بيتر تشيك: فرانك لامبارد ضبط إيقاع وأداء تشيلسي ويقوم بعمل رائع

بدأ حارس المرمى السابق لنادي تشيلسي الإنجليزي بيتر تشيك فصلا جديدا من حياته بعدما أسدل الستار على مسيرته الكروية بعد خسارة آرسنال أمام تشيلسي في المباراة النهائية للدوري الأوروبي الموسم الماضي. وقضى تشيك 11 عاما ناجحة للغاية في تشيلسي قبل أن ينتقل إلى آرسنال عام 2015، لكنه عاد الصيف الماضي إلى «ستامفورد بريدج» كمستشار فني للنادي. وبالتالي، يعمل تشيك مع مارينا غرانوفسكايا، المسؤولة عن التعاقدات الجديدة في تشيلسي، وقد تأقلم تشيك بصورة جيدة رغم الصعوبات المتمثلة في التكيف مع الحياة بعيدا عن الملعب.
يقول الحارس التشيكي السابق: «على مدار 20 عاما كاملة كنت استعد كل أسبوع لخوض المباريات. لكن في منصبي الجديد فأنا أعمل طوال الأسبوع في أمور تتعلق بهذه اللعبة، لكنني لا أشارك في أي مباراة! إنه شعور غريب للغاية». ويضيف: «لقد اعتدت دائما أن أكون موجودا داخل الملعب، لكنني الآن أعمل على ضمان أن يسير كل شيء على ما يرام، وبعد ذلك تقع المسؤولية على المدير الفني ومساعديه، وليس أنا. وكل ما يمكنني القيام به هو الجلوس وتقديم الدعم للفريق.
وعندما كنت لاعبا، كنت أكره المباريات التي كنت أشاهدها من المدرجات، لأن ذلك كان يعني أنني لن أكون مؤثرا في نتيجة المباراة. وهذا هو الشعور الذي يجب أن أتغلب عليه. أنا أتحسن بمرور الوقت. وكلما زاد عدد المباريات التي أذهب إليها، اعتدت على حقيقة أنه لم يعد بإمكاني المشاركة في المباريات مرة أخرى. لقد كنت أعاني من هذا الأمر في البداية، وكنت أرغب بشدة في المشاركة في المباريات، لكن لم يعد ذلك ممكنا بعد الآن!»
ويعتبر تشيك هو أفضل حارس مرمى في تاريخ تشيلسي، كما كان البطل الأول لفوز الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2012، ففي ذلك العام تألق الحارس التشيكي بشكل لافت في مباراة الدور نصف النهائي أمام برشلونة، ثم في المباراة النهائية أمام بايرن ميونيخ. وكان بمقدور العملاق البافاري أي يفوز باللقاء لولا تألق تشيك وتصديه لركلة جزاء من النجم الهولندي أرين روبين في الوقت الإضافي.
يقول تشيك عن ذلك: «كحارس مرمى يتعين عليك أن تكون مدركا لكل شيء من حولك. وكانت أبرز نقاط القوة في شخصيتي هي قدرتي على تنظيم لاعبي الفريق من حولي حتى يمكنني القيام بعملي على النحو الأمثل. وكان يتعين علي أن أتأكد من أن كل شيء منظم بطريقة معينة، فكنت أتحدث دائما إلى المسؤولين في النادي، وكنت دائما ممثلا عن اللاعبين في أي أحاديث مع مجلس إدارة النادي. وكنت دائما مهتما بالطريقة التي يعمل بها النادي».
ويضيف: «وكنت أبحث دائما عن أي شيء يساهم في تطوير العمل بشكل أفضل. وعندما تعمل مع الكثير من الأشخاص المختلفين على هذا المستوى، تتم إدارة الأمور عن طريق إدارات متخصصة، وكان النادي يضم عددا كبيرا من الإدارات. وكان أفضل شيء في شخصيتي هو قدرتي على الربط بين هذه الإدارات. وهذا هو هدفي الأكبر الآن: أن أتأكد من أن هناك اتصالا بين كافة الإدارات وأن العمل يسير بشكل جيد».
ويتابع: «من المؤكد أن الفريق الأول هو الأهم، لكن يجب ألا ننسى كشافي اللاعبين ولجنة التعاقدات ولجنة التطوير، واللاعبين الذين يلعبون بالخارج على سبيل الإعارة. النادي يعتمد على كل هذه الأمور معا، لأنها هي التي تعطي قوة كبيرة للفريق الأول وتساعد المدير الفني على القيام بعمله بشكل أسهل وتساعده على أن يركز بشكل كامل على عمله داخل الملعب، بعيدا عن أي أمور قد تشتت تركيزه. ونحن نعمل بشكل جيد للغاية خلال الموسم الجاري».
وكان كثيرون يتوقعون أن يواجه تشيلسي صعوبات كبيرة خلال الموسم الجاري، نظرا للعقوبات المفروضة على النادي والتي تمنعه من التعاقد مع لاعبين جدد لمدة فترتي انتقالات، فضلا عن رحيل أبرز لاعبي الفريق، إيدن هازارد، إلى ريال مدريد. وشكك كثيرون في قدرة فرانك لامبارد، الذي لا يملك خبرات كبيرة في عالم التدريب، على قيادة الفريق وإعادته إلى المسار الصحيح خلفا للمدير الفني الإيطالي ماوريسيو ساري. لكن لامبارد قدم مستويات مثيرة للإعجاب مع «البلوز»، ومنح الفرصة للكثير من اللاعبين الشباب بالنادي، وقاد البلوز لاحتلال المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
يقول تشيك عن ذلك: «لقد قام المدير الفني وطاقمه المعاون بعمل رائع. لقد نجحوا في دمج اللاعبين في الفريق سريعا. وقدم اللاعبون الكبار مساعدة كبيرة للاعبين الشباب؛ حيث ساعدوهم على التطور والاندماج في صفوف الفريق. ويعود الفضل الأكبر للطاقم التدريبي والمدير الفني، لأنه هو من يهتم بأدق التفاصيل في ملعب التدريب. وبالتالي، يجب أن نشيد به كثيرا بفضل المستويات الممتازة التي يقدمها الفريق».
وابتسم تشيك عندما سئل عن حالة الانضباط التي يفرضها لامبارد، والذي يفرض غرامة مالية قدرها 20 ألف جنيه إسترليني على أي لاعب يتأخر على التدريبات. يقول تشيك: «يشعر البعض بالدهشة لسماع ذلك، لكن نادي تشيلسي دائما ما يفرض عقوبات مالية قاسية على أي لاعب يخالف التعليمات. الالتزام في العمل مهم للغاية، إن احترام القواعد هو أمر لا يحتاج إلى موهبة للالتزام به، فمن الممكن ألا تكون موهوبا على الإطلاق لكن يمكنك أن تأتي في الوقت المحدد. نحن لا نفعل ذلك حتى نخيف الناس، لكن الهدف من ذلك هو تذكيرهم بأن الانضباط سوف يصب في مصلحة الجميع في نهاية المطاف».
ولا يتذكر تشيك أبدا أن لامبارد قد تأخر يوما ما عن موعد التدريبات، مؤكدا على أن طموحات لامبارد ليس لها حدود، على الرغم من أن قدرة تشيلسي المالية قد أصبحت أقل هذه الأيام بالمقارنة بنظيرتها في مانشستر سيتي. ويتعين على لامبارد أن يقود تشيلسي للحصول على البطولات، وإذا فشل في ذلك فلن يشفع له كونه أحد أبرز أساطير النادي عبر تاريخه الطويل. ومن الواضح أن لامبارد يضع سياسة طويلة الأجل مع تشيلسي بفضل اعتماده على مجموعة كبيرة من اللاعبين الشباب.
يقول تشيك: «يتعين عليك أن تتكيف مع كافة المتغيرات من حولك. لقد كنت دائما أعمل بطريقة واحدة، وهي بذل أقصى جهد ممكن في المباريات وفي التدريبات، لكي أظهر للجميع القدرات التي أملكها. وهذه هي الطريقة التي تجعلك تحافظ على مكانك في التشكيلة الأساسية للفريق عندما يأتي أي مدير فني جديد. عندما تكون متأكدا من أنك تقوم بأفضل عمل ممكن فإنك ستتمكن من التأثير على الآخرين. وسوف أعمل على استغلال تلك الخبرات في التأثير على الآخرين، وآمل أن تسير الأمور على ما يرام وأن يستفيد الفريق الأول بالنادي من ذلك».
وقد تقدم تشيلسي بطعن أمام محكمة التحكيم الرياضية ضد قرار منعه من إبرام تعاقدات جديدة لفترتي انتقالات، وسيكون من الرائع معرفة ما يمكن أن يفعله النادي إذا تمكن من التعاقد مع لاعبين جدد في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة. لكن من المؤكد أن الأموال لا تعني شيئا إذا كان الأشخاص الذين ينفقونها ليس لديهم رؤية واضحة للمستقبل، ويركز تشيلسي في الوقت الراهن على بناء كيان قوي حول لامبارد.
ولا يعد تشيك هو اللاعب المعتزل الوحيد الذي يعمل حاليا في تشيلسي؛ حيث يشرف كارلو كوديسيني على ملف اللاعبين المعارين للخارج، في حين يراقب كلود ماكيليلي اللاعبين الشباب. كما يعمل كل من جو كول وأشلي كول في أكاديمية الناشئين بالنادي. وهناك انطباع بأن تشيلسي قد اتخذ خطوة موفقة للغاية بإعادة تشيك إلى «ستامفورد بريدج».
يقول تشيك: «إنها حياة مختلفة تماما. عندما تكون لاعبا فإنك تكون مسؤولا عن نفسك فقط، لأنك جزء من الفريق وتكون مسؤولا عن صورة النادي. لكن المسؤولية الآن هي العمل مع مجموعة كبيرة من الأشخاص، والتأكد من أن الجميع يعمل كوحدة واحدة، لأن هذه هي قوة أي فريق دائما. وإذا عمل الجميع من أجل تحقيق هدف واحد فسوف يتحقق الفوز حينئذ».