وجد عزيز أخنوش، رجل المال والأعمال ووزير الفلاحة والصيد البحري ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار المغربي، نفسه مرة أخرى وسط عاصفة من الانتقادات والدعوة لمقاطعته، ومقاطعة حزبه في الانتخابات المقبلة، وذلك بعد تصريحاته المثيرة ضد عدد من المغاربة الذين ينتقدون السلطة والمؤسسات، حيث وصفهم بـ«عديمي التربية»، ودعا لإعادة تربيتهم.
وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتدوينات الغاضبة من أخنوش، واعتبروا كلامه «مسيئا للأحزاب السياسية، ويدفع نحو مزيد من العزوف ومقاطعة الانتخابات»، في الوقت الذي أطلق نشطاء وسما يدعو لمقاطعة أخنوش وحزبه. بينما اعتبر مراقبون زلة لسان أخنوش بمثابة وقود انتخابي لصالح حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية.
واعتبر إسحاق شارية، القيادي في الحزب المغربي الحر، وصف أخنوش للمغاربة بـ«عديمي التربية» بأنه «أخطر هجوم على الشعب المغربي، وقد سبق لوزير المالية والاقتصاد السابق محمد بوسعيد، المنتمي لنفس الحزب، أن وصف الشعب المقاطع لمنتوجات شركات أخنوش بـ(المداويخ)، وهذا إن دل على شيء فإنما يعبر عن الفكر الاحتقاري والحقد الذي يحمله هذا الحزب وأمثال هؤلاء على المغاربة، والشعب المغربي بكل مكوناته». وأضاف شارية في تدوينة بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» «إن كان لأحد يستوجب إعادة تربيته فهو حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيسه»، وزاد منتقدا «وجب علينا أن نتحد لمقاطعة هؤلاء العنصريين وعدم التصويت عليهم في الانتخابات عقابا لهم، حتى يتعلموا من هم المغاربية الأحرار».
من جانبه، سخر حسن حمورو، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، من وزير الفلاحة والصيد البحري بسبب تصريحاته، حيث كتب «مسار (إفقاد الثقة) في الأحزاب السياسية، من أغراس أغراس (الطريق) تدليساً... إلى (أكوراي أكوراي) (العصا) منهجا!!»، في إشارة إلى أن تصريحات أخنوش تحريضية وتسلطية. وتهكم العشرات من النشطاء المغاربة على أخنوش حيث علق أحدهم ساخرا «المغاربة لا تنقصهم التربية وإنما التوزيع العادل للثروة».
وقال أخنوش في لقاء حزبي أطره بمدينة ميلانو الإيطالية نهاية الأسبوع الماضي: «من يقذف ويسب المؤسسات ليس له مكان في البلاد، ومن يريد المغرب فعليه أن يحترم شعاره الخالد (الله الوطن الملك)، ويحترم مؤسساتنا والديمقراطية».
وزاد رئيس التجمع الوطني للأحرار قائلا: «العدل يقوم بعمله في مثل هذه الأمور، ولكن على المغاربة أيضا أن يقوموا بواجبهم، و(اللّي ناقصة ليه الترابي خاص المغاربة يعاودوا ليه التربية) أي (من تنقصه التربية على المغاربة أن يعيدوا تربيته)، لأن المغاربة جميعا وراء الملك من دون مزايدات، وشعارهم (الله الوطن الملك)»، في إشارة إلى تعبيرات انتقدت أخيرا عددا من المؤسسات بما في ذلك المؤسسة الملكية. وأكد أخنوش أن أسلوب السب والقذف لن يساهم في تقدم المغرب إلى الأمام، مشددا على أن حزبه يسعى من خلال مبادرة «100 يوم 100 مدينة» الإنصات للمغاربة وهمومهم من أجل بلورة برنامج سياسي يستجيب لتطلعاتهم في المرحلة المقبلة، مطالبا مغاربة العالم بالانخراط في السياسة وتقديم الدعم للبلاد لأنها في حاجة إلى كل أبنائها.
ومضى أخنوش الذي يضع نصب عينيه كرسي رئاسة الحكومة في انتخابات 2021 البرلمانية، موضحا «يوم ستكون عندنا المسؤولية الأولى، سنقوم بالواجب لأننا عندنا وزراء يعرفون كيف يعملون»، مستعرضا إنجازات وزراء الحزب في الحكومة عبر خلق مئات الآلاف من مناصب العمل. وأضاف أخنوش «سي العلمي (حفيظ - وزير التجارة والصناعة) خلق 400 ألف منصب شغل في قطاع الصناعة، والفلاحة 250 ألف منصب والصيد 200 ألف، وحولنا قطاع الفلاحة إلى قطاع إنتاج حيوي يضخ مليار دولار كل سنة، منذ عشر سنوات، ومن لا يريد أن يفهم هذا الأمر ذلك شأنه».
دعوات لمقاطعة «تجمع الأحرار» المغربي بسبب «زلة لسان»
أخنوش: من يسب المؤسسات ليس له مكان في بلادنا وعلينا إعادة تربيته
دعوات لمقاطعة «تجمع الأحرار» المغربي بسبب «زلة لسان»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة