انطلاق عملية عسكرية لملاحقة «داعش» في 4 محافظات عراقية

«قيادة العمليات المشتركة» تحذر من مخطط للتنظيم لاستهداف المتظاهرين

TT

انطلاق عملية عسكرية لملاحقة «داعش» في 4 محافظات عراقية

في حين أعلنت «قيادة العمليات المشتركة» انطلاق المرحلة الثانية من عملية «إرادة النصر» في 4 محاور بمناطق مختلفة منها محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى، كشف الناطق الرسمي باسم «العمليات المشتركة» عن مخطط ينوي «داعش» تنفيذه باستهداف المظاهرات.
وقال اللواء تحسين الخفاجي في تصريح أمس إن «القوات الأمنية باشرت في اليوم الثاني من عمليات (إرادة النصر) بـ4 محاور، وهي: صلاح الدين وكركوك وديالى وسامراء»، لافتاً إلى أنه «سيتم إنهاء العملية في الوقت المحدد لها وتحقيق جميع الأهداف المرسومة». وأضاف أن «القوات الأمنية تمكنت في اليوم الأول من عملية (إرادة النصر) في محور صلاح الدين من تدمير 11 مضافة و3 أنفاق، وكذلك الاستيلاء على 4 أكياس من مادة اليوريا سعة 50 كيلوغراماً، والاستيلاء على 23 عبوة ناسفة». وأشار إلى أن «القوات الأمنية في قاطع عمليات كركوك تمكنت من تدمير 4 أنفاق والقبض على إرهابيين اثنين وتفتيش 45 قرية والاستيلاء على دراجة وتدمير مضافتين».
في السياق نفسه، أكد الخفاجي وجود خطة جديدة للتنظيم باستهداف المظاهرات. وقال الخفاجي: «حسب المعلومات التي وصلت إلينا، فإن بعض قيادات (داعش) الإرهابية تخطط للوصول إلى العاصمة بغداد لتنال من عزيمة المتظاهرين»، كاشفاً أنه «بعد إلقاء القبض على حامد شاكر الملقب (أبو خلدون) الرجل الثاني بعد المقبور أبو بكر البغدادي وباعترافاته الأولية، أشار إلى أن التنظيم يود أن يقوم بعمليات إرهابية في بغداد مستغلاً انشغال القوات الأمنية في تأمين الحماية للمتظاهرين».
وحول إمكانية قيام «داعش» بعمليات الهدف منها إرباك الوضع الأمني باستغلال المظاهرات، يقول الخبير الأمني فاضل أبو رغيف لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الأمر ليس مستبعداً من قبل هذا التنظيم الذي يقوم الجزء الأكبر من خططه على استغلال الظروف التي يمر بها البلد ومحاولة استثمارها لصالحه». وأوضح أن «تنظيم (داعش) سبق أن حاول في أوقات سابقة استغلال الظرف السياسي في البلاد وذلك من أجل خلط الأوراق ولكي يثبت أنه قادر على أن يكون حاضراً في المشهد السياسي رغم كل ما مر به خلال الفترة الأخيرة». وأكد أبو رغيف أن «الجهات المسؤولية واعية لمثل هذه المخططات، وقد تمكنت بالفعل خلال الفترة الماضية من تفكيك كثير من خلاياه واعتقال عناصره».
من جهته، أكد الدكتور معتز محيي الدين، رئيس «المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية» في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «رغم تحرير المناطق التي يحاول (داعش) العودة إليها بين فترة وأخرى، فإن السبب في ذلك يعود إلى عدم تأمين تلك المناطق بعد التحرير؛ بما في ذلك عدم عودة سكانها الأصليين بحجج مختلفة». وأضاف محيي الدين أن «عدم تأمين عودة سلسة لسكان تلك المناطق جعل عودة الدواعش لها ممكنة، لأن الهدف ينبغي ألا ينحصر في تحرير المناطق بقدر ما هو كيفية تأمينها وتوفير الظروف الملائمة لعدم عودة التوتر إليها بين فترة وأخرى». وأوضح محيي الدين أن «القوات التي توجد في تلك المناطق يبدو أنها غير مؤهلة بالكامل في رصد ومتابعة عناصر (داعش)؛ الأمر الذي يتطلب وجود قوة مؤهلة وتعرف جيداً تضاريس تلك المناطق حتى لا تتكرر الثغرات التي تحتاج دائماً عمليات عسكرية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.