خروج 17 عسكرياً مناهضاً للحوثيين من صنعاء

مجلي: الميليشيات لم تعد قادرة على السيطرة إلا بالتهديد والقتل

TT

خروج 17 عسكرياً مناهضاً للحوثيين من صنعاء

نجحت عناصر عسكرية رفيعة المستوى بينهم ضباط برتبة عميد في الفرار من العاصمة اليمنية صنعاء التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية ووصلت إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية التي سهّلت لهم الخروج بالتنسيق مع القوات المسلحة اليمنية.
وتأتي هذه العملية بعد اتصالات وترتيبات سبقت موعد خروج العناصر الـ17 من المدينة، للحفاظ على سلامتهم وتأمين خروجهم دون ملاحقة الميليشيات الانقلابية لهم، خصوصاً أن الميليشيات وضعت الشخصيات المناهضة لها تحت الإقامة الجبرية وفرضت رقابة على تنقلات آخرين داخل صنعاء.
وقال العميد ركن عبده مجلي المتحدث الرسمي للقوات المسلحة لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة اليمنية تعمل من خلال قطاعاتها المختلفة للحفاظ على سلامة المدنيين، بما في ذلك القيادات العسكرية التي رفضت الانصياع لأوامر الميليشيات الانقلابية وتنفيذ أي أعمال عسكرية، مؤكداً أن نجاح الحكومة في إخراج العسكريين يدل دلالة واضحة على تقهقر الميليشيات الانقلابية وعدم مقدرتها على فرض سيطرتها إلا من خلال التهديد والقتل.
وأضاف أن الحكومة تعمل بكل طاقتها في هذا الجانب، إذ أن كثيراً من القيادات العسكرية والأمنية تريد الخروج من صنعاء لأسباب مختلفة منها التهديد والاختطاف المتواصل من قبل الميليشيات الانقلابية واستخدامها المفرط للقوة ومداهمات منازل العديد من الشخصيات البارزة، لافتاً إلى أن من جرى إخراجهم من صنعاء من القطاعات كافة بما في ذلك قوات الاحتياط وعدد من القطاعات للقوات العسكرية وبعض القطاعات الأمنية.
ورحّب مجلي بخروج هذه القيادات التي وصفها بالبارزة، ملمحاً أن من بينهم من يتقلد رتبة عميد. وقال: «الوضع الحالي لا يسمح بالإفصاح عن الأسماء حالياً». ولم يؤكد انخراطهم في قطاعات عسكرية بعد خروجهم، إلا أنه أشار إلى أن الجهات الحكومية تتواصل معهم سواء كان في الجيش أو القطاعات العسكرية الأخرى.
وأكد العميد مجلي، أن الميليشيات الانقلابية تنكّرت لمن وقف معها سابقاً ونكّلت بهم بشكل وحشي وإجرامي، وتنتقم كل يوم من وجهاء وشيوخ قبائل وقيادات عسكرية وأمنية ومحلية لا يزالون تحت حكم الميليشيات، فمنهم من يقبع تحت الإقامة الجبرية، كما تمنع تنقل العديد من القيادات بين المحافظات خوفاً من فرارها إلى مواقع الحكومة الشرعية.
وشدد على أن القوات المسلحة سهّلت طريق من يرغب في الخروج من المدن التي تسيطر عليها الميليشيات، وستقوم بهذا الدور حتى ينتهي الانقلاب.
وعن الوضع في الحديدة، قال متحدث القوات المسلحة: «حتى هذه اللحظة لا تزال الميليشيات تفرط في خروقاتها وتقوم بأعمال إجرامية ضد المدنيين من ضرب للتجمعات السكانية بالقذائف والصواريخ التي تنتج عنها مجازر في ظل غياب المجتمع الدولي، إضافة إلى احتجاز واختطاف المواطنين دون مسوغ قانوني»، مشيراً إلى أن الجيش الوطني لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الأعمال الإجرامية، وسيرد بقوة في حال تقدمت الميليشيات باتجاه مواقع الجيش اليمني.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».