اليمين الإسرائيلي: ترمب سيعلن صفقة القرن قبيل تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة

TT

اليمين الإسرائيلي: ترمب سيعلن صفقة القرن قبيل تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة

أفادت صحيفة «يسرائيل هيوم»، لصاحبها شلدون أدلسون، صديق الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن البيت الأبيض، يتجه بعد طول تردد إلى الإعلان رسمياً عن تفاصيل «صفقة القرن»، في الفترة ما بين الانتخابات الإسرائيلية وبين تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وذكرت الصحيفة الصادرة في القدس الغربية، في عددها أمس الأحد، أن «واشنطن ستقرر خلال أيام فيما إذا كان سيتم نشر جميع تفاصيل خطة تسوية القضية الفلسطينية أو سيقوم ترمب بالتحفظ عليها لحين انتهاء انتخابات الرئاسة الأميركية التي ستجري في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ولكنها استدركت قائلة إن الإدارة الأميركية ممثلة بكبير مستشاري الرئيس وصهره، جاريد كوشنر، والمبعوث الرئيس الأميركي الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، الذي استقال من منصبه قبل أشهر، كانت قد أعلنت عن الانتهاء من صياغة وكتابة «صفقة القرن» وإنها تستعد لنشرها بعد الانتخابات، أي في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. ولكنها غيرت رأيها وتجنبت نشر تفاصيل الخطة بالكامل، وذلك إثر خيبة الأمل من فشل نتنياهو في تشكيل حكومة.
وقالت الصحيفة، إن «الإدارة الأميركية تدرس إمكانية نشر الخطة والكشف عن جميع تفاصيلها خلال فترة الانتخابات الإسرائيلية أو على الأقل إرجائها حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية. ومع أن ترمب نفسه يبدو وكأنه تخلى عن جهود تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وفقد الثقة بالقدرة على دفع هذه المسيرة، فإنه يثق بمستشاره ونسيبه، جاريد كوشنر، ويمنحه كل دعم للقيام بذلك».
المعروف أن هذه الصحيفة باتت ناطقة بلسان اليمين الإسرائيلي عموماً ونتنياهو بشكل خاص. وهي ملك للملياردير شلدون أدلسون، أحد كبار ممولي الحملات الانتخابية للمرشحين الأميركيين الجمهوريين وتبرع في الانتخابات الأخيرة بمبلغ 100 مليون دولار لحملة ترمب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.