فريق إنساني يدعو إلى إغاثة النازحين في شمال سوريا

أنقرة: وفاة أحد مؤسسي «الخوذ البيضاء» هو السقوط من مكان مرتفع

دخان يتصاعد من معرة النعمان في ريف إدلب بعد غارة روسية أمس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من معرة النعمان في ريف إدلب بعد غارة روسية أمس (أ.ف.ب)
TT

فريق إنساني يدعو إلى إغاثة النازحين في شمال سوريا

دخان يتصاعد من معرة النعمان في ريف إدلب بعد غارة روسية أمس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من معرة النعمان في ريف إدلب بعد غارة روسية أمس (أ.ف.ب)

دعا فريق التعامل مع الوضع الإنساني في سوريا الاثنين، كل المنظمات والهيئات الإنسانية للاستجابة لإغاثة النازحين في مخيمات شمال سوريا، في وقت أكد فيه خبراء الطب الشرعي التركي أن الجندي البريطاني السابق الذي ساعد في تأسيس منظمة «الخوذ البيضاء» للدفاع المدني، توفي بسبب سقوطه من مكان مرتفع، بحسب ما ذكر الإعلام المحلي، الاثنين.
وعثر على جيمس لومسوريه الذي يحمل الجنسية البريطانية ميتاً عند أسفل المبنى الذي يسكنه في نوفمبر (تشرين الثاني) في إسطنبول.
وكان لومسوريه الضابط السابق في الجيش البريطاني، يدير منظمة «مايداي رسكيو» غير الربحية، التي تنسق التبرعات الممنوحة إلى الخوذ البيضاء ولديها مكاتب في إسطنبول وهولندا.
وجاء في تقرير التشريح أنه توفي بسبب «إصابة عامة في الجسم ترتبط بسقوطه من مكان مرتفع»، بحسب تلفزيون «تي آر تي خبر» الحكومي.
ولم يُعثر على آثار حمض نووي (دي إن إيه) لأي شخص آخر.
وقال التقرير الذي أصدره معهد الطب الشرعي في 4 صفحات إن لومسوريه عانى نزفاً داخلياً وكسوراً في العظام، بحسب وكالة «دي إتش إيه» الخاصة للأنباء.
ويُعتقد أن الشرطة التركية تتعامل مع الحادث على أنه انتحار.
وأورد الإعلام المحلي أن لومسوريه طلب المساعدة بسبب مشاكل نفسية، وأن زوجته ايما هدفيغ كريستينا وينبرغ قالت للشرطة إنه كانت لديه ميول انتحارية قبل أسبوعين من وفاته.
ويتهم النظام السوري وحليفه الروسي «الخوذ البيضاء» التي تضم مسعفين متطوعين يعملون ضمن المناطق التي تتعرض للقصف، بدعم الفصائل المعارضة والمقاتلة في المناطق حيث تنشط.
وقال فريق إغاثي، في بيان إن العاصفة المطرية التي جرت في شمال سوريا خلال الأيام الأربعة الماضية، خلّفت أضراراً لنحو 6 آلاف عائلة نازحة ومهجرة موجودة في 41 مخيماً من مخيمات المنطقة المنتشرة في ريفي إدلب وحلب الشمالي.
ودعا البيان كل المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة العاجلة لقاطني تلك المخيمات، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته تجاه المدنيين في محافظة إدلب.
وناشد منسقو الاستجابة «كل الجهات الدولية المعنية بالشأن السوري التدخل بشكل مباشر لإيقاف تلك الأعمال العدائية التي تستهدف المدنيين في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها».
وكشف الفريق عن نزوح أكثر من 98 ألف شخص من المنطقة «منزوعة السلاح» شمال سوريا، جراء التصعيد العسكري في مناطق ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وتتعرض مخيمات النازحين في الشمال السوري بشكل متكرر لسيول جراء الأمطار الغزيرة التي تهطل في تلك المناطق، وقد غرقت مئات الخيم جراء تلك الأمطار والسيول وأصبحت مئات العائلات من دون مكان إقامة بسبب تلك السيول التي جرفت كل ما تحويه خيام النازحين.
وفي ريف إدلب أيضاً، قصفت الطائرات الحربية الروسية اليوم مناطق متفرقة من ريفي إدلب الجنوبي والشرقي. وقال مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية: «قتل طفلان وأصيب 7 آخرون من أسرة واحدة في قصف جوي على بلدة الغدفة قرب بلدة بنش بريف إدلب الشرقي».
وأكد المصدر أن «الطائرات الحربية الروسية والمروحية السورية سنّت أكثر من 30 غارة على بلدات وقرى الصرمان وأبو مكي والدير الشرقي والغدفة ومعرشورين ومحيط مطار أبو الظهور في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي».



تخوف يمني من سيناريو غزة وسط تهديدات حوثية بالتصعيد

حريق ضخم عقب استهداف إسرائيل مستودعات الوقود في الحديدة (أ.ف.ب)
حريق ضخم عقب استهداف إسرائيل مستودعات الوقود في الحديدة (أ.ف.ب)
TT

تخوف يمني من سيناريو غزة وسط تهديدات حوثية بالتصعيد

حريق ضخم عقب استهداف إسرائيل مستودعات الوقود في الحديدة (أ.ف.ب)
حريق ضخم عقب استهداف إسرائيل مستودعات الوقود في الحديدة (أ.ف.ب)

أثارت الضربات والتهديدات اللاحقة التي أطلقها المسؤولون الإسرائيليون، وإعلان الحوثيين استمرار الهجمات مخاوف اليمنيين من تكرار سيناريو الدمار الذي أحدثته في قطاع غزة داخل بلدهم.

ولا يخفي محمد عبد الله، وهو موظف حكومي وأحد سكان مدينة الحديدة، هذه المخاوف ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل دولة قوية ومحمية من الغرب، وقد أنهت مظاهر الحياة في قطاع غزة، ويمكن أن تكرر ذلك في اليمن، ويأمل ألا تتطور الأحداث وتصل إلى هذا المستوى.

سحب من الدخان واللهب جراء احتراق مستودعات الوقود في الحديدة اليمنية إثر غارات إسرائيلية (أ.ف.ب)

يضيف عبد الله أن «أصوات انفجارات الضربات الإسرائيلية مرعبة، وليست كما الضربات الأميركية التي لا يسمع أصواتها إلا جزء من سكان المدينة».

هذه المخاوف يشاركه فيها يحيى وهو موظف لدى شركة تجارية اكتفى بذكر اسمه الأول، ويقول إن الحياة بدأت تعود تدريجياً والحركة التجارية في ظل التهدئة بين الحكومة اليمنية والحوثيين، ولكن التصعيد مع إسرائيل مخيف؛ لأنها دولة تبطش، ولا تعمل حساباً لأي هدف كان مدنياً أو عسكرياً. ورأى أن استهداف مخازن الوقود دليل على ذلك؛ لأنها ظلت بعيدة عن الاستهداف طوال سنوات الحرب.

وفي حين يتحفظ الحوثيون على إعلان عدد الضحايا، يذكر أيمن جرمش وهو مسؤول محلي في الحديدة أن زميله المهندس أحمد موسى هو أحد ضحايا الغارات الإسرائيلية، وقد قُتل إلى جانب آخرين منهم نبيل ناشر، وأحمد عبد الباري يوسف، وصلاح الصراري، وأبو بكر الفقيه وإدريس الوصابي.

إضافة إلى ذلك، أفادت مصادر حكومية بأن عدد جرحى الغارات الإسرائيلية وصل إلى 90 شخصاً، وأن الضربات دمرت خزانات الديزل والمازوت والبنزين، بينما أكد سكان الحديدة انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المدينة.

أجندة خارجية

يؤكد العقيد وضاح الدبيش المتحدث باسم القوات الحكومية اليمنية في الساحل الغربي لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين دفعوا اليمن المثقل بالفقر والأزمات إلى قلب المواجهة، خدمةً لأجندة خارجية، في حين أنهم (الحوثيين) من دون قدرة حقيقية على الردع.

واتهم المتحدث العسكري الجماعة الموالية لإيران بالتسبب في تدمير منشآت ميناء الحديدة، وعبَّر عن خشيته من استمرار الحوثيين في استدعاء إسرائيل، ومن ثم ضرب وتدمير مزيد من المنشآت والبنى التحتية مقابل بيانات تدعي البطولات.

وجزم الدبيش أن الخاسر الحقيقي في كل هذه اللعبة هو الشعب اليمني، وأن الحوثي لن يهدأ له بال إلا عندما يتحول اليمن إلى غزة أخرى تفوح منها رائحة الدم من كل مدينة وقرية.

دخان كثيف يتصاعد جراء قصف إسرائيل مدينة الحديدة اليمنية الخاضعة للحوثيين (رويترز)

في غضون ذلك، أدان «الحراك التهامي» وهو مكون سياسي يمني الضربات الإسرائيلية على مدينة الحديدة ومينائها والمنشآت المدنية وفي مقدمتها خزانات النفط ومحطة الكهرباء وغيرها من المقدرات.

وقال في بيان له إن «هذا الاعتداء والقصف وما أسفر عنه من ضحايا أبرياء، وتدمير بالغ يمثل كارثة سيتضرر منها أبناء تهامة والمواطن لا غير، سواء ما يتعلق بنقص الوقود، وانقطاع الكهرباء، وتوقُّف المستشفيات والمرافق الخدمية، وما يترتب عليها من تداعيات إنسانية».

وحمَّل البيان إسرائيل والحوثيين مسؤولية هذا العدوان وما نتج عنه من ضحايا وتدمير للمقدرات، وقال إن كل هذه الممارسات التي يجلبها الحوثي ما كانت لتحدث لولا حالة التراخي والتذليل من المجتمع الدولي له، ومن ذلك اتفاقية استوكهولم، مؤكداً أن الحوثيين يتحملون مسؤولية وصول البلاد إلى هذه الحال المأساوية والكارثية.

ووصف البيان مواقف الحوثيين بأنها «استغلال مفضوح» تحت مسمى نصرة فلسطين، وقال إنها «مزاعم كاذبة تبث زيفها، ولا صلة لها بفلسطين أو معاناة أبناء غزة».