«تجمع المهنيين» في السودان يرفض دعوات تغيير الحكومة

«تجمع المهنيين» في السودان يرفض دعوات تغيير الحكومة
TT

«تجمع المهنيين» في السودان يرفض دعوات تغيير الحكومة

«تجمع المهنيين» في السودان يرفض دعوات تغيير الحكومة

رفض «تجمع المهنيين السودانيين»، أحد أبرز الكيانات النقابية والمهنية التي ساهمت في الحراك الشعبي الذي قاد لإسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير، مساعي إعادة النظام السابق والدعوات لتغيير الحكومة الانتقالية الحالية.
وقال عضو سكرتارية «تجمع المهنيين» محمد ناجي الأصم، في مؤتمر صحافي بالخرطوم أمس، إن الشعب السوداني لن يستجيب لدعوات رموز النظام السابق لتغيير الحكومة الانتقالية التي جاءت بثورة شعبية شارك فيها كل أهل السودان. أضاف أن مشروع «الجبهة الإسلامية» فشل، وحراكهم هذه الأيام يضيف للثورة ولا يخصم منها، «فقد حكموا السودان 30 عاما وعاثوا فيه تقتيلا وفسادا وتشريدا، ولا أعتقد أن الشعب السوداني يقبل بعودة النظام السابق».
وتعج وسائل التواصل الاجتماعي بدعوات يقودها منسوبو النظام السابق لتنظيم مسيرة يوم 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي تحت اسم «الزحف الأخضر» لتغيير الحكومة الانتقالية. وأقر الأصم بوجود تقصير من بعض وزراء الحكومة الانتقالية، في إزالة التمكين للنظام السابق وإعادة إصلاح وهيكلة السلطة الانتقالية. وأضاف أن «تجمع المهنيين» يتابع هذه الملفات بصورة لصيقة، و«قد تقدمنا بهذه الملاحظات للحكومة الانتقالية». وأعلن «تجمع المهنيين» تأييده الكامل للحكومة الانتقالية في تنفيذ قانون تفكيك النظام السابق. ودعا الحكومة الانتقالية إلى الإسراع بإصدار قرارات بحل النقابات والاتحادات التابعة للنظام البائد، وعلى رأسها اتحاد عمال السودان، وتجميد أصولها وممتلكاتها.
من جهة أخرى، أشار الأصم إلى عدم وجود تغيير حقيقي في الجهاز الدبلوماسي، معتبرا أن هذا يجب أن يكون من أولويات الحكومة الانتقالية. وقال الأصم إن زيارة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الأخيرة إلى واشنطن، حققت نقلة كبيرة في العلاقات الثنائية بين السودان والولايات المتحدة الأميركية، مضيفا أن أهم أهداف تلك الزيارة رفع التمثيل الدبلوماسي الأميركي في الخرطوم بعد 23 عاما من القطيعة. واعتبر ذلك خطوة هامة في عودة العلاقات إلى طبيعتها من شأنها التمهيد لإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
كذلك، أكد الأصم وقوف «تجمع المهنيين» إلى جانب رؤية الحكومة الانتقالية في إيجاد حل سياسي للقضية اليمنية. ودعا إلى فتح نقاش حول خطوة سحب القوات السودانية من اليمن. وكان حمدوك أشار إلى تقليص القوات في اليمن من 15 ألفاً إلى 5 آلاف خلال الأشهر الماضية.
وأوضح الأصم أن الحكومة الانتقالية وقوى «إعلان الحرية والتغيير» أجازا في «البرنامج الإسعافي» انتهاج سياسة خارجية للسودان تقوم على أساس المصالح العليا للشعب السوداني، والمصالح المشتركة بين الدول والشعوب.
في سياق متصل، أكد الأصم أن عدد المفقودين في أحداث فض اعتصام القيادة في 3 يونيو (حزيران) الماضي بلغ 20، تم التوصل إلى 5 جثث منهم، مضيفا أن الأحياء العشرة تمت إعادتهم إلى ذويهم. وأشار إلى أن المفقودين الذين عثر عليهم أحياء يعانون من إصابات جسدية واضطرابات نفسية متفاوتة بين المتوسطة والعميقة، وأن «تجمع المهنيين» شرع في إكمال الإجراءات الطبية وتقديم العون النفسي والقانوني لهم.
في غضون ذلك، يتوجه اليوم الثلاثاء الوفد المفاوض للحكومة الانتقالية برئاسة الفريق أول، محمد حمدان دقلو (الشهير بحميدتي) إلى جوبا، لاستئناف جولة المفاوضات مع الحركات المسلحة.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.