بيدرسن يشارك في اجتماع آستانة: موسكو وطهران وحدهما تؤثران على دمشق

TT

بيدرسن يشارك في اجتماع آستانة: موسكو وطهران وحدهما تؤثران على دمشق

قال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن بأن روسيا وإيران «وحدهما تملكان أدوات التأثير على السلطات السورية»، داعياً إياهما للتعاون مع واشنطن والاتحاد الأوروبي لحل الأزمة السورية.
وقال بيدرسن في كلمة ألقاها خلال مشاركته في مؤتمر «حوار البحر المتوسط» في روما، إن «حقيقة الأمر هي أنه «لدى روسيا وإيران وحدهما إمكانية ممارسة النفوذ على الحكومة في دمشق، لكن عليهما العمل سوياً مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إذا كانتا تنويان رؤية تغييرات في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بسوريا».
وبخصوص اللجنة الدستورية السورية، أكد بيدرسن أنه يعتزم التوجه إلى دمشق قبل نهاية العام الجاري بهدف التنسيق بشأن تحديد موعد انعقاد جولة جديدة من جلسات اللجنة. كما أكد المبعوث الأممي مشاركته في اجتماع آستانة يومي 10 و11 من الشهر الجاري.
وبحث بيدرسن مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في عمل اللجنة الدستورية السورية، والمقترحات اللازمة لرفد الإصلاح الدستوري في سوريا.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف وبيدرسن التقيا في روما، حيث «تبادلا الآراء حول سير عمل اللجنة الدستورية استناداً إلى نتائج جولتين من اجتماعاتها في جنيف».
وأضافت أن الطرفين «أشارا إلى ضرورة المساهمة في إطلاق حوار مستدام ومثمر بين السوريين بعيداً عن أي تدخل خارجي وفرض قيود زمنية على عمل اللجنة، لصياغة اقتراحات موحدة تجمع عليها اللجنة حول الإصلاح الدستوري لتحظى بأوسع تأييد شعبي ممكن في البلاد».
إلى ذلك، أعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أن نائب «الائتلاف» ديما موسى، في حلقة نقاش حملت عنوان «سوريا: البحث عن مخرج»، في العاصمة الإيطالية ذلك خلال مؤتمر حوارات المتوسط 2019.
وتناولت حلقة النقاش، التي شارك فيها بيدرسن كمتحدث رئيسي، أربعة أسئلة أساسية حول الفكرة القائلة بأن «الأزمة السورية» تقترب من نهايتها، وجدوى الحل السياسي بالنظر إلى التصعيد الأخير، إضافة إلى دور روسيا، وتأثير التطورات الأخيرة على السوريين وعملية إعادة الإعمار.
وركزت ديما موسى في مداخلتها على أين وصلت العملية السياسية حالياً، ولا سيما اللجنة الدستورية، والتي انتهت الدورة الثانية منها في جنيف يوم الجمعة، 29 نوفمبر (تشرين الثاني) من دون عقد أي اجتماعات مشتركة بسبب إصرار وفد النظام على مناقشة قضايا لا تندرج ضمن ولاية اللجنة الدستورية».
وتحدثت ديما موسى حول أهمية الحل السياسي الشامل الذي يتطلب التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254. وأضافت أن «أياً من نتائج أي جزء من العملية السياسية لن يكون له معنى ما لم تكن قابلة للتنفيذ في سوريا»، مؤكدة أن الأمر الذي يتطلب العمل على مسارات أخرى ضمن العملية السياسية لوضع حجر الأساس لبيئة مناسبة.
وأكدت ديما موسى «أهمية التوصل إلى حل سياسي من أجل السوريين وبأيدي السوريين وذلك لتحقيق النتيجة المرجوة للسلام المستدام الذي لن يكون له تأثير داخل سوريا فحسب، بل وأيضاً على المستوى الإقليمي والدولي»، بحسب بيان لـ«الائتلاف».
وأشارت ديما موسى إلى أن كل هذا يجب أن يحدث في أقرب وقت ممكن، حيث إن التأخيرات تعني المزيد من معاناة الشعب السوري، والتي يجب علينا جميعاً أن نأخذها على محمل الجد وأن نفعل كل ما هو ممكن لوضع حد لها.
كما تطرقت ديما موسى إلى دور المجتمع الدولي وضرورة تعاون جميع الأطراف لإيجاد أرضية مشتركة، الأمر الذي من شأنه تعزيز فرص العملية السياسية للتقدم بسلاسة أكبر، وأكدت على ضرورة اتخاذ خطوات من شأنها أن تضع العملية السياسية على الطريق الصحيح، بما في ذلك وقف جميع العمليات العسكرية واستهداف المدنيين، والدفع باتجاه اتخاذ تدابير لبناء الثقة، وخاصة تلك المتعلقة بالمعتقلين والمفقودين والمهجرين.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.