جامعة الدول العربية تحيي «يوم المغترب» في روسيا

شهدت موسكو أمسية احتفالية بمناسبة «يوم المغترب العربي»، رعتها بعثة جامعة الدول العربية بالتعاون مع مجلس السفراء العرب في العاصمة الروسية. أُقيمت الفعالية على مسرح المركز الثقافي للخدمات الدبلوماسية في موسكو، نهاية الأسبوع الماضي، بحضور سفراء البلدان العربية وشخصيات رسمية وأكاديمية روسية، وجمهور من المغتربين العرب في روسيا، والضيوف الروس.
وهذا العام الثاني على التوالي الذي يجري فيه تنظيم هذه الاحتفالية، التي انطلقت أول مرة العام الماضي بمبادرة من جامعة الدول العربية، ومجلس السفراء العرب في روسيا بالتعاون مع مؤسسة «البيت العربي» التي تمثل أوساط المغتربين العرب.
وبدت الاحتفالية بمثابة مظاهرة ثقافية عربية متكاملة، وإلى جانب الكلمات الرّسمية، كانت لافتة فيها الفقرات الفنية والثقافية، التي عكست إلى حد كبير، الدور الحقيقي لتفاعل أبناء الجالية العربية فيما بينهم ومع المجتمع الرّوسي، في عملية الاندماج، وفي نشر الثّقافة العربية. فضلاً عن معرض ضخم للتّعريف بثقافة البلدان العربية. وكان بارزاً بينها المعرض الذي نظمته المدرسة السعودية في موسكو. في مستهل الاحتفالية ألقى رئيس بعثة جامعة الدول العربية جابر حبيب جابر، كلمة أشار فيها إلى أنّ «الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بادرت العام الماضي لتنظيم هذه الفعالية للمرة الأولى في روسيا».
وتوقف عميد السلك الدبلوماسي العربي في روسيا سفير سلطنة عمان يوسف بن عيسى الزدجالي، في كلمته، عند تقدير مجلس السفراء العرب للدور الذي تقوم به الجاليات العربية في تعزيز التواصل الثقافي والاقتصادي والتجاري بين العالم العربي وروسيا الاتحادية.
واستهل الشاعر الفلسطيني عبد الله عيسى الفقرات الفنية بقصيدة عن هموم الوطن، ومن ثم قدمت الفرقة الأندلسية للموسيقى الشرقية، المهتمة بالتراث الموسيقي العربي فقرة موسيقية، تلتها فقرات غنائية وشعرية عربية وموسيقية من أداء فرق تمثل جامعات روسية. فضلاً عن فقرات قدمها أطفال تعلّموا في فصول اللغة العربية التي افتُتحت في عدد من المدارس الروسية. وفي الختام كُرّم أطفال أبدعوا في مجالات نشاطهم، بينهم الطفلة دنيا خطايبة التي برعت في أداء «ستاند آب» كوميدي، والرسامة الصغيرة الموهوبة رؤى زيتون، التي قدمت فقرة بمرافقة الموسيقي البارع باسم الأشقر، ويارا الخطايبة التي حصدت جوائز مسابقات عدة في الجمباز البهلواني الأكروباتي. ومن ضمن جوائز تكريمهم، حصل الأطفال على بطاقة سفر ذهاباً وإياباً، مع مرافق لهم، إلى واحدة من الدول العربية.
وفي ختام الحفل جاب الحضور أروقة معرض ضخم نظمته سفارات الدول العربية، للتعريف بثقافة وتقاليد كل بلد. وأظهر الضيوف اهتماماً واضحاً بجميع أقسام المعرض، لا سيما ذلك الذي نظمته المدرسة السعودية في موسكو، حيث تمكن كثيرون من التقاط صور بالزي التقليدي السعودي، والجلوس على أثاث سعودي تقليدي، وحتى تجربة الوشم على اليد بالطريقة السعودية، فضلاً عن الاطّلاع على الكثير من المعروضات الأخرى حول الثقافة والتقاليد في المملكة. وبعد الجولة في أقسام المعرض، كانت بانتظار الضيوف مفاجأة «لذيذة»، إذ حرص المنظمون على أن تكون الاحتفالية بمثابة مساحة تتيح للضيف المحلي التعرف على مختلف جوانب الحياة العربية، بما في ذلك الوجبات التقليدية في دول العالم العربي، التي جرى تقديمها في إطار فعالية «المطبخ العربي»، وأثارت إعجاب كل من تذوقها.