، وفيما بدا إشارة إلى تركيا دون تسميتها، قال: «لو كان أحد آخر في موقعي قد يقول إنها فرصة لإشعال ما هو قابل للاشتعال للثأر حتى مما يحدث بحقنا من دول معينة، لكن نحن لا نفكر كذلك، ولا نقول أبداً نصائح تؤدي إلى دمار وخراب الأمم والشعوب والناس».
وفيما تقترب مصر من اختتام فترة رئاستها للاتحاد الأفريقي، في فبراير (شباط) المقبل، تطرق السيسي إلى اعتزام القاهرة استكمال جهودها في القارة السمراء، موضحاً أن دور القاهرة لن ينتهي بتسليم الرئاسة لجنوب أفريقيا، بل سيستمر لإنهاء الأزمات الموجودة.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.