وزيرة الداخلية اللبنانية تطلب التحقيق في المواجهات بمحيط البرلمان

أصدرت وزيرة الداخلية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن بياناً بشأن المواجهات بين متظاهرين وشرطة مجلس النواب أمس (السبت) إثر محاولة لاقتحام البرلمان خلال وقفة احتجاجية عشية موعد الاستشارات النيابية، وطالبت بتحقيق سريع وشفاف لتحديد المسؤولين عن تلك المواجهات.
وذكرت الحسن في بيان نقلته وسائل إعلام لبنانية اليوم (الأحد): «تابعت طيلة ليل أمس، بقلق وحزن وذهول ما جرى من مواجهات في محيط مجلس النواب وفي شوارع بيروت أدى إلى احتكاك بين القوى الأمنية والمواطنين وسقوط جرحى من الجانبين، وبسبب دخول عناصر مندسة وتوزع المهمات المنوطة بالقوى الأمنية، ومنعاً لضياع المسؤوليات، وحفاظاً على حقوق المتظاهرين، طلبت من قيادة قوى الأمن الداخلي إجراء تحقيق سريع وشفاف لتحديد المسؤولين عما جرى والمسؤوليات ليبنى على الشيء مقتضاه».
وأضاف البيان: «أدعو المتظاهرين إلى التنبه من وجود جهات تحاول استغلال احتجاجاتهم المحقة أو التصدي لها بهدف الوصول إلى صدام بينهم وبين القوى الأمنية التي تعمل على حمايتهم وحماية حقهم في التظاهر، من أجل أهداف سياسية».
وكانت مواجهات اندلعت ليل السبت - الأحد بين القوات الأمنية اللبنانية ومجموعات من الحراك الشعبي قرب البرلمان وسط العاصمة بيروت، واستخدمت القوات الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. فيما وقعت صدامات أخرى أمس بين مناصري «حزب الله» و«حركة أمل» والقوى الأمنية إثر محاولة مناصري «الثنائي الشيعي» الاعتداء على خيم المعتصمين في وسط بيروت.
وتجددت المواجهات في وقت مبكر من اليوم بين القوات الأمنية اللبنانية ومجموعات من الحراك الشعبي قرب البرلمان وسط العاصمة بيروت، واستخدمت القوات الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
ووفقاً للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني إصابة 25 مواطناً، قامت عناصر من الدفاع المدني بتضميد جراح 15 منهم في أماكن المواجهات ونقل 10 جرحى إلى مستشفيات المنطقة. كما أعلن الصليب الأحمر اللبناني أن عناصره نقلوا 6 إصابات إلى المستشفيات وتم إسعاف 8 إصابات في المكان، حسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.
وفي سياق متصل، أقدم مجهولون على إشعال النار في مكتبي «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر» في عكار بشمال لبنان. وذكرت الوكالة أن مجهولين دخلوا ليلاً إلى المكتب الرئيسي لـ«تيار المستقبل» في بلدة خريبة الجندي بعكار عبر كسر زجاج أحد الأبواب الخلفية، وأشعلوا النار في القاعة الرئيسية.
وحضرت عناصر من الأدلة الجنائية وعناصر من القوى الأمنية وباشرت التحقيقات لكشف الفاعلين.
من جانبه، أدان «التيار الوطني الحر» الاعتداء على أحد مكاتبه في بلدة جديدة الجومة العكارية.
وقالت اللجنة المركزية للإعلام في «التيار الوطني الحر» إن بعض المجموعات أقدمت على دخول المكتب وتحطيم محتوياته وإحراقها، معربة عن استغرابها من هذه تعديات والبلاد مقبلة على استشارات نيابية يأمل اللبنانيون أن تؤدي إلى تكليف رئيس حكومة جديد.
ووضعت الهيئة ما جرى في «عهدة الأجهزة الأمنية للتحقيق، تمهيداً لمعاقبة الفاعلين وفق القانون، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال».
وفي سياق متصل، أكدت الجامعة العربية اليوم (الأحد) أن الإسراع في تشكيل الحكومة من شأنه الإسهام في تخفيف حدة التوتر الذي يشهده لبنان.
وأعرب مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان صحافي اليوم عن القلق عقب الاشتباكات المتزايدة التي وقعت في لبنان مؤخراً، وخاصة الصدامات التي حدثت أمس (السبت) بين المتظاهرين وقوى الأمن، وكذلك الاعتداءات التي وقعت على المتظاهرين وقوى الأمن في بيروت.
وأهابت الجامعة العربية بكافة الأطراف اللبنانية وقوى الأمن والجيش اللبناني، ضرورة الالتزام بضبط النفس والابتعاد عن أي مظاهر للعنف حفاظاً على الاستقرار والسلم الأهلي اللبناني والحيلولة دون الانزلاق نحو ما يهدد المصلحة الوطنية العليا، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، وفقاً لبيان نقلته «وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية».
وأضافت الجامعة أن الإسراع في تشكيل الحكومة من شأنه الإسهام في تخفيف حدة التوتر الذي يشهده لبنان والبدء في اتخاذ الإجراءات التي تفتح الطريق أمام التعامل مع الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلاد.