أكبر حزب إسلامي في الجزائر يرحب بحذر بعرض الحوار مع تبون

المجلس الدستوري يثبّت نتائج الانتخابات الرئاسية

الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
TT

أكبر حزب إسلامي في الجزائر يرحب بحذر بعرض الحوار مع تبون

الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

رحبت «حركة مجتمع السلم»، أكبر حزب إسلامي في الجزائر، اليوم (الاثنين)، بعرض الحوار الذي تقدم به الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون، مذكرة بأن عروضاً سابقة مشابهة لم تر النور.
وفي أول تصريح بعد انتخابه رئيساً للجمهورية في اقتراع اتسم بنسبة مقاطعة قياسية، عرض تبون، يوم (الجمعة) الماضي، «حواراً جاداً من أجل بناء جزائر جديدة» على الحراك الشعبي الذي قاطع انتخابات (الخميس) بمظاهرات حاشدة، كما دأب على ذلك منذ بدايته في 22 فبراير (شباط).
واعتبر الحزب، في بيان، أن «خطاب المرشح الفائز السيد عبد المجيد تبون كان خطاباً جامعاً يساعد على التخفيف من التوتر، ويفتح آفاق الحوار والتوافق»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
ولكنه نبّه إلى «أن الجزائريين قد سبق لهم أن سمعوا من الحكام خطباً مماثلة تجسّدَ عكسُها على أرض الواقع، وإن الحركة إذ لا تستبق المستقبل بسوء الظن ستكون حذرة وستحكم في ممارستها السياسية ومواقفها التي يخوله لها القانون على الوقائع الفعلية في الميدان».
و«حركة مجتمع السلم» هي أكبر حزب معارض في الغرفة الأولى للبرلمان (34 مقعداً من أصل 462) قرر عدم تقديم مرشح للانتخابات، كما لم يساند أي مرشح. بينما كانت بين 2004 و2012 ضمن التحالف الرئاسي الداعم للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي استقال في 2 أبريل (نيسان) تحت ضغط الحراك بعد 20 سنة من الحكم.
وطالب الحزب، الرئيس المنتخب، بـ«خطوات عاجلة»، أهمها «حماية الحريات الفردية والجماعية وتحرير وسائل الإعلام من الضغط والتوجيه، وضمان الحرية التامة للعدالة، وإطلاق سراح مساجين الرأي ومعتقلي الحراك الشعبي».
وكذلك حذر حزب «جبهة القوى الاشتراكية»، أقدم حزب معارض، والمساند أيضاً للحراك منذ بدايته، من «حوار واجهة» هدفه «تزكية خريطة طريق جاهزة وبمحاورين سبق اختيارهم». وفي بيان نشره (السبت)، طالب بإجراءات تهدف إلى «مناخ تهدئة يساعد على الحوار» منها إطلاق سراح المعتقلين واحترام حريات التعبير والتظاهر.
من جهة أخرى، اعلن المجلس الدستوري الجزائري، اليوم، النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التي أُجريت الخميس وأسفرت عن انتخاب تبون رئيسا للجمهورية.
وقرأ رئيس المجلس الدستوري كمال فنيش بيان إعلان النتائج في حضور كل أعضاء أعلى هيئة قضائية في البلاد، بحسب ما بث التلفزيون الحكومي. وقال فنيش: «يعلن المجلس الدستوري السيد عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية ويباشر مهامه فور ادائه لليمين».
وطرأ تغيير بسيط في النتائج التي سبق أن اعلنتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الجمعة والتي أعلنت فوز تبون بـ58.15 في المائة من الأصوات، بينما عدّلها المجلس الدستوري إلى 58.13 في المائة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.