باتت النتائج متقاربة بين القوتين الرئيسيتين في الانتخابات العامة البريطانية، أي حزب المحافظين الحاكم والمعارضة العمالية، كما أظهر استطلاع للرأي في اليوم الأخير من الحملة، ولهذا فقد كثف القادة السياسيون أمس الأربعاء لقاءاتهم أملا في تحسين نتائجهم.
وقال جونسون أمس الأربعاء، قبل 24 ساعة من توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع، إن السباق الانتخابي متقارب للغاية. وأضاف لمحطة سكاي نيوز التلفزيونية: «الوضع حرج للغاية، السباق متقارب جدا. أقول للجميع إن هناك احتمالا حقيقيا أن نتجه غدا إلى برلمان معلق، هذا يمثل مزيدا من الانجراف والاضطراب والتعطيل لهذا البلد». تقرر تنظيم انتخابات الخميس في محاولة لكسر الجمود بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي تعيشه البلاد منذ استفتاء 2016، يأمل جونسون في تأمين أغلبية في مجلس العموم تمكنه من تنفيذ بريكست في 31 يناير (كانون الثاني).
وحذر معهد يوغوف من أن العدد النهائي لمقاعد المحافظين يمكن أن يتراوح بين 311 و367، وقال كريس كورتيس، مدير الأبحاث السياسية في يوغوف إن «الهوامش ضيقة للغاية ونظراً لاحتمال حدوث تقلبات صغيرة في عدد صغير من المقاعد، ربما من خلال التصويت التكتيكي واستمرار الاتجاه الصعودي الأخير لحزب العمل، لا يمكننا حالياً استبعاد تشكيل برلمان معلق»، أي عدم حصول أي من الأحزاب المتنافسة على أكثرية برلمانية. وأفاد الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «يو غوف» بأن الحزب سيفوز بـ339 مقعدا من مقاعد مجلس العموم وعددها 650 مقعدا. ووفقا، لهذا الاستطلاع سوف يكون حزب المحافظين قد حقق مكاسب مقارنة بنتائج انتخابات 2017، لكنه يشير إلى تراجع عن استطلاع سابق أجرته «يو غوف» وأظهر أن المحافظين سيؤمنون أغلبية بفارق 68 مقعدا. وأشار الاستطلاع إلى أن حزب العمال المعارض سيفوز بـ231 مقعدا، ليخسر 12 مقعدا مقارنة بعام 2017، ويعتقد معظم المحللين السياسيين أن النتيجة الأكثر ترجيحاً للانتخابات هي أغلبية برلمانية مريحة بالنسبة لحزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون.
وحافظ المحافظون على تقدمهم بثبات في استطلاعات الرأي، لكن استطلاع يوغوف النهائي للحملة توقع أن يحصلوا على أغلبية بسيطة مع اقتراب الحسم. وتوقع الاستطلاع حصول المحافظين على أغلبية ضئيلة نسبيا من 28 مقعداً في مجلس العموم الذي يضم 650 عضواً - بانخفاض عن أغلبية مريحة من 68 مقعداً توقعها يوغوف في 27 نوفمبر (تشرين الثاني). وتوقع الاستطلاع الجديد أن يحصل المحافظون على 339 مقعداً (بزيادة 22 عن الانتخابات العامة الأخيرة في عام 2017)، على أن تحصل المعارضة العمالية على 231 (بانخفاض 31).
وتوقع الاستطلاع أن يحصل الحزب الوطني الاسكوتلندي على 41 مقعداً، بزيادة 6 مقاعد، بينما يحصل الديمقراطيون الأحرار على 15 مقعداً، بزيادة 3 مقاعد.
وتوجه رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون وزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن إلى الدوائر الانتخابية المتأرجحة الولاء في محاولة أخيرة لجمع الأصوات.
وبدأ جونسون (55 عاماً) يومه بتسليم الحليب في شمال إنجلترا على أن ينتهي بلقاء الناخبين في إيسكس إلى الشرق من لندن. وقال: «ما لم نخرج من هذه الرمال المتحركة حول حجة بريكست، يبقى مستقبلنا كدولة غير مؤكد... عقد ضائع من الانقسام والتأخير والعراقيل». وأضاف: «دعونا ننهِ بريكست ونواصل نشر الفرص والأمل في جميع أنحاء المملكة المتحدة ونطلق العنان لإمكانات هذا البلد». وفي محاولة لنشر رسالته الرئيسية في مختلف أنحاء البلاد، اختار جونسون عبارة «دعونا ننجز بريكست» تشق طريقها عبر جدار محطِّمة «العقبات».
ومن المقرر أن يتحدث كوربن (70 عاما) أمام تجمع حاشد في ميدلسبروه بشمال شرقي إنجلترا، واصفا يوم الخميس بأنه «أهم انتخابات منذ جيل». وقال: «رسالتي إلى كل هؤلاء الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد هي أنه يمكنكم التصويت من أجل الأمل». وأضاف: «سنضع المال في جيوبكم لأنكم تستحقون ذلك. سيدفع الأكثر غنى والشركات الكبرى ذلك».
يخطط الاشتراكي المخضرم لبرنامج إنفاق ضخم على الخدمات العامة وتأميم بعض القطاعات، بالإضافة إلى إجراء استفتاء آخر على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عارضاً نسخة أخف من نسخة جونسون الرافض للبقاء.
من المقرر أن تزور جو سوينسون، زعيمة حزب الديمقراطيين الليبراليين المناهضين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، المناطق التي صوتت للمحافظين على الأطراف الجنوبية الغربية للندن، بما في ذلك دائرة وزير الخارجية دومينيك راب التي قال استطلاع يوغوف إنها ليست مضمونة له. وقالت سوينسون إنه «لوقف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يجب أن نوقف بوريس جونسون. بقي أمامنا يوم واحد للقيام بذلك». وفي رسالة مفتوحة، وصفت زعيمة الحزب الوطني الاسكوتلندي نيكولا سترجون، رئيسة وزراء اسكوتلندا، جونسون بأنه «أكبر خطر على اسكوتلندا من أي رئيس وزراء محافظ في العصر الحديث».
وتسعى سترجون لتنظيم استفتاء ثان على استقلال اسكوتلندا كثمن لدعم حزب العمال في برلمان معلق.
في هذه الأثناء في إيرلندا الشمالية، التي يمثلها 18 مقعداً، اشتبكت الأحزاب الخمسة الرئيسية في المقاطعة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مناظرة تلفزيونية في ساعة متأخرة الثلاثاء. وقد كانت ترتيبات الحدود الإيرلندية الجزء الأصعب من مفاوضات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. ولعب الوحدويون الديمقراطيون في إيرلندا الشمالية دوراً رئيسياً في البرلمان الأخير؛ حيث دعموا الأقلية المحافظة.