حمدوك يتعهد استرداد أموال الشعب المنهوبة

المهدي يدعو المدنيين والعسكريين لمواجهة المؤامرات ضد الحكومة الانتقالية

حمدوك متحدثاً خلال ندورة مركز أتلانتك في واشنطن وحاوره كاميرون هدسون («الشرق الاوسط»)
حمدوك متحدثاً خلال ندورة مركز أتلانتك في واشنطن وحاوره كاميرون هدسون («الشرق الاوسط»)
TT

حمدوك يتعهد استرداد أموال الشعب المنهوبة

حمدوك متحدثاً خلال ندورة مركز أتلانتك في واشنطن وحاوره كاميرون هدسون («الشرق الاوسط»)
حمدوك متحدثاً خلال ندورة مركز أتلانتك في واشنطن وحاوره كاميرون هدسون («الشرق الاوسط»)

قال رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك: «ما نقوم به ليس تأميماً أو مصادرة لأموال أحد، نحن فقط نسترد ما نُهب من أموال الشعب السوداني الذي هو أحوج إليها لإعادة بناء وطنه».
وأضاف في تدوينة على صفحته الرسمية «فيسبوك»، ومع ذلك للكل حق التظلم والاستئناف، والقضاء هو من يقرر مشروعية الحصول على هذه الأموال من عدمها.
وأجاز مجلسا السيادة والوزراء، الأسبوع الماضي، قانونا لتفكيك النظام السابق، وحل حزب المؤتمر الوطني، ومصادرة جميع ممتلكاته ودوره، كما اتخذ إجراءات جنائية في مواجهة رموزه. والتقى حمدوك، في البيت الأبيض، مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، وتباحثا في إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب وسد النهضة.
وقالت الخارجية السودانية في بيان أمس، إن المسؤول الأميركي أكد دعم بلاده والرئيس دونالد ترمب للحكومة الانتقالية حتى يتحقق التحول الديمقراطي المستدام في السودان.
وقال حمدوك إن ترفيع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين سيعزز العلاقات الثنائية، مضيفا الثورة السودانية بسلميتها تمثل أنموذجاً يُحتذى في الإقليم. وأضاف البيان أن الطرفين تحدثا عن رفع اسم السودان من اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، وقد أكد «أوبراين» أن الولايات المتحدة حريصة على معالجة هذا الملف في أسرع الآجال. وأشار البيان إلى تطرّق الجانبين لموضوع سد النهضة، وفي هذا الصدد قال المسؤول الأميركي إن الرئيس ترمب حريص على إيجاد صيغة توافق تخدم مصالح البلدان الثلاثة.
في غضون ذلك، دعا رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، المدنيين والعسكريين لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد الحكومة الانتقالية، حاثا الدول العربية الشقيقة إلى الاتفاق المشترك على دعم السودان. وقال المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق، الذي كان يخاطب حشدا من أنصاره بمدينة الجزيرة أبا وسط السودان، ليلة أول من أمس، إن الحكومة جاءت بتوافق القوى السياسية التي صنعت الثورة المدنية والقوى العسكرية التي استجابت لتطلعات الشعب. وأضاف أن حزبه سيقف إلى جانب الحكومة الانتقالية والتصدي لكل مؤامرة ضدها، ولا بد للمدنيين والعسكريين من التعاون لإنجاح الفترة الانتقالية.
وقال المهدي: «نناشد أشقاءنا العرب أن يتفقوا جميعا على الوقوف إلى جانب السودان ودعمه، نريد منهم اتفاقاً مشتركاً، بعيداً عن الاستقطاب والتوتر»، وتابع: «لمصلحتهم ولمصلحة الشعب السوداني». ودعا رئيس حزب الأمة القومي، الدول العربية إلى التوافق على مشروع مارشال لدعم التنمية في السودان. ومن جهة ثانية قال المهدي: «على المجتمع الدولي دعم عملية السلام والاستقرار في السودان، والذي بدوره سيؤدي إلى الاستقرار في كل دول الجوار الأفريقي». وشدد على أن يكون اختيار الولاة المدنيين للولايات من الكفاءات المؤهلة التي تحظى بسند شعبي، وقال إن قوى الحرية والتغيير ستقدم المرشحين لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك، و«نصيحتنا له أن يختار القوي الأمين».
وبحسب مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط» فإن قوى «التغيير» ستعلن خلال الأسبوع الحالي أسماء المرشحين الذين جرى التوافق عليهم داخل أجهزة التحالف.
وأشارت إلى توافق كبير بين فصائل قوى التغيير بشأن غالبية المرشحين في كثير من الولايات. ودعا المهدي إلى إجراء إصلاحات أساسية لمعالجة الأوضاع الاقتصادية، والإعداد لمؤتمر اقتصادي لمواجهة التحديات الاقتصادية، بالإضافة لإعداد دستور توافقي لجمع أكبر كلمة لأهل السودان لبناء الوطن، يرتكز على الحكم الراشد والمشاركة، والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.