تشكيلة جيمي تشو جاهزة للأكل

الشاي الإنجليزي يتحول إلى أحذية وشنط من السكر

حلويات مصغرة للابتكارات والتصميمات الحقيقية لجيمي تشو  -  أحد تصاميم جيمي تشو في طور نقله ليصبح حلوى  -  شنطة «كايلا» تم نقل تصميمها إلى حلوى
حلويات مصغرة للابتكارات والتصميمات الحقيقية لجيمي تشو - أحد تصاميم جيمي تشو في طور نقله ليصبح حلوى - شنطة «كايلا» تم نقل تصميمها إلى حلوى
TT

تشكيلة جيمي تشو جاهزة للأكل

حلويات مصغرة للابتكارات والتصميمات الحقيقية لجيمي تشو  -  أحد تصاميم جيمي تشو في طور نقله ليصبح حلوى  -  شنطة «كايلا» تم نقل تصميمها إلى حلوى
حلويات مصغرة للابتكارات والتصميمات الحقيقية لجيمي تشو - أحد تصاميم جيمي تشو في طور نقله ليصبح حلوى - شنطة «كايلا» تم نقل تصميمها إلى حلوى

من أهم ما يمكن أن تقوم به في لندن خلال زيارتك لهذه المدينة العريقة هو تناول شاي ما بعد الظهر على الطريقة الإنجليزية التقليدية في أحد فنادقها الفاخرة لتشعر بالرقي الإنجليزي الأصيل، فالخيارات كثيرة، ولكن تبقى هناك بعض الأسماء التي لا يمكن أن نتجاهلها والتي برعت على مر السنين في تقديم أقدم تقليد للأكل في بريطانيا في إطار جميل.
المنافسة قوية ما بين الفنادق على تقديم الشاي، لذا برع البعض في ابتكار الجديد والفريد للوقوف في وجه تلك المنافسة الشريفة، والرابح في النهاية هو زائر المدينة ومحب هذا النوع من الأكل التقليدي.
ولكن إذا كنت تبحث عن شاي بعد الظهر بطريقة عصرية فقد يكون فندق «ذا باركلي» في منطقة نايتسبريدج هو العنوان الأفضل، لأنه كان أول من مزج الموضة مع الأكل وكانت النتيجة «بريتابورتيه» Pret - a - portea بالإشارة إلى الألبسة الجاهزة مع اللعب على الكلام ليمتزج الشاي مع الأناقة. فالشاي الإنجليزي في ذلك الفندق يقدم على شكل قطع فنية مستوحاة من عروض الأزياء، يقوم طاهي الحلوى الرئيس في الفندق بنقل التصميم وتحويله إلى قطع من الحلوى، سوف تشعر بتأنيب الضمير عند أكلها لشدة جمالها، واليوم ولأول مرة يتعامل المصمم العالم جيمي تشو مع الفندق لتقديم تشكيلته الجديدة على طريقة الـAfternoon Tea، وعلى مدى أسبوع كامل تقدم تلك التصميمات الحلوة في أطباق أنيقة إلى جانب مختلف أنواع الشاي المحلية والمستوردة.
وفتح فريق التصميم العامل مع المصمم جيمي تشو الأبواب على مصاريعها وعرضوا القطع الخالدة على طهاة الحلوى في الفندق الذين قاموا بتنفيذها بشكل يؤكل.
ومن بين التصميمات التي تحمل توقيع تشو حذاء جيمي تشو المروس، وحذاء «أنوك» بالكعب العالي، وشنطة بألوان الحمار الوحشي وتصميمات كثيرة أخرى، وتم تحويل جميعها إلى قطع من الحلوى والبسكويت وتم تزيينها بنفس الألوان.
ويقول طاهي الحلوى الرئيس في الفندق، إنه سعيد جدا للاحتفال بالعام العاشر لشاي «بريتابورتيه» من خلال التعامل مع المصمم العالم جيمي تشو، وأضاف أن مرحلة نقل التصميمات كانت مثيرة جدا خاصة أن المطبخ كان مليئا بشنط السيدات والأحذية النسائية الجميلة بألوانها الزاهية، وكانت تجربة رائعة للتعرف عن قرب على تصميمات تشو الراقية التي يستعمل فيها أجود أنواع الجلود وأبهى الألوان.
كما أن القطع مصنوعة بمهنية عالية وهذا ما أراد الطاهي ترجمته في تصميمات الحلوى المشابهة، من خلال التشديد على التفاصيل التي يهتم بها تشو دائما.
أما بالنسبة لساندرا تشوي المديرة الإبداعية في دار تشو، فترى أن التعاون مع فندق ذا باركلي مهم جدا، لأنه لطالما اشتهر تقديم الشاي في الفندق بتميزه خاصة أنه يمزج ما بين التقليدي والحديث بطريقة مبدعة.
وأضافت أنها تنتظر بشغف رؤية التصميمات في الطبق.

