تركيا ترحّل 11 فرنسياً من عناصر «داعش»

أعلنت وزارة الداخلية التركية عن ترحيل 11 مواطناً فرنسياً من أعضاء تنظيم «داعش» الإرهابي. وقالت الوزارة، في بيان مقتضب أمس (الاثنين)، إن 11 «إرهابياً أجنبياً» أعيدوا إلى بلادهم، ولم يذكر التقرير أي تفاصيل بشأن هويات المشتبه بهم.
وجرى منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ترحيل أكثر من 60 من مقاتلي «داعش» الأجانب، بينهم مشتبه بهم من الولايات المتحدة والدنمارك وألمانيا وآيرلندا وهولندا. وسبق أن رحلت تركيا 11 فرنسياً آخرين الشهر الماضي. وامتنعت وزارة الخارجية الفرنسية عن التعقيب على بيان الداخلية التركية حول ترحيل المواطنين الفرنسيين، لكن مصادر دبلوماسية قالت إن المرحلين هم 4 نساء و7 أطفال، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».
ووقعت فرنسا اتفاقاً مع تركيا قبل 5 سنوات ينص على أن يتم ترحيل الفرنسيين المقبوض عليهم من قبل السلطات التركية بالتنسيق مع السلطات الفرنسية. وقال مسؤولون فرنسيون إن تركيا رحلت نحو 300 فرنسي منذ ذلك الحين.
وقال «مركز تحليل الإرهاب» في فرنسا إن إحدى النساء المرحلات، أمس، تدعى أماندين لو كوز، وتزوجت من متشدد مغربي قُتل في سوريا، وانضمت إلى تنظيم «داعش» مع زوجها عام 2014. وأضاف أن واحدة أخرى تُدعى توبا جوندال، وهي فرنسية من أصل تركي، تبلغ من العمر 25 عاماً، وكانت تعيش في بريطانيا قبل أن تنضم إلى التنظيم الإرهابي عام 2015 وجنّدت عدداً من المراهقات. وتحظر بريطانيا عليها دخول أراضيها مرة أخرى.
وأكدت الداخلية التركية، في بيانها، أن عمليات ترحيل المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى بلدانهم، مستمرة. وكانت الداخلية التركية أعلنت، أول من أمس، ترحيل أحد مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي يحمل الجنسية الأسترالية إلى بلاده. وقالت إن عمليات ترحيل المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى بلدانهم مستمرة.
وذكرت الشرطة الكندية، في بيان، أن إيكار ماو (22 عاماً)، وهو من مدينة جويلف في إقليم أونتاريو، متهم بالمشاركة في نشاط تنظيم إرهابي ومغادرة كندا للانضمام إلى التنظيم. وقالت لويز سافار، المتحدثة باسم شرطة الخيالة الملكية الكندية، إن المتهم مثُل أمام محكمة يوم الجمعة الماضي، مشيرة إلى أن تحقيق الشرطة الذي قاد إلى إلقاء القبض عليه بدأ يوم 11 يوليو (تموز) الماضي وأُجري بناء على بلاغ من مصدر لم تكشف عنه. وأوضحت أن السلطات التركية ألقت القبض على ماو، ووجهت إليه اتهامات واحتجزته حتى عُقدت جلسة استماع، مشيرة إلى أنه لم يصدر بحقه حكم بالإدانة في تركيا، وأنه عاد إلى كندا في 19 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأن قرار محاكمته يهدف إلى ضمان سلامة الناس على أعلى مستوى.
وكان ماو قدم مع زوجته إلى ولاية شانلي أورفا جنوب تركيا الصيف الماضي، وأوقفته قوات الأمن بعد تأكدها من إجرائه اتصالات هاتفية مع عناصر «داعش»، في مناطق قريبة من الحدود السورية. وخلال وجودهما في المنطقة الحدودية مع سوريا، قام الزوجان بالترويج للتنظيم الإرهابي، وحشد الدعم له عبر أشرطة فيديو ومعلومات واردة منه. وقالت مصادر تركية إنه تم ترحيل الزوجين، اللذين يحملان جوازي سفر كنديين، في أكتوبر الماضي بعد توقيفهما مدة 3 أشهر، كما قدمت السلطات الأمنية التركية كل المعلومات والوثائق المتعلقة بالزوجين التي بحوزتها، لنظيرتها الكندية.
وبدأت السلطات التركية في 11 نوفمبر الماضي عملية لترحيل مقاتلي «داعش» الأجانب المحتجزين لديها، وقال إسماعيل تشاتكلي نائب وزير الداخلية التركي المتحدث باسم الوزارة، الأسبوع الماضي، إنه تم ترحيل 59 من مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي الأجانب إلى بلدانهم، منذ ذلك الوقت. وأضاف تشاتكلي أن 26 من المرحلين أرسلوا إلى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، و33 إلى بلدان أخرى، لافتاً إلى انتهاء الإجراءات الخاصة بترحيل 12 إرهابياً آخرين سيتم ترحيلهم قريباً.
وفي وقت سابق، قال الرئيس رجب طيب إردوغان إن أكثر من 1150 عنصراً من عناصر «داعش» معتقلون في تركيا.
كما تحتجز القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال سوريا 287 من عناصر التنظيم، الذين فروا أثناء عملية «نبع السلام» التركية، التي استهدفت المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا الشهر الماضي.
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو إن بلاده ستنتهي من إعادة غالبية المحتجزين لديها من عناصر «داعش» إلى بلادهم بحلول نهاية العام الحالي، مشيراً إلى أن عدد المحتجزين الذين سيجري ترحيلهم بحلول نهاية العام يتوقف على المدة التي ستستغرقها العملية؛ «لكن بالنسبة لأوروبا تحديداً، فالعملية جارية».
وتجبر الخطوة العواصم الأوروبية على اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع عودة المسلحين الذين تبنوا الفكر المتشدد؛ بمن فيهم من اكتسبوا خبرة في ساحات القتال.