دعوة أممية لتشارك المسؤولية وإنصاف اللاجئين

دعوة أممية لتشارك المسؤولية وإنصاف اللاجئين
TT

دعوة أممية لتشارك المسؤولية وإنصاف اللاجئين

دعوة أممية لتشارك المسؤولية وإنصاف اللاجئين

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دول العالم إلى تشارك مسؤولية مساعدة العدد المتزايد من النازحين، في قمة دولية غير مسبوقة للاجئين عقدت في جنيف أمس.
وقال غوتيريش في جلسة افتتاح «المنتدى العالمي للاجئين»: «حان الوقت لرد أكثر إنصافاً على أزمة اللاجئين عبر تشارك المسؤولية». وفي وقت يعيش 80 في المائة من اللاجئين في العالم في دول فقيرة ونامية تشعر عادة بأنها تُركت وحدها لتحمّل التكاليف الاقتصادية والاجتماعية، تصدرت مسألة مشاركة العبء جدول الأعمال، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال غوتيريش إن «العالم مدين بالشكر لجميع الدول والمجتمعات التي تستقبل عدداً كبيراً من اللاجئين»، لكنه شدّد على أن «الشكر غير كافٍ». وأضاف أنه «في زمن الاضطرابات هذا، على المجتمع الدولي القيام بالمزيد لتشارك هذه المسؤولية».
وافتتح المنتدى الذي يستمر يومين، بعد عام تماماً على تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة إطار عمل يهدف لوضع نهج أكثر ثباتاً وإنصافاً لتقديم المساعدات للاجئين والجهات التي تستضيفهم. والاجتماع هو الأول من نوعه، ويشارك فيه قادة دول ووزراء وكبار الشخصيات في عالم المال والأعمال، إلى جانب العاملين في المجال الإنساني واللاجئين أنفسهم لطرح أفكار وتعهدات تفضي لتقديم مساعدات أكثر فعالية.
وحذّر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أمس من أنه «من السذاجة أن نتجاهل الواقع». وأضاف: «نرى أنه تتم شيطنة اللاجئين الذين هربوا من أجل حياتهم وتحويلهم إلى شخصيات مخيفة». وأضاف: «نرى أشخاصاً يسجلون نقاطاً سياسية عبر إثارة قلق الشعوب».
وبحلول نهاية عام 2018، نزح نحو 71 مليون شخص قسراً هرباً من الحرب والعنف والاضطهاد، بينهم قرابة 26 مليونا عبروا الحدود كلاجئين. ويتوقع خلال المنتدى أن يتم تقديم مئات التعهدات من الدول والمنظمات والشركات، تشمل تبرعات مالية إضافة إلى مساعدات تقنية ومادية وتغييرات في القوانين والسياسات بشكل يضمن تعزيز إدماج اللاجئين.
وتأمل الأمم المتحدة كذلك بأن يعرض المشاركون دولاً ثالثة يتم فيها إعادة توطين اللاجئين ممن لديهم احتياجات أو نقاط ضعف خاصة، وخطوات تضمن عودتهم الآمنة إلى بلدانهم. وحتى قبل الافتتاح الرسمي للمنتدى، سلطت الأضواء الاثنين على المساهمات المحتملة من القطاع الخاص ومن نحو مائة شركة في المنتدى.
وقالت مديرة إدارة العلاقات الخارجية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دومينيك هايد، للصحافيين في جنيف إن «الشركات تؤثر فعلاً على إدماج اللاجئين من خلال التعليم والوظائف وصلاحية تنظيم المشاريع الحرة». وأضافت أن «كل خطوة تؤثر وكل شخص يؤثر».
بدوره، دعا غراندي الدول على الانضمام إلى «تحدي الطاقة النظيفة» الهادف لضمان مخصصات لتزويد جميع مخيمات اللاجئين في العالم بمصادر كهرباء صديقة للبيئة بحلول 2030، لكن التحديات لا تزال كبيرة للغاية، بحسب تحذير صدر الاثنين عن منظمة «أوكسفام» الخيرية التي اعتبرت أن المنظومة الحالية باتت «معيبة بشكل قاتل، وتحمّل بعض أفقر الدول المسؤولية بشكل غير منصف».
وقال مدير أوكسفام، داني سريسكانداراجا، في بيان إن «ملايين اللاجئين الضعفاء معرّضون للخطر أو عالقين في حالة من عدم اليقين لأن الكثير من الدول فشلت في تحمّل نصيبها العادل من مسؤولية حماية الناس الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم».
بدوره، قال اللاجئ الفلسطيني البالغ من العمر 25 عاماً، محمد بدران، الذي فر إلى هولندا هرباً من الحرب في سوريا، إن على المجتمع الدولي الاتفاق على خطوات ملموسة وتطبيقها. وقال بدران الذي كان بين نحو 80 لاجئاً يحضرون المنتدى، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه يخشى من تحوله إلى مؤتمر آخر بخطابات كثيرة وخطوات قليلة. وقال: «نحتاج إلى خطوات، ولا نحتاج لخطابات فارغة».


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)

شولتس: اللاجئون السوريون «المندمجون» مرحَّب بهم في ألمانيا

أكّد المستشار الألماني، الجمعة، أن اللاجئين السوريين «المندمجين» في ألمانيا «مرحَّب بهم»، في حين يطالب المحافظون واليمين المتطرف بإعادتهم إلى بلدهم.

«الشرق الأوسط» (برلين)
المشرق العربي مدخل مخيم اليرموك الشمالي من شارع اليرموك الرئيسي (الشرق الأوسط)

فلسطينيو «اليرموك» يشاركون السوريين فرحة «إسقاط الديكتاتورية»

انتصار الثورة السورية والإطاحة بنظام بشار الأسد أعادا لمخيم اليرموك رمزيته وخصوصيته

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي سوريون مقيمون في تركيا ينتظرون لدخول سوريا عند بوابة معبر جيلفي غوزو الحدودي في الريحانية في 12 ديسمبر 2024 بعد الإطاحة بنظام الأسد (أ.ف.ب)

أطفال عائدون إلى سوريا الجديدة بعد سنوات لجوء في تركيا

تعود كثير من العائلات السورية اللاجئة في تركيا إلى الديار بعد سقوط الأسد، ويعود أطفال إلى وطنهم، منهم من سيدخل سوريا للمرة الأولى.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)

المستشار الألماني لا يرغب في إعادة اللاجئين السوريين المندمجين جيداً

حتى عقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن عدم رغبته في إعادة أي لاجئ سوري مندمج بشكل جيد في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

قالت سلطات أرخبيل مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي اليوم (الأحد) إن «مئات الأشخاص بالتأكيد» قضوا في الإعصار شيدو القوي جداً، الذي ضرب المنطقة، السبت، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

صور التقطتها الأقمار الصناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار شيدو فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وفي وقت سابق من اليوم، قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن 9 أشخاص أصيبوا بجروح خطرة جداً، ونقلوا إلى مركز مايوت الاستشفائي، في حين أن 246 إصابتهم متوسطة.

الأضرار التي سببها الإعصار شيدو في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

وترافق الإعصار مع رياح زادت سرعتها على 220 كيلومتراً في الساعة. وكان شيدو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً؛ حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرنس - ميتيو).

آثار الدمار التي خلفها الإعصار (أ.ف.ب)

وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، ما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل. ويقيم ثلث سكان الأرخبيل في مساكن هشة.