* يقدم الشاي الإنجليزي في فندق ذا باركلي في قاعة «كاراميل روم»، يوميا من الساعة الواحدة ولغاية الساعة السادسة مساء، بسعر 41 جنيها استرلينيا للشخص الواحد. للحجز:
www.the - berkeley.com



المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
TT

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)

تلتصق بالأرض كجذور شجرة منتصبة تصارع العواصف بصلابة بانتظار الربيع. زينب الهواري تمثل نموذجاً للمرأة العربية المتمكنّة. فهي تطهو وتزرع وتحصد المواسم، كما تربّي طفلتها الوحيدة المقيمة معها في إحدى البلدات النائية في شمال لبنان. غادرت زينب بلدها مصر وتوجّهت إلى لبنان، ملتحقة بجذور زوجها الذي رحل وتركها وحيدة مع ابنتها جومانا. تركت كل شيء خلفها بدءاً من عملها في وزارة الثقافة هناك، وصولاً إلى عائلتها التي تحب. «كنت أرغب في بداية جديدة لحياتي. لم أفكّر سوى بابنتي وكيف أستطيع إعالتها وحيدة. أرض لبنان جذبتني وصارت مصدر رزقي. هنا كافحت وجاهدت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رحت أنشر ما أقوم به. توسّع جمهوري ليطول الشرق والغرب. اليوم تنتظرني آلاف النساء كي يتعلمّن مني وصفة طعام لذيذة. وكذلك يكتسبن من منشوراتي الإلكترونية كيفية تحضير المونة من موسم لآخر».

"ماما الطبّاخة" تزرع وتسعد بحصاد موسم الخرشوف (ماما طباّخة)

تروي زينب لـ«الشرق الأوسط» قصة حياتها المليئة بمواقف صعبة. «كانت ابنة أختي التي رحلت في زمن (كورونا) هي ملهمتي. قبلها كنت أجهل كيف أتدبّر أمري. فتحت لي حساباً إلكترونياً، ونصحتني بأن أزود المشاهدين بوصفات طعام. وانطلقت في مشواري الجديد. لعلّ جارتي أولغا هي التي لعبت الدور الأكبر في تقدمي وتطوري. علّمتني طبخات لبنانية أصيلة. كما عرّفتني على أنواع المونة اللبنانية اللذيذة. كل ما أقوم به أصنعه من مكونات طبيعية بعيداً عن أي مواد كيمائية. أزرع وأحصد وأطهو على الحطب. أعيش بسلام في قرية نائية مع ابنتي. هنا اكتشفت معنى الحياة الهانئة والحقيقية».

تحب تحضير الطعام كي تسعد الناس حولها (ماما طباّخة)

قصتها مع الطبخ بدأت منذ كانت في الـ13 من عمرها. «كانت والدتي تعمل فأقوم بمهام المطبخ كاملة. صحيح أنني درست الفنون الجميلة، ولكن موهبة الطهي أسرتني. في لبنان بدأت من الصفر عملت في مطعم وتابعت دورات مع شيف عالمي. اكتسبت الخبرة وتعلّمت أصول المطبخ الإيطالي والصيني. ولكنني عشقت المطبخ اللبناني وتخصصت به».

تصف حياتها بالبسيطة وبأنها تعيش ع «البركة» كما يقولون في القرى اللبنانية. وعن منشوراتها تقول: «أحضّر الطبق مباشرة أمام مشاهديّ. وكذلك أي نوع مونة يرغبون في تعلّم كيفية تحضيرها. أمضي وقتي بين الأرض والحصاد والطبخ. أجد سعادتي هنا وبقربي ابنتي التي صارت اليوم تفضّل الاعتناء بالدجاج وقطف المحصول على أن تنتقل إلى بيروت. إنها ذكية وتحقق النجاح في دراستها. أتمنى أن تصل إلى كل ما تحلم به عندما تكبر. فكل ما أقوم به هو من أجل عينيها».

مع ابنتها جومانا التي تساعدها في تحضير منشوراتها الإلكترونية (ماما طباّخة)

وعن سرّ أطباقها اللذيذة ووصفاتها التي وصلت الشرق والغرب تقول: «أحب عملي، والنجاح هو نتيجة هذا الحبّ. لطالما كنت أبحث عما يسرّ من هم حولي. ومع الطبق اللذيذ والشهي كنت أدخل الفرح لمن يحيط بي. اليوم كبرت دائرة معارفي من الجمهور الإلكتروني، وتوسّعت حلقة الفرح التي أنثرها. وأسعد عندما يرسلون إلي نجاحهم في وصفة قلّدونني فيها. برأيي أن لكل ربّة منزل أسلوبها وطريقتها في تحضير الطعام. وأنصح النساء بأن تحضّرن الطعام لعائلتهن بحبّ. وتكتشفن مدى نجاحهن وما يتميّزن به».

لقبها «ماما الطبّاخة» لم يأتِ عن عبث. وتخبر «الشرق الأوسط» قصّتها: «كانت جومانا لا تزال طفلة صغيرة عندما كان أطفال الحي يدعونها لتناول الطعام معهم. ترفض الأمر وتقول لهم: سأنتظر مجيء والدتي فماما طباخة وأحب أن آكل من يديها. وهكذا صار لقب (ماما الطباخة) يرافقني كاسم محبب لقلبي».

ببساطة تخبرك زينب كيف تزرع وتحصد الباذنجان لتحوّله إلى مكدوس بالجوز وزيت الزيتون. وكذلك صارت لديها خبرة في التعرّف إلى الزعتر اللذيذ الذي لا تدخله مواد مصطنعة. حتى صلصة البيتزا تحضّرها بإتقان، أمام كاميرا جهازها المحمول، وتعطي متابعيها النصائح اللازمة حول كيفية التفريق بين زيت زيتون مغشوش وعكسه.

تحلم زينب بافتتاح مطعم خاص بها ولكنها تستدرك: «لا أملك المبلغ المالي المطلوب، إمكانياتي المادية بالكاد تكفيني لأعيل ابنتي وأنفّذ منشوراتي الإلكترونية. فشراء المكونات وزرع المحصول وحصاده والاعتناء بالأرض عمليات مكلفة مادياً. والأهم هو تفرّغي الكامل لعملي ولابنتي. فأنا لا أحب المشاركة في صبحيات النساء وتضييع الوقت. وعندما أخلد إلى النوم حلم واحد يراودني هو سعادة ابنتي».

مؤخراً صارت «ماما الطبّاخة» كما تعرّف عن نفسها على صفحة «تيك توك»، تصدّر المونة اللبنانية إلى الخارج: «زبائني يتوزعون على مختلف بقاع الأرض. بينهم من هو موجود في الإمارات العربية والسعودية ومصر، وغيرهم يقيمون في أستراليا وأوروبا وأميركا وبلجيكا وأوكرانيا. أتأثر إلى حدّ البكاء عندما ألمس هذا النجاح الذي حققته وحدي. واليوم صرت عنواناً يقصده كل من يرغب في الحصول على منتجاتي. وأحياناً سيدة واحدة تأخذ على عاتقها حمل كل طلبات جاراتها في بلاد الاغتراب. إنه أمر يعزيني ويحفزّني على القيام بالأفضل».

لا تنقل أو تنسخ زينب الهواري وصفات طعام من موقع إلكتروني أو من سيدة التقتها بالصدفة. «أتكّل على نفسي وأستمر في المحاولات إلى أن أنجح بالطبق الذي أحضّره. لا أتفلسف في وصفاتي، فهي بسيطة وسريعة التحضير. أدرك أن مهنتي صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء. ولكنني استطعت أن أتحدّى نفسي وأقوم بكل شيء بحب وشغف».