ساوثغيت أعاد للمنتخب الإنجليزي حب الجماهير بعد طول غياب

ساوثغيت غير من طريقة أداء المنتخب الإنجليزي بعد طول عناء قبل مجيئه
ساوثغيت غير من طريقة أداء المنتخب الإنجليزي بعد طول عناء قبل مجيئه
TT

ساوثغيت أعاد للمنتخب الإنجليزي حب الجماهير بعد طول غياب

ساوثغيت غير من طريقة أداء المنتخب الإنجليزي بعد طول عناء قبل مجيئه
ساوثغيت غير من طريقة أداء المنتخب الإنجليزي بعد طول عناء قبل مجيئه

من وجهة نظر هذه العيون، على الأقل، فإن النقطة الأدنى التي هبط إليها المنتخب الإنجليزي في السنوات الأخيرة لم تأت داخل أحد الاستادات، ولم تكن عندما استقال كيفين كيغان داخل غرفة الاستحمام باستاد ويمبلي عام 2000، ولا عندما وقف ستيف مكلارين يشاهد وعليه أمارات العجز وقلة الحيلة من خلف مظلة كرواتيا وهي تحرم فريقه من مكان في نهائيات بطولة «يورو 2008»، ولا حتى السقوط المدوي أمام آيسلندا في نيس منذ ثلاثة أعوام في ظل قيادة روي هودجسون - وإنما جاءت تلك النقطة الأدنى على الإطلاق في مسيرة المنتخب بعد ظهيرة أحد الأيام في منتصف فترة السنوات الأربع التي قاد خلالها فابيو كابيلو المنتخب، وذلك في إطار مختلف للغاية عن شارع تسوق في لندن.
وبناءً على توجيهات من قسم العلاقات العامة في اتحاد الكرة، دعا كابيلو الذي تتسم شخصيته بقدر بالغ من العجرفة والتكبر مجموعة كبيرة من الكتاب الرياضيين من صحف وطنية لمأدبة غداء. وكان ذلك هدفاً نادر الحدوث، زادت جاذبيته بفضل الموقع المتميز: سان لورنزو، المطعم الإيطالي الشهير الذي فضلته شخصيات بارزة مثل الأميرة ديانا وجاك نيكلسون وجوان كولينز ومشاهير آخرين كان وجودهم ضمانة لوجود الباباراتزي (مصوري المشاهير المتطفلين) باستمرار حول المكان.
وأقيمت مأدبة الغداء تبعاً لقاعدة أن لا شيء يقال في الداخل سيجري تكراره في الخارج. وكان الطعام جيداً ومرت ساعتان على نحو لطيف للغاية. إلا أنه لم يجر الكشف عن أي أسرار خلال اللقاء. ولم يفصح كابيلو عن أي شيء بخصوص التكتيكات التي يتبعها ولم يكشف تفاصيل عن استعدادات واين روني قبل المباراة. ورغم الحفاوة التي استقبل بها المدرب الإيطالي الضيوف، فإنه لم يبد عليه اهتمام بما يجري. وفي أول لحظة مناسبة للمغادرة، رحل كابيلو برفقة مساعده، فرانكو بالديني، أحد رفاقه الذين جرى تعيينهم لمعاونته على تحويل المنتخب الإنجليزي من الفريق الذي وصل إلى دور ربع النهائي في ظل قيادة سفين غوران إلى فريق يقتنص البطولة.
بعد دقيقتين، وأثناء خروجه من المطعم ولدى الانعطاف إلى شارع تعج فيه أماكن انتظار السيارات الفارهة مثل لامبرغيني وبنتلي تخص أشخاصا فاحشي الثراء، ويعرض الوكلاء العقاريون فيه عقارات تقدر قيمتها بعشرات الملايين، كان من السهل رؤية كابيلو يقف مع بالديني جنباً إلى جنب ويخوضان نقاشاً حميماً. وكانا يتفحصان باهتمام شديد واجهة عرض متجر مجوهرات فاخر، وربما كانا يفكران في كيفية إنفاق دفعة الأموال الضخمة التي أغدقها عليهما اتحاد الكرة.
من المنظور الكروي، كان المشهد معبراً عن حالة ترد خالصة، صورة رمزية للتغييرات التي طرأت على كرة القدم والاعتقاد بأن المال هو الحل لكل شيء. ومثلما علمنا لاحقاً، فإن منح مدرب ما 6 ملايين جنيه إسترليني سنوياً وإطلاق يده في تعيين أقرانه مساعدين له، لا يشكلان ضمانا لتحقيق أي إنجاز. عام 2012، رحل كابيلو فجأة عن المنتخب، مخلفاً وراءه فريقاً يتعرض لانتقادات واسعة باعتباره يتقاضى أجوراً مبالغاً فيها في الوقت الذي يقدم أداءً رديئاً، وذلك قبل أن تقنعنا بطولة الألعاب الأوليمبية في لندن أننا نعيش في بلد ما يزال للتسامح الاجتماعي والإبداع الفني والتفوق الرياضي مكانة كبيرة فيه. واليوم، وبعد مرور سبع سنوات يبدو أن المنتخب الإنجليزي أصبح هو حامل لواء التنوير في مواجهة الفوضى التي تعصف ببلد ساقط في مستنقع عام، وتعصف به جدالات محمومة تبدو دونما نهاية.
ويكمن إنجاز المدرب الحالي غاريث ساوثغيت ليس فقط في سنوات خبرته بمجال كرة القدم، وإنما كذلك في سماته الطبيعية المتمثلة في اللياقة والتواضع واليقظة والاستعداد للتعلم. وفي خضم ذلك، نجح ساوثغيت في جعل المنتخب الإنجليزي محبوباً ربما للمرة الأولى منذ الفترة الرائعة التي تولى خلالها جو ميرسير تدريب الفريق ما بين طرد ألف رامزي ووصول دون ريفي منذ 45 عاماً ماضية.
ومع ذلك، نجد أن لاعبيه واجهوا مشقة كبيرة في خضم مساعيهم للوصول إلى التناغم والاتزان في بعض المباريات. ويأتي النصف الأول من مواجهتهم أمام كوسوفو كأس الأمم الأوروبية أحد الأمثلة على ذلك. بدا الكسل والاسترخاء مسيطرين على جميع عناصر الفريق، وجاءت التمريرات إما رديئة التوقيت أو التنفيذ على نحو كان ليفسح المجال أمام خصوم أقوى للتقدم في النتيجة. كانت تلك صورة المنتخب الإنجليزي المألوفة على مدار أجيال: فريق منغمس في تصوره الذاتي عن تفوقه ويبدو مؤهلاً تماماً للانقضاض عليه.
في خط الدفاع على وجه التحديد، ذكرنا هذا المنتخب بأن الحرية المالية التي تتمتع بها أندية الدوري الممتاز في استيراد فيرجيل فان دايك أو نيغولو كونتي أينما اقتضت الضرورة، قوضت جهود تنمية لاعبين مهرة في فنون الدفاع من أبناء الوطن. وربما نجحت كرة جنوب لندن في تقديم جيل مبهر من المهارات الهجومية، لكنها أخفقت في إمداد ساوثغيت بمهارات مكافئة في خط الدفاع.
الآن، أمامه عدة شهور لمتابعة البطولات والتفكير فيما إذا كان جو غوميز أو فيكايو توموري سيتفوقان على جون ستونز وتيرون مينغز في المنافسة على توفير شريك مثالي لهاري مغواير، الذي يبدو هو ذاته غير معصوم من الوقوع في الأخطاء، وما إذا كانت مهارات ترنت ألكسندر أرنولد ستتفوق على لحظات الإهمال الدفاعي التي يقع فيها من وقت لآخر، وما إذا كان ديكلان رايس وميسون ماونت بمقدورهما النضج بسرعة كافية لأن يبررا ضمهما إلى التشكيل الأساسي للمنتخب. على الأقل، بإمكان ساوثغيت التحلي بالصبر تجاه جادون سانشو وكالوم هودسون أودوي، فرغم أنهما لم يبلغا كامل تألقهما بعد، فإنه كان من الحكمة منحهما فرصة الانضمام إلى المنتخب وخلق شعور الانتماء إلى الفريق بداخلهما. عندما جرى تعيين ساوثغيت منذ ثلاثة أعوام كان يتقاضى أقل من ثلث راتب كابيلو. ومنذ بلوغه دور نصف النهائي لكأس العالم 2018، ارتفع راتبه إلى 3 ملايين جنيه إسترليني سنوياً. ورغم أن هذا يظل مبلغاً كبيراً فإنه لم يعد يبدو في غير مكانه المستحق.


مقالات ذات صلة

وست هام يقيل مدربه لوبيتيغي رسمياً… وبوتر مرشح لخلافته

رياضة عالمية بات لوبيتيغي خامس مدرب يُقال من منصبه هذا الموسم في الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)

وست هام يقيل مدربه لوبيتيغي رسمياً… وبوتر مرشح لخلافته

أقال وست هام الإنجليزي مدربه الإسباني خولن لوبيتيغي من منصبه، بعد 22 مباراة على تعيينه، كما أعلن الأربعاء، في حين يبدو غراهام بوتر مدرب برايتون مرشحاً لخلافته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرتيتا ممسكاً بالكرة التي قال إنها سبب خسارة فريقه (رويترز)

كأس الرابطة: المنظمون يسخرون من أرتيتا بسبب الكرات المستخدمة

سخر منظمو مسابقة كأس الرابطة الإنجليزية لكرة القدم من الإسباني ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، بعدما ألمح إلى أن الكرات المستخدمة بالمسابقة لعبت دوراً في خسارة فريقه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية احتفال عاشور المثير للجدل (النادي الأهلي المصري)

إمام عاشور في مرمى «الانتقادات» بسبب «احتفال البالونة»

أثار تصرف عاشور موجة واسعة من الهجوم الحاد عليه؛ إذ رأى الكثير من المتابعين والصحافيين أن احتفال اللاعب بهدفه في «سموحة» تضمن «إساءة بالغة».

رشا أحمد (القاهرة )
رياضة عالمية قرعة الدور ثمن نهائي كأس إسبانيا لكرة القدم التي سُحبت الأربعاء (رويترز)

قرعة ثمن نهائي كأس إسبانيا: برشلونة يواجه بيتيس وريال مدريد أمام سلتا فيغو

أسفرت قرعة الدور ثمن نهائي كأس إسبانيا لكرة القدم، التي سُحبت الأربعاء، عن وقوع برشلونة صاحب الألقاب الـ31 القياسية في المسابقة في مواجهة قوية على أرضه.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية نوري شاهين (أ.ف.ب)

الإنفلونزا تضرب دورتموند قبل مواجهة ليفركوزن

قال نوري شاهين، مدرب بوروسيا دورتموند، إن شكوكاً تحوم حول مشاركة ثنائي الدفاع فالديمار أنطون والمغيرة كعبار أمام باير ليفركوزن في دوري الدرجة الأولى الألماني.

«الشرق الأوسط» (دورتموند)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.