تحول وسط بيروت منذ أيام إلى ساحة اشتباك تشهد بشكل يومي أعمال عنف، سواء بين الناشطين وعناصر قوى الأمن الداخلي، أو بين الناشطين وشبان المناطق المتاخمة للمعارضين للحراك الشعبي.
وحدها الأسباب التي تؤدي لانفجار الاشتباكات تختلف بين ليلة وأخرى، فبعد أن اتهمت وزيرة الداخلية ريا الحسن مندسين بمهاجمة القوى الأمنية ليل الأحد، ما أدى لاندلاع اشتباكات استمرت حتى ساعات الصباح الأولى، فجّر فيديو مسيء للطائفة الشيعية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليل الاثنين - الثلاثاء، عمليات تخريب واسعة في الشوارع وسط بيروت.
وأفادت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، في بيان، بأن أعمال العنف طالت اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، ما أدى إلى تدخل العناصر الأمنية للتصدي لأعمال الشغب، ومنع وصول المحتجين إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح. وأدت المواجهات إلى وقوع 25 إصابة في صفوف عناصر مكافحة الشغب، وتوقيف 3 أشخاص.
ولم تقتصر أعمال التخريب على وسط بيروت، بل تم إحراق خيم الناشطين في الحراك الشعبي في مناطق مختلفة، سواء في النبطية وصيدا جنوب البلاد أو في بعلبك شرقاً.
وأشار الحراك، في بيان، إلى أنه بعد شتم أحد الأشخاص رموزاً دينية وبعض المسؤولين اللبنانيين «عمد البعض إلى تكسير خيمة النبطية تعبيراً عن غضبهم لما حصل». وشدد البيان على الرفض المطلق لما صدر في الفيديو المسيء، وتحدث عن «دعوات لمنعنا من مواصلة اعتصامنا السلمي لتحقيق مطالب الناس والإصلاحات المنشودة»، وطالب «القوى الأمنية والحريصين على العيش المشترك أن يحموا المعتصمين من هؤلاء الغاضبين لما فيه خير ومصلحة منطقتنا وأهلنا ومطالبنا المحقة».
وتحدث الناشط في الحراك أحمد ياسين لـ«الشرق الأوسط» عن خشية لدى الناشطين في النبطية من إعادة نصب الخيمة التي تم إحراقها، لافتاً إلى أن المزاج الشعبي الغالب في المنطقة يرفض نصبها من جديد، والأمر يبقى رهن الساعات المقبلة. وأضاف ياسين: «كانت في الخيمة مساعدات غذائية وأدوية، احترق معظمها».
وفي صيدا، استنكر الحراك في بيان «تكسير الخيم والاعتداء على من كان فيها»، داعياً إلى الإضراب العام في مدينة صيدا والجوار، ومتمنياً على القوى الأمنية «حماية المعتصمين في الساحات». ونتيجة لما حصل ليلاً، أعلنت معظم مدارس المدينة إقفال أبوابها «حرصاً على السلامة العامة»، فيما قام الجيش بتسيير دوريات في أنحاء صيدا. ونفت حركة «أمل» - شعبة حارة صيدا، علاقتها «بكل ما حصل من إشكال في المدينة والجوار».
وفي مسعى لاستيعاب التوتر السني – الشيعي، الذي قام كردّ فعل على الفيديو المسيء، والذي اعتذر عنه الشاب الذي ظهر فيه، مؤكداً أنه لم يكن بكامل وعيه عندما قال الكلام الذي صدر عنه، زار عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى إمام مسجد البسطة الشيخ علي بيطار، يوم أمس (الثلاثاء) إمام جامع منطقة الخندق الغميق الشيخ محمد عياد. واستنكر «فيديو الفتنة»، مشدداً على أن «الاحتجاج يجب ألا يكون عبر حرق السيارات وتحطيم الممتلكات». بدوره، اعتبر الشيخ عياد «أن من نشر الفيديو خسر، لأنه توقع شيئاً وحصل شيء آخر. ولو انتظرنا قليلاً لكان الاحتجاج من الشارع السني، وقد جاءت الصرخات والاحتجاجات من بلدنا الحبيب طرابلس».
واعتبر وزير الداخلية السابق مروان شربل، أن الاشتباكات اليومية التي يشهدها وسط بيروت مرتبطة بالصراع القائم بين السلطة والحراك، مستبعداً أن تكون هناك أطراف خارجية تحرك الشارع قادرة على تفجير فتنة بين اللبنانيين. وقال شربل، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «السلطة تقوم بكل ما أمكنها لإجهاض الحراك الشعبي، وفي المقابل يعمل الحراك المستحيل كي يبقى قوياً ويواصل تحقيق أهدافه».
أعمال عنف ليلية في وسط بيروت وإحراق خيم الناشطين
فيديو مسيء يؤدي لأعمال شغب
أعمال عنف ليلية في وسط بيروت وإحراق خيم الناشطين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة