مصر: البرلمان يعيد دراسة قانون «التجارب السريرية» المثير للجدل

على خلفية اعتراض الرئيس على بعض مواده

TT

مصر: البرلمان يعيد دراسة قانون «التجارب السريرية» المثير للجدل

بعد أكثر من عام تقريباً على اعتراض الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على مواد قانون «التجارب السريرية» المتعلق بتنظيم عمليات البحث العلمي وإخضاع المرضى للتجارب والأبحاث، عادت مواده المثيرة للجدل إلى أروقة البرلمان، وبدأت لجنة خاصة في صياغة نصوصه الجديدة «بما يساير التقدم الطبي والعلمي».
ومشروع قانون «التجارب السريرية» أو «البحوث الطبية الإكلينيكية»، اعتمده البرلمان، في مايو (أيار) 2018، لكن الرئيس رفض بعض مواده وأعاده للبرلمان بموجب صلاحياته الدستورية، حيث أثار نقاشاً واسعاً في أوساط أكاديمية وعلمية وبرلمانية وسياسية، بشأن ما قال معارضوه إنها «قيود وعقوبات مشددة» يفرضها على حرية البحث العلمي، في مواجهة دفاع مؤيديه عن نصوصه «التي تحفظ أجساد» الخاضعين للتجارب.
وقال رئيس اللجنة البرلمانية الخاصة بدراسة قانون «التجارب السريرية»، ووكيل البرلمان السيد الشريف، إن «اللجنة ستنتهي من صياغة مشروع القانون تمهيدا لعرضه على الجلسة العامة للتصويت النهائي على مشروع القانون في أقرب وقت»، موضحاً أنه سيتم دعوة «الشخصيات العامة المرتبطة بهذا الشأن من العلماء والمتخصصين للمشاركة في النقاش، لإبداء الملاحظات على ما انتهت إليه اللجنة، وبحضور وزيري الصحة والتعليم العالي».
وأكد النائب بهاء الدين أبو شقة، رئيس لجنة الشؤون التشريعية، ومسؤول لجنة صياغة التعديلات، أن «القانون لا بد من الانتهاء منه خلال الشهر الجاري»، موضحاً أن «اعتراض رئيس الجمهورية يتعلق بإنهاء التضارب بين الصحة والتعليم العالي، وضرورة تحقيق المواءمة المطلوبة لتشجيع البحث العلمي في هذا المجال ومعالجة ما تم من وضعه من عقوبات لا تتناسب مع حجم الجرم المرتكب بالقانون».
وحمّل وكيل البرلمان، الحكومة، ضمنياً المسؤولية عن التأخر في مناقشة التعديلات، وقال إن المجلس «استحث الحكومة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على سرعة إرسال رأيها إلينا في مشروع القانون في حدود المواد المعترض عليها»، وزاد أن «البرلمان تلقى الشهر الماضي، من أمين المجلس الأعلى للجامعات مشروع قانون في هذا الشأن تبين أنه هو ذاته ما سبق أن أرسله إلينا وزير التعليم العالي والبحث العلمي، باستثناء إضافة صغيرة بخط اليد».
وبحسب الشريف فإن خطاب الرئيس المصري للبرلمان، أشار إلى «الكثير من الملاحظات حول الأحكام الخلافية فيه، وبالتزامن مع ورود رسائل كثيرة من بعض الدوائر العلمية والمهنية بأحكام هذا المشروع بقانون تشير في مجملها إلى استمرار حالة الجدل داخل وخارج البرلمان في خصوص عدد غير قليل من هذا المشروع بقانون».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.