تاديتش: سعادتي في أياكس لا يمكن شراؤها بالمال

المهاجم الصربي رفض عرضاً خيالياً من نادٍ صيني ويشعر بالحزن للخروج من دوري الأبطال

TT

تاديتش: سعادتي في أياكس لا يمكن شراؤها بالمال

بعد أربع سنوات شارك خلالها في بطولة الدوري الممتاز بصفوف ساوثهامبتون الإنجليزي، رغب الصربي دوسان تاديتش في الانتقال إلى نادٍ واحد محدد. منذ الصغر، داعبت أحلام اللعب في صفوف أياكس مخيلة تاديتش، والعام الماضي نال بالفعل فرصة الانتقال إلى أمستردام. وما أعقب ذلك كان أقرب إلى قصص الخيال والأحلام، وربما هناك المزيد.
بينما أخذ تاديتش يصول ويجول عبر أرجاء ملعب دي تويكومست التدريبي التابع لأياكس، بدا هناك وجهاً مألوفاً في صفوف الزائرين داخل مقر الاستضافة بالنادي ـ ولم يكن ذلك سوى ساياك سوارت، المشهور باسم مستر أياكس الذي تدرج من بين فرق الناشئين في النادي ليشارك بعد ذلك في أكثر من 600 مباراة مع الفريق الأول، ويعتبر اليوم واحداً من الزائرين المترددين باستمرار على النادي رغم بلوغه الـ81.
ولدى لقائهما، دخل سوارت وتاديتش في عناق حار وبدا بينهما قدر واضح من التقدير المتبادل. وعن ذلك، قال سوارت: «لقد قدم الكثير للغاية من أجل النادي»، وذلك في إشارة إلى تاديتش. وعند إمعان النظر نجد أن الرجلين يمثلان وجهين لمجد أياكس، في صورتيه الماضية والحاضرة. والملاحظ أن تاديتش نجح سريعاً في بناء سمعة قوية له داخل النادي بإحرازه 46 هدفاً خلال 81 مباراة.
وأقصى ما يمكن أن يطمح إليه اللاعب الصربي مضاهاة سجل سوارت مع أياكس في مطلع سبعينات القرن الماضي عندما فاز بثلاث بطولات متعاقبة للكأس الأوروبية. وفي العام الماضي، اقترب تاديتش كثيراً من تحقيق هذا الحلم، لكن توتنهام هوتسبر قضى عليه في اللحظات الأخيرة في دور قبل النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا.
كانت تلك بمثابة صفعة مدوية، تفاقمت بالنظر إلى حقيقة أن أياكس كان يسعى خلف تحقيق إنجاز الفوز بثلاث بطولات بموسم واحد ـ إنجاز سبق له تحقيقه مرة واحدة فقط من قبل، تحديداً عام 1972، وكان سوارت جزءاً من الفريق.
أما تاديتش، فلا يزال يتذكر جيداً اللحظة التي سجل لوكاس مورا خلالها الهدف الحاسم في الدقيقة الـ96. وعن ذلك، قال: «لم أعايش في حياتي من قبل مثل هذا الصمت، على طرفي الاستاد، بل وداخل النادي أيضاً خلال الأيام التي أعقبت المباراة. شعرت وكأن الناس أصبحوا عاجزين عن الكلام أو تناول الطعام لمدة يومين. كانت خيبة أمل كبرى، خاصة أنني رأيت أننا الأكثر جدارة بالوصول إلى النهائي».
ومع هذا، ربما يكون من حسن حظ أياكس أنه لم يكن هناك وقت كبير للحداد وذرف الدموع، بالنظر إلى أنه كانت تنتظره مباراتان بالدوري الممتاز الهولندي، وكان الخطر يتهدد مساعيه للفوز بالبطولة. وقال تاديتش: «كنا نقول فيما بيننا إذا فزنا ببطولتي الدوري والكأس، إذن فإن هذا العام سيكون ناجحاً للغاية، لكن لو خسرنا بطولة الدوري سنكون في حالة بالغة السوء. وفي النهاية، فزنا وبالتالي أنجزنا الموسم على نحو جيد للغاية».
وفي الوقت الذي بدت مباراة قبل النهائي أمام توتنهام هوتسبر غير واقعية، بدت المواجهة التي جرت في وقت قريب أمام تشيلسي في إطار بطولة دوري أبطال أوروبا غريبة. واعترف تاديتش بأنها كانت المباراة الأكثر جنوناً التي شارك بها في حياته، مع إهدار أياكس تقدمه بنتيجة 4 - 1 بعدما خسر اثنين من لاعبي قلب الدفاع واهتزت شباكه بركلة جزاء في غضون خمس ثوانٍ.
وحتى تلك اللحظة، كان أياكس متقدماً، لكن دخلت شباكه ثلاثة أهداف خلال الشوط الثاني، مثلما سبق وأن حدث أمام توتنهام هوتسبر، وانتهت المباراة بالتعادل 4 - 4. الآن، وربما يشعر أياكس بالحسرة المريرة لأنه كان يحتاج إلى نقطة واحدة على أرضه أمام فالنسيا مساء أول من أمس لضمان التأهل إلى دور الـ16، لكنه سقط بهدف نظيف وودع دوري الأبطال منتقلاً للدوري الأوروبي.
من جانبه، رفض تاديتش التلميحات بأن أياكس كان ساذجاً في أدائه أمام توتنهام هوتسبر وتشيلسي وفالنسيا بتركيزه على تعزيز تقدمه، بدلاً عن الدفاع عن وحماية هذا التقدم. وقال: «سبب توتنهام هوتسبر لنا مشكلات من ناحية فيرناندو ليورنتي، وكانوا يطلقون كرات طويلة نحوه. ولو أننا تراجعنا نحو الخلف أكثر مما فعلنا، أعتقد كنا سنواجه مشكلات أكبر لأنه كان سيصبح داخل منطقة المرمى مباشرة مع تدفق مزيد من الكرات العالية باتجاهه».
وتبدو هذه ملحوظة مثيرة للاهتمام من جانب اللاعب البالغ 31 عاماً والذي يعكف على تحليل المباريات بدأب، ويبدو منجذباً لفكرة امتهان التدريب في مرحلة لاحقة من عمره. جدير بالذكر، أنه بداية هذا الموسم، مدد تاديتش تعاقده مع أياكس حتى عام 2026؛ وذلك بهدف الاضطلاع بدور تدريبي خلال تلك الفترة. وعن ذلك، قال اللاعب: «أعشق كرة القدم وأحب أن أناقش الكثير من اللحظات والتفاصيل المرتبطة بالمباريات».
ويأمل تاديتش في أن يستمر في اللعب لأطول فترة ممكنة، مع اكتسابه معرفة تدريبية في خضم ذلك، وهو يعي جيداً أنه في مكان جيد يؤهل لتعلم الكثير. ويبدي تاديتش إعجابه بفلسفة أياكس، التي أبهرته عندما كان طفلاً. وعن هذا، قال: «منذ سن صغيرة، لطالما عشقت أياكس».
كان تاديتش قد أتيحت أمامه فرصة محتملة للانتقال إلى أياكس عام 2012، لكنها لم تتحقق ـ وكان حينها في نادي غرونينغن الهولندي، بعد أن رحل عن صربيا قبل ذلك بعامين. وعندما أظهر أياكس اهتمامه من جديد بتاديتش، راود اللاعب شعور بأن هذه اللحظة المناسبة. وبالفعل، أثمرت مغامرته بالرحيل عن الدوري الإنجليزي الممتاز في وقت مبكر نتائج طيبة، رغم أن تاديتش نفسه لم ير هذه الخطوة كمخاطرة قط.
وقال: «كثير من الأندية أبدت اهتمامها بي، لكنني أخبرت مسؤولي ساوثهامبتون أنني لا أرغب في الانتقال سوى إلى أياكس. ربما كانوا يرغبون مني الانتقال إلى ناد آخر، لكنني كنت شديد الوضوح معهم بخصوص هذا الأمر. وقلت (هذا النادي الوحيد الذي أود الانتقال إليه)».
في نهاية الأمر، تحديداً يونيو (حزيران) 2018، قبل ساوثهمابتون مبلغاً مبدئياً بقيمة 11.4 مليون يورو (9.6 مليون جنيه إسترليني) ـ مبلغ أقل عن المتوقع. وقال تاديتش: «أعتقد أنني كنت استحق الانتقال للنادي الذي أرغبه بعد كل ما قدمته للفريق طوال أربع سنوات». وأضاف: «قبل رحيلي النهائي أتيحت أمامي كثير من الفرص الأخرى للانتقال، لكنني فضلت البقاء ووقعت عقداً جديداً».
ويحمل تاديتش بداخله ذكريات دافئة بخصوص الفترة التي قضاها مع ساوثهامبتون في استاد سانت ماري، خاصة أول عامين، الفترة التي سجل خلالها النادي أكبر إنجاز له على مستوى بطولة الدوري الممتاز باحتلاله المركز السادس موسم 2015 – 2016، وقال: «كنا فريقاً رائعاً ـ وكانت تلك أفضل سنوات تاريخ ساوثهامبتون. وبداخلي شعور رائع لكوني سأبقى أبداً جزءاً من تلك الفترة». وشدد تاديتش على شعوره العام بالامتنان إزاء النادي، وقال: «أقدر للغاية أنهم تركوني أتبع شغفي، خاصة أنه كان بإمكانهم الحصول على مبلغ أكبر من أندية أخرى».
وتحدث تاديتش كذلك عن ارتباطه الخاص بأياكس. وأضاف ضاحكاً: «أعتقد أنهم في حاجة إليّ وأنا في حاجة إليهم. وأعتقد أننا محظوظون بالعثور على بعضنا بعضاً».
جدير بالذكر، أن موسمه الأول مع أياكس شهد انتصارات مبهرة أمام ريال مدريد ويوفنتوس. وينظر تاديتش إلى الفوز بنتيجة 4 - 1 على أرض استاد بيرنابو باعتبارها المباراة الأهم في مسيرته. وعن تلك المباراة، حصل على تقدير 10 درجات من مجلة «لكيب» وتهنئة خاصة من صديقه نوفاك ديوكوفيتش. واعترف تاديتش بأن ذلك الموسم تجاوز توقعاته. وقال: «توقعت الكثير، لكن ليس لهذه الدرجة. بعد ابتعاد أياكس عن المشاركة ببطولة دوري أبطال أوروبا طيلة أربع سنوات، لم يكن أحد ليتخيل أنه سيصل إلى الدور قبل النهائي بالبطولة».
ويبدو أن لا شيء في هذا العالم قادر على دفع تاديتش للرحيل عن أمستردام قريباً. في الصيف، تلقى اللاعب عروضاً من الدوري الإنجليزي ونادٍ صيني، يعتقد أنه داليان ييفانغ، الذي تشير تقارير أنه عرض على النجم الصربي 42 مليون يورو مقابل المشاركة معه ثلاثة مواسم، لكنه رفض العرض. وعندما واجهناه بهذه الأرقام، ابتسم تاديتش واعترف بأن العرض كان مقارباً بالفعل لهذا المبلغ. وأضاف تاديتش الذي أقر بأن لاعبين آخرين قد يجابهون صعوبة في مقاومة ذلك العرض: «هذا أمر جنوني، أعترف بذلك، فالبعض قد يفقد صوابه بتلقيه مثل هذا العرض... لقد حصلت على بضعة عروض جيدة من الصين، لكن يتعين على المرء كذلك الإنصات لقلبه. أعتقد أن المال ليس كل شيء، فالسعادة لا يمكن شراؤها بالمال. وفي داخلي، أشعر بالثراء».


مقالات ذات صلة

«دوري المؤتمر الأوروبي»: لودوغوريتس يعرقل انطلاقة لاتسيو المثالية

رياضة عالمية جانب من مواجهة لودوغوريتس رازاغراد البلغاري ولاتسيو الإيطالي (رويترز)

«دوري المؤتمر الأوروبي»: لودوغوريتس يعرقل انطلاقة لاتسيو المثالية

أوقف لودوغوريتس رازاغراد البلغاري انطلاقة مضيفه لاتسيو الإيطالي المثالية في بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية لقطة جماعية لفريق فيتوريا غيماريش البرتغالي (الشرق الأوسط)

«دوري المؤتمر الأوروبي»: فيتوريا غيماريش يتعادل مع آستانة الكازاخي

تعادل فيتوريا غيماريش البرتغالي مع مضيفه آستانة الكازاخي 1-1، الخميس، ضمن منافسات الجولة الرابعة من دوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (آستانة)
رياضة عالمية ميخائيل كافيلاشفيلي (الشرق الأوسط)

نجم السيتي السابق مرشحاً رئاسياً لجورجيا

اختار حزب الحلم الجورجي الحاكم في جورجيا، اليوم الأربعاء، لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي مرشحاً للرئاسة عقب فوز متنازع عليه في الانتخابات البرلمانية.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)
رياضة عالمية عرض رسالة فيديو لرئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو خلال حفل افتتاح متحف بوشكاش (إ.ب.أ)

رئيس «فيفا» يهنئ المجر على افتتاح متحف بوشكاش

تقدم جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بالتهنئة إلى الاتحاد المجري لكرة القدم على جهوده في مشروع تكريم عظماء كرة القدم على مرّ العصور.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية إيفانجيلوس ماريناكيس رئيس نادي أولمبياكوس (الشرق الأوسط)

قاضٍ يوناني يستدعي رئيس أولمبياكوس في قضية عنف رياضي

قرر قاضٍ يوناني استدعاء إيفانجيلوس ماريناكيس رئيس نادي أولمبياكوس لكرة القدم و4 أعضاء من مجلس الإدارة للرد على جنح موجهة لهم في أحداث عنف رياضي.

«الشرق الأوسط» (أثينا)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».