أمطار تشرين القديمhttps://aawsat.com/home/article/2038986/%D8%A3%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85
(هذا النص على لسان أحد المتظاهرين الشباب بعد سنوات طويلة من انتفاضة تشرين الأول 2019)
سنمرُّ فوق الجسر نضحكُ أو نغنَّي أو نذكِّرُ مَنْ بجانبنا فنسخرُ من أغانينا التي كنَّا نرددها وبعد دقيقةٍ نبكي على أصحابنا القتلى ونأوي تحت نصبك يا جوادُ سنمرُّ فوق الجسر نضحكُ من حماقتنا ونعجبُ كيف أيقظنا البلادَ وكيف أورثنا المدائن سكَّرَ الزمنِ العنيدِ وكيف شبَّ بلحظةٍ هذا الرمادُ سنمرُّ فوق الجسر في تشرين أيضاً بعد حين من حكايتنا وأكثر في يدي طفلٌ وفي قلبي امرأة وعلى فم الذكرى نشيدٌ من صديقٍ مرَّ في المعنى، وأشجارٌ معي غنَّتْ، وأحلامٌ وبقيا من دخانٍ في الرئة سنمرُّ فوق الجسر ثم نقولُ شبنا نحن صبيان البلادِ وقد كبرنا فجأةً أبناؤنا كبروا قليلاً كيف نُقنعهم بأنَّا ها هنا كنَّا وكيف نعيدُ لحظتنا وهذا العمر يوغلُ أو يكادُ سنمرُّ فوق الجسر هل كنَّا تأخرنا عن الدوام؟ قالت زوجتي وانتابها حزنٌ ولكنَّي نسيتُ بأنْ أغازلها لأنَّي قد تذكرتُ المدينة قبل أكثرَ من زمانٍ كيف بعثرها الحفاةُ وكيف عانقها الجرادُ سنمرُّ فوق الجسر أُشعل شمعةً وأُضيءُ ليلَ الغائبين جميعُ أصحابي الذين مضوا بلا أطفالٍ أو زوجاتٍ يوقدن السريرَ ويلتهمن الصبرَ في ليل الخميس مضوا جميعاً خلَّفوا قُبَلاً سريعاتٍ على الطرقات بعضَ رسائلِ الحبِّ الخفيف وبعضَ غيمٍ في الصدورْ رحلوا ومرَّ العيدُ بعد العيدِ من يتذكَّرُ الموتى ومن يرمي بماء الورد يا حجرَ القبورْ سنمرُّ فوق الجسر متعبةً خطانا تأكلُ السنواتُ منَّا هذه الروحَ الشقيَّةَ ثم تذرونا إلى الذكرى غناءً جارحاً مُرّاً وتنسانا البلادُ وسمعتُه يروي لزوجتهِ الحكايةَ حيث كنتُ أسيرُ فوق الجسر في كفَّي عصا السنواتِ متكئاً وفي قلبي المدينةُ والحرائقُ والرمادُ
مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاجhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5084619-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D8%B5%D8%B1%D8%AD-%D9%85%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A8%D8%B7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%AC
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.
وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.
ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.
بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».
وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.
وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.
وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.
يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.
وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».
ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.
ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».