مجسم «إثراء» يفتتح في الظهران

تحتضن الزاوية اليسرى من قاعة المؤتمرات الرئيسية في مركز الملك عبد العزيز الثّقافي العالمي بالظهران «إثراء»، مجسّماً فنّياً كبيراً مصنوعاً من الفولاذ بارتفاع أربعة أمتار، يحتفي بالخط العربي الحديث، من خلال كلمة (إثراء) بطريقة ثلاثية الأبعاد، للفنان اللبناني كميل حوّا.
وكان الأمير خالد الفيصل قد تقدم بإهداء المجسم تذكاراً لمركز «إثراء» تقديراً له على شراكته واستضافته لجلسات «مؤتمر الفكر العربي 17» الذي اختُتمت فعالياته، مساء الخميس الماضي.
قالت الدكتورة فاطمة الرّاشد المدير المكلف لمركز «إثراء»، إنّ «هذا المجسم تحفة فنية يفتخر المركز باحتضانها». مشيرةً إلى أنّ مشاركة المركز في المؤتمر تأتي تماشياً مع رؤيته في تنمية جوانب الإبداع والثّقافة والابتكار».
من جهته، قال مصمم المجسم الفنان كميل حوّا: إنّ «هذه المنحوتة الحروفية تحية لاسم إثراء، الاسم المُعطى لمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)». وتابع: «في (إثراء) الهمزة بداية الحروف كلّها، هي البداية وهي النهاية. والهمزتان هما أنا وأنت. أَلِفان هما الحكمة والمعرفة، اجتمعتا معاً. وبينهما كرسي تحلّق فوقه ثلاث نقاط تسبح في الفضاء بألوان جذابة، تعبير عن الخيال الحر لكينونة الثّقافة. تكوين حروفي عربي مفكك متماسك في آن معاً، يحفظ تراثه ويخاطب حداثة عصره وحيويته. هو اليوم وهو الغد. وهو الفعل الثقافي بلا تردد».
وعن خلفيات هذا التصميم قال حوّا: «هو مجسم يتجاوز المجسّمات الحروفية السابقة التي صممتها من قبل، مثل مجسم (بيروت) ومجسم (الجامعة الأميركية) وكذلك مجسم كلمة (فن) ومجسم (أدبي الرياض)، فهذا المجسم وُلد ثلاثي الأبعاد، وعادة هذه المجسمات الحروفية التي تنتصب في الشوارع تبدأ بتكوينات خطّية شبيهة بما يكتبه الخطّاطون ويُعاد تشكيلها وتكوينها لتصبح ثلاثية الأبعاد ومن ثمّ تصبح عملاً نحتياً إن صحّ التعبير». وأضاف: أنّ «مجسم (إثراء) وُلد ثلاثي الأبعاد، حيث يمكن إعادته لأصله الثنائي المسطح، لذلك اعتبره عملاً متميزاً بالنسبة إليّ، لأنّ تصميمه جاء كما تخيلته تماماً، فهو وُلد من الخيال، وبواقع رسم سكتش واحد فقط بقلم الرصاص، ولم تكن هناك إعادة للتّصميم ومن ثم أرسلت الرسم مباشرة لتصنيعه كمجسم».