كيف تحولت الدرعية إلى وجهة سياحية سعودية؟

قبل نحو 10 سنوات بدأت الدرعية طريقها في التحول إلى واجهة سياحية سعودية، حين تم تسجيل حي طريف في قائمة التراث العالمي لدى اليونيسكو.
وبعد أعوام، وتحديداً في أواخر العام 2018. بدأت الدرعية ترسم ملامح وجودها في السياحة السعودية، بعد أن استضافت «فورميلا إي»، وحفلات موسيقية لفنانين عالميين، بجانب المواقع التي تمت تهيئتها لاستقبال الزوار لفترة بسيطة.
واليوم، شكلت الدرعية حضوراً قوياً في السياحة السعودية بإقامة أحد أضخم المواسم السياحية في السعودية «موسم الدرعية»، التي استضافت بها أضخم البطولات الرياضية بمختلف أنواعها، إضافة إلى الحفلات الموسيقية لأبرز الفنانين العالميين، والمواقع التي تمت تهيئتها ما بين حي تاريخي وواحة للألعاب، وحي يوجد به أفخم المطاعم العالمية.
جاءت هذه الخطوات تباعاً لتؤكد على أهمية الدرعية التاريخية، والتي رافقها تزايد في أعداد السياح الذين بدأوا في استكشاف هذه الواحة الزاخرة بالتاريخ ضمن واحات «وادي حنيفة»، التي تصاحبها خلال الموسم الحالي فعاليات عالمية، جذبت سياحاً من أكثر من 65 دولة.
في الموسم الحالي، أقيم «نزال الدرعية التاريخي» الذي انتهى بتتويج الملاكم البريطاني أنتوني جوشوا بعد الفوز على خصمه المكسيكي الأميركي آندي رويز جونيور، وبحسب إحصائيات اللجنة المنظمة للنزال المسؤولة عن بيع التذاكر، فإن نصف مبيعات تذاكر النزال تم شراؤه من قبل جماهير المملكة المتحدة.
أمام ذلك، حضرت الكرة الصفراء في «موسم الدرعية» حيث أقيمت كأس الدرعية للتنس، والتي انتهت بتتويج الروسي المصنف الخامس عالمياً دانييل ميدفيديف بأول نسخة لهذه الكأس، كما شهدت البطولة مشاركة أبرز نجومها من مختلف دول العالم.
إضافة إلى ذلك، إقامة مهرجان الدرعية للفروسية، حيث ترتبط خيولها المشاركة وجودياً بالأرض التي تقام بها، ففي هذه البطولة التي تأتي على فترتين متقطعتين يجتمع بها الفرسان من أنحاء العالم للتنافس على المراكز الأولى والنقاط المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو 2020 وبطولة العالم للفروسية.
ولم يكتفِ الموسم عند البطولات العالمية التي تضيف للمنطقة التاريخية وهجاً يشع على السياح من مختلف دول العالم؛ فأضيفت إلى ذلك حفلات موسيقية عبر «مهرجان الدرعية الموسيقي» و«جلسات الدرعية»؛ التي جذبت على مسارح الدرعية أشهر الأسماء العالمية والعربية لفنانين بمختلف أنواع الفنون.
إضافة إلى تزيين وتهيئة مواقعها بمناطق مخصصة لأفخم المطاعم من حول العالم في «تجربة البجيري» التي تطل على الحي التاريخي «حي طريف»، ويفصل بينهما «وادي حنيفة»، ومنطقة أخرى ترفيهية للألعاب «واحة الدرعية» حيث تجمع الواحة بين الفن والترفيه، وتنقسم إلى 4 مناطق مختلفة، تحكي كل منطقة عن شيء يميزها عن الأخرى بعروضها وألعابها.
إلى ذلك، سبق إقامة هذا الموسم، فتح السعودية للتأشيرة السياحية، التي تهدف إلى تسهيل إجراءات السياح الأجانب في زياراتهم للسعودية عبر إصدارها في وقت قصير من موقع إلكتروني مخصص لذلك.
وحظي «موسم الدرعية» على رعايات تؤكد على ضخامة أحداثه، برعاة من وزن ثقيل، مثل صندوق الاستثمارات العامة وشركة «أرامكو السعودية».
يذكر أن الدرعية عبر موسمها الحالي جذبت الأنظار من حول العالم، وصنعت لها وجوداً قوياً في خريطة السياحة السعودية، باستضافتها فعاليات عالمية في منطقة شيدت خلال وقت وجيز؛ حيث تم تشييد الميدان الذي استضاف بطولتي «نزال الدرعية التاريخي» و«كأس الدرعية للتنس» في غضون 45 يوماً، بمشاركة أكثر من 200 مهندس وخبير وعدد كبير من العاملين، على مساحة تبلغ 10 آلاف متر مربع، وتتسع لـ15 ألف شخص بالقرب من مدينة الدرعية التاريخية.