بوادر أزمة جديدة داخل الغالبية الحكومية في المغرب

TT

بوادر أزمة جديدة داخل الغالبية الحكومية في المغرب

عادت الخلافات مجددا لتلقي بظلالها على الغالبية الحكومية في المغرب، وذلك بسبب تصويت فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) بالامتناع، على مشروع موازنة 2020، حيث أعلن حزب التجمع الوطني للأحرار رفضه لـ«منطق الحربائية في التعاطي مع تدبير الشأن العام».
ووجه حزب «التجمع الوطني للأحرار» سهام نقده لحليفه «العدالة والتنمية»، معتبرا أن سلوك فريقه بمجلس المستشارين «خروج عن القواعد المؤطرة للغالبية الحكومية والعهود، التي اتفقت عليها»، داعيا رئيس الحكومة إلى «توضيح ما يجري ويعتمل داخل الغالبية».
وأفاد حزب التجمع الوطني للأحرار في بيان لفريقه بمجلس المستشارين بأن «إعداد قانون المالية وإحالته إلى البرلمان، بعد التداول في شأنه داخل مؤسسة الحكومة ومجلس الوزراء، يتم تحت الإشراف المباشر لرئيس الحكومة، الذي يترأس في الوقت نفسه الغالبية المساندة لها في مجلسي البرلمان كليهما»، وذلك في محاولة لإحراج العثماني، بصفته رئيسا للحكومة وأمينا عاما لحزب العدالة والتنمية في الآن ذاته.
واستنكر الحزب، الذي يأمل رئيسه عزيز