اتّساع الاحتجاجات ضد قانون الجنسية «التمييزي» في الهند

مودي يتّهم مجموعات بـ«إذكاء الاضطرابات»

شرطيتان تعتقلان متظاهرة ضد قانون الجنسية في أحمد آباد أمس (أ.ف.ب)
شرطيتان تعتقلان متظاهرة ضد قانون الجنسية في أحمد آباد أمس (أ.ف.ب)
TT

اتّساع الاحتجاجات ضد قانون الجنسية «التمييزي» في الهند

شرطيتان تعتقلان متظاهرة ضد قانون الجنسية في أحمد آباد أمس (أ.ف.ب)
شرطيتان تعتقلان متظاهرة ضد قانون الجنسية في أحمد آباد أمس (أ.ف.ب)

اتّسعت الاحتجاجات في أرجاء الهند، أمس، مع تنامي الغضب ضد قانون حول الجنسية الذي اعتبره كثيرون تمييزياً بحق المسلمين، بعد مقتل 6 متظاهرين في شمال شرقي البلاد وإصابة نحو 200 آخرين بجروح في نيودلهي وحدها.
ويسمح القانون الجديد الذي أقرّه البرلمان للحكومة الهندية بمنح الجنسية لملايين المهاجرين غير المسلمين من ثلاث دول مجاورة. لكن معارضين يقولون إنّ القانون جزء من برنامج رئيس الوزراء الهندي القومي الهندوسي ناريندرا مودي، لتهميش المسلمين في الهند البالغ عددهم نحو 200 مليون نسمة، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
ونفى مودي هذه الاتّهامات أمس. وكتب في تغريدة على «تويتر» أن القانون الجديد «لا يؤثر على أي مواطن هندي من أي ديانة»، متهماً «مجموعات مصالح راسخة» بإذكاء الاضطرابات «المحزنة للغاية». في المقابل، قال الرئيس السابق لحزب المؤتمر المعارض راهول غاندي أمس على «تويتر» إنّ القانون وإجراء تسجيل المواطنين على نطاق واسع الذي يُنظر إليه أيضاً على أنه معادٍ للمسلمين، هما «أسلحة لاستقطاب جماعي أطلقها الفاشيون».
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عبّر الأسبوع الماضي عن قلقه من القانون، وقال: «يبدو أنه يقوض الالتزام بالمساواة بموجب القانون المنصوص عليه في الدستور الهندي»، فيما أعربت واشنطن والاتحاد الأوروبي أيضاً عن قلقهما.
واندلعت احتجاجات جديدة أمس في نيودلهي وتشيناي وبنغالور ولوكناو، حيث حاول مئات الطلاب معظمهم من المسلمين اقتحام مركز للشرطة وألقوا وابلاً من الحجارة على عناصر الشرطة الذين اختبأوا خلف جدار، كما ظهر في لقطات بثها التلفزيون.
وفي شرق البلاد في كولكاتا عاصمة ولاية البنغال الغربية، تجمّع الآلاف في مظاهرة كبرى دعا إليها رئيس الوزراء الإقليمي ماماتا بانيرجي، وهو معارض شديد لمودي. وخلال الأيام الأخيرة، أحرقت عربات قطارات فارغة في الولاية، فيما استمر انقطاع الإنترنت أمس.
وفي كيرالا في جنوب البلاد، وهي ولاية أخرى ترفض حكومتها تطبيق قانون الجنسية، خرج المئات في احتجاجات. وكتب وزير مالية الولاية توماس إسحاق: «نحتاج حالياً إلى توحيد عمل جميع القوى العلمانية».
وفي شمال شرقي الهند، يعارض السكان المحليون حتى تجنيس غير المسلمين من الدول الثلاث خشية تهديد ثقافتهم من الهندوس الناطقين بالبنغالية. وهذه الدول هي باكستان وبنغلاديش وأفغانستان.
وتجمع الطلاب مجدداً أمس في الجامعة الملية الإسلامية، غداة إطلاق الشرطة الغاز المسيّل للدموع على طلاب محتجين وضربهم بهراوات قبل اقتحام حرم الجامعة. وأفاد الطالب شري كومار بأنّ القانون «معادٍ للمسلمين، ومنافٍ لروح الهند وللأفكار العلمانية للهند».
من جهته، قال المتحدث باسم الشرطة إم إس راندهاوا إنّ الاحتجاجات أسفرت عن تدمير أربع حافلات ومائة سيارة خاصة، وعشر دراجات هوائية تابعة للشرطة، مشيرا إلى أن عناصر الشرطة التزموا «بأقصى درجات ضبط النفس والحد الأدنى من استخدام للقوة» في مقابل «استفزازات».
وذكرت وسائل إعلام أن احتجاجات جرت أيضاً في مدن بومباي والبنغال الغربية وأليغار وحيدر أباد وباتنا ورايبور الأحد والسبت.
في الوقت نفسه، قطعت السلطات في ولاية أوتار براديش في شمال البلاد خدمات الإنترنت في الأجزاء الغربية من الولاية في أعقاب مظاهرات في أليغار التي تضم جامعة كبيرة وعدداً كبيراً من المسلمين. وقالت السلطات إنها أوقفت 21 شخصاً على هامش الاحتجاجات.
وتقع بؤرة الاحتجاجات الرئيسية في الولايات الشمالية الشرقية النائية بالهند، التي تشهد توترا عرقيا منذ وقت طويل. وفي ولاية آسام، لقي أربعة أشخاص مصرعهم في نهاية الأسبوع الماضي بعدما أطلقت الشرطة النار عليهم، فيما قُتل شخص آخر عندما أُضرمت النار في متجر كان ينام فيه. وسقط قتيل سادس بعدما تعرض لضرب مبرح أثناء مظاهرة. ومساء الأحد في الولاية نفسها وبعد أيام من أعمال الشغب والاشتباكات مع الشرطة، شارك نحو 6 آلاف شخص مساء الأحد في احتجاج، لكن دون الإبلاغ عن وقوع عنف.
وألقى رئيس الوزراء مودي باللوم في الاحتجاجات على حزب المؤتمر المعارض. وقال خلال تجمع جماهيري الأحد في ولاية جهارخند إن «حزب المؤتمر وحلفاءه يؤججون الغضب بشأن قانون المواطنة، لكن سكان الشمال الشرقي يرفضون العنف». وأشار إلى أن الذين يثيرون العنف «يمكن معرفتهم من ملابسهم»، وهو تصريح فسره البعض على أنه يشير إلى المسلمين. وشدد مودي، الذي يؤكد أنه لا يعادي المسلمين، على أنّ القانون «صحيح بنسبة ألف في المائة»، وأن المسلمين من هذه الدول ليسوا بحاجة لحماية الهند. وتطعن جماعات حقوقية وحزب سياسي مسلم بالقانون أمام المحكمة العليا بحجة أنه ينافي الدستور والتقاليد العلمانية في الهند.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.