«8 أولمبيين» يقلقون مدرب الأهلي

غروس استدعى بصاص والبكر ويبحث عن بدائل

غروس خلال تدريبات الأهلي الأخيرة  (المركز الإعلامي بالنادي)
غروس خلال تدريبات الأهلي الأخيرة (المركز الإعلامي بالنادي)
TT

«8 أولمبيين» يقلقون مدرب الأهلي

غروس خلال تدريبات الأهلي الأخيرة  (المركز الإعلامي بالنادي)
غروس خلال تدريبات الأهلي الأخيرة (المركز الإعلامي بالنادي)

تهدد الاستدعاءات الدولية المتوقعة للاعبي فريق الأهلي لكرة القدم المرشحين للانضمام للمنتخب السعودي الأولمبي خلال الفترة المقبلة حظوظ الفريق في المنافسة على البطولات المحلية في ظل التوقع باستدعاء ثمانية من عناصر الأهلي المسجلين ضمن قائمة الفريق الأول للانضمام لمعسكر المنتخب الأولمبي ابتداءً من انطلاق التحضيرات التي ستبدأ منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي في إطار استعداداته لخوض غمار نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً، التي ستقام في تايلاند خلال الفترة ما بين الثامن حتى السادس والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني) المقبل 2020، التي ستكون مؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في العاصمة اليابانية طوكيو صيف العام المقبل 2020.
وسيغيب اللاعبون عن المشاركة مع الفريق لفترة لن تقل عن الشهر نتيجة الارتباط مع المنتخب السعودي الأولمبي في مشاركته القارية المقبلة.
ولم يخف الجهاز الفني لفريق الأهلي بقيادة المدرب السويسري كريستيان غروس تخوفه من الغيابات الكبيرة والمتوقعة خلال الفترة المقبلة في ظل معاناة عدد من العناصر المهمة والأساسية في قائمة الفريق من إصابات مختلفة، وحاجاتهم إلى مزيد من الوقت للاستشفاء قبل العودة إلى التدريبات الجماعية بصورة طبيعية؛ مما جعله يبدأ في وضع الحلول مبكراً تحسباً للظروف القادمة.
من جهة أخرى، أعطى المدرب السويسري كريستيان غروس، مدرب فريق الأهلي لكرة القدم، الجوانب النظرية للاعبين اهتماماً كبيراً خلال معسكر الفريق الإعدادي الخارجي والمنعقد خلال هذه الأيام في العاصمة الإماراتية أبوظبي ويستمر حتى غدٍ (الخميس) خلال فترة التوقف الحالية للمنافسات المحلية.
وطالب مدرب الأهلي جميع اللاعبين من خلال الاجتماع بهم في المعسكر الإعدادي الخارجي، بالاستفادة القصوى من خلال هذه المرحلة وبشكل كامل حتى يصل الفريق إلى الهدف المراد تحقيقه خلال الموسم الرياضي الحالي.
وكان الجهاز الفني لفريق الأهلي بقيادة المدرب السويسري كريستيان غروس قد استدعى الثنائي مصطفى بصاص ويزيد البكر للانضمام إلى المعسكر الإعدادي الخارجي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث غادر اللاعبان مباشرة من جدة إلى أبوظبي، حيث لم يكن الثنائي من ضمن القائمة التي غادرت لملاقاة النجوم الجمعة الماضية ضمن مواجهات دور الـ32 لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين والتي كسبها الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدف.
ويفقد فريق الأهلي خلال معسكره الإعدادي الخارجي عدداً كبيراً من الأسماء يصل لغياب ثمانية عناصر دفعة واحدة من عناصره المهمة؛ بسبب ظروف الإصابات والاستدعاءات الدولية، حيث ضمت قائمة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ثلاثة من لاعبي الأهلي، وهم محمد الربيعي حارس المرمى، ومحمد خبراني مدافع الفريق، وعبد الفتاح عسيري لاعب خط الوسط الدولي بجانب معاناة الخماسي عمر السومة، وخالد البركة، ومحمد العويس، ويوسف بلايلي، وسعيد المولد، من إصابات مختلفة، والذين انضم لهم مؤخراً محمد خبراني بعد تعرضه للإصابة في المباراة النهائية لـ«خليجي 24».
وأجرى الثنائي عمر السومة وخالد البركة عمليتين جراحيتين في مدينة ميونيخ الألمانية الخميس الماضي في عضلات البطن (الفتاق)، تكللت بالنجاح وحاجتهم إلى برنامج علاجي وتأهيلي يستمر لأسابيع عدة قبل العودة مجدداً لتدريبات الكرة الجماعية بصورة طبيعية، وهو الحال نفسه لمحمد العويس حارس المرمى الذي أجرى جراحة في عظمة الوجه السبت الماضي بينما بدأ سعيد المولد في تنفيذ برنامج علاج موضوع له من خلال التواجد في عيادة النادي على فترتين صباحية ومسائية؛ رغبة في سرعة الاستشفاء واللحاق بالتدريبات مع عودة الفريق إلى جدة بعد ختام معسكرة الإعدادي القصير الخارجي.



عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
TT

عراقي فقد بصره يحقّق حلمه بتأسيس أول فريق كرة قدم للمكفوفين (صور)

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)
أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

قبل 16 عاماً، فقد عثمان الكناني بصره فألمّ به خوف من فقدان صلته بكرة القدم التي يهواها منذ صغره. لكن إصراره على عدم الاستسلام دفعه إلى توظيف شغفه في تأسيس أوّل فريق للمكفوفين في العراق وإدارة شؤونه.

ويقول الرجل الذي يبلغ حالياً 51 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «عندما فقدت بصري، عشت سنة قاسية، نسيت فيها حتى كيفية المشي، وأصبحت أعتمد في كل شيء على السمع».

أعضاء الفريق (أ.ف.ب)

في عام 2008، فقد المدير السابق لمكتبة لبيع الكتب واللوازم المدرسية، البصر نتيجة استعمال خاطئ للأدوية لعلاج حساسية موسمية في العين، ما أدّى إلى إصابته بمرض الغلوكوما (تلف في أنسجة العصب البصري).

ويضيف: «ما زاد من المصاعب كان ابتعادي عن كرة القدم». ودام بُعده عن رياضته المفضّلة 8 أعوام.

شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف (أ.ف.ب)

لكن بدعم «مؤسسة السراج الإنسانية» التي شارك في تأسيسها لرعاية المكفوفين في مدينته كربلاء (وسط) في 2016، شكّل الكناني فريقاً لكرة الهدف، حيث يستخدم اللاعبون المكفوفون أيديهم لإرسال الكرة إلى الهدف.

وظلّ يلعب مع هذا الفريق حتى شكّل في عام 2018 فريقاً لكرة القدم للمكفوفين وتفرّغ لإدارة شؤونه.

ويتابع: «أصبحت كرة القدم كل حياتي».

واعتمد خصوصاً على ابنته البكر لتأمين المراسلات الخارجية حتى تَواصلَ مع مؤسسة «آي بي إف فاونديشن (IBF Foundation)» المعنيّة بكرة القدم للمكفوفين حول العالم.

يتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً (أ.ف.ب)

وكانت «الفرحة لا توصف» حين منحته المؤسسة في عام 2022 دعماً ومعدات من أقنعة تعتيم للعيون وكُرات خاصة.

ويوضح: «هكذا انطلق الحلم الرائع».

ويؤكّد أن تأسيس الفريق أتاح له «إعادة الاندماج مع الأصدقاء والحياة»، قائلاً: «بعد أن انعزلت، خرجت فجأة من بين الركام».

4 مكفوفين... وحارس مبصر

وانطلق الفريق بشكل رسمي مطلع العام الحالي بعدما تأسّس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين في نهاية 2023، وتشكّل من 20 لاعباً من محافظات كربلاء وديالى، وبغداد.

ويستعد اليوم لأوّل مشاركة خارجية له، وذلك في بطولة ودية في المغرب مقرّرة في نهاية يونيو (حزيران).

ويتّخذ الفريق من ملعب مخصّص للعبة خماسي كرة القدم في بغداد، مكاناً لتدريباته 3 مرات أسبوعياً. ومن بين اللاعبين 10 يأتون من خارج العاصمة للمشاركة في التمارين.

يصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب (أ.ف.ب)

ومدّة الشوط الواحد 20 دقيقة، وعدد اللاعبين في المباراة 5، منهم 4 مكفوفون بالكامل بينما الحارس مبصر.

وخلال تمارين الإحماء، يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم.

وتتضمّن قواعد لعبة كرة القدم للمكفوفين كرات خاصة، ينبثق منها صوت جرس يتحسّس اللاعب عبره مكان الكرة للحاق بها.

ويقوم كلّ من المدرّب والحارس بتوجيه اللاعبين بصوت عالٍ.

يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً (أ.ف.ب)

بعد ذلك، يأتي دور ما يُعرف بالمرشد أو الموجّه الذي يقف خلف مرمى الخصم، ماسكاً بجسم معدني يضرب به أطراف المرمى، لجلب انتباه اللاعب وتوجيهه حسب اتجاه الكرة.

ويصيح اللاعبون بكلمة «فوي» («أنا أذهب» بالإسبانية) بغية تحديد أماكن وجودهم في الملعب لئلّا يصطدموا ببعضهم.

وحين يمرّ بائع المرطبات في الشارع المحاذي للملعب مع مكبرات للصوت، تتوقف اللعبة لبضع دقائق لاستحالة التواصل سمعياً لمواصلة المباراة.

تمارين الإحماء لأعضاء الفريق (أ.ف.ب)

وبحسب قواعد ومعايير اللعبة، يبلغ طول الملعب 40 متراً وعرضه 20 متراً، بينما يبلغ ارتفاع المرمى 2.14 متر، وعرضه 3.66 متر (مقابل ارتفاع 2.44 متر، وعرض 7.32 متر في كرة القدم العادية).

لا تردّد... ولا خوف

وخصّصت اللجنة البارالمبية العراقية لألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة راتباً شهرياً للاعب قدره ما يعادل 230 دولاراً، وللمدرب ما يعادل تقريباً 380 دولاراً.

لكن منذ تأسيس الفريق، لم تصل التخصيصات المالية بعد، إذ لا تزال موازنة العام الحالي قيد الدراسة في مجلس النواب العراقي.

ويشيد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم للمكفوفين طارق الملا (60 عاماً) بالتزام اللاعبين بالحضور إلى التدريبات «على الرغم من الضائقة المالية التي يواجهونها».

اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي (أ.ف.ب)

ويوضح: «البعض ليست لديه موارد مالية، لكن مع ذلك سيتحمّلون تكاليف تذاكر السفر والإقامة» في المغرب.

ويضيف: «أرى أن اللاعبين لديهم إمكانات خارقة لأنهم يعملون على مراوغة الكرة وتحقيق توافق عضلي عصبي، ويعتمدون على الصوت».

ويأمل الملّا في أن «تشهد اللعبة انتشاراً في بقية مدن البلاد في إطار التشجيع على ممارستها وتأسيس فرق جديدة أخرى».

ودخل الفريق معسكراً تدريبياً في إيران لمدة 10 أيام، إذ إن «المعسكر الداخلي في بغداد غير كافٍ، والفريق يحتاج إلى تهيئة أفضل» للبطولة في المغرب.

وعلى الرغم من صعوبة مهمته، يُظهر المدرّب علي عباس (46 عاماً) المتخصّص بكرة القدم الخماسية قدراً كبيراً من التفاؤل.

خلال تمارين الإحماء يركض اللاعبون في مجموعات من 4 ممسكين بأذرع بعضهم مع أقنعة على أعينهم (أ.ف.ب)

ويقول: «اللاعبون يملكون روح الإصرار والتحدي، وهذا ما يشجعني أيضاً».

ويشير عباس، الذي يكرس سيارته الخاصة لنقل لاعبين معه من كربلاء إلى بغداد، إلى أن أبرز صعوبات تدريب فريق مثل هذا تتمثل في «جعل اللاعبين متمرّسين بالمهارات الأساسية للعبة لأنها صعبة».

وخلال استراحة قصيرة بعد حصّة تدريبية شاقّة وسط أجواء حارّة، يعرب قائد الفريق حيدر البصير (36 عاماً) عن حماسه للمشاركة الخارجية المقبلة.

ويقول: «لطالما حظيت بمساندة أسرتي وزوجتي لتجاوز الصعوبات» أبرزها «حفظ الطريق للوصول من البيت إلى الملعب، وعدم توفر وسيلة نقل للاعبين، والمخاوف من التعرض لإصابات».

ويطالب البصير الذي يحمل شهادة في علم الاجتماع، المؤسّسات الرياضية العراقية الحكومية «بتأمين سيارات تنقل الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أماكن التدريب للتخفيف من متاعبهم».

ويضيف: «لم تقف الصعوبات التي نمرّ بها حائلاً أمامنا، ولا مكان هنا للتردد، ولا للخوف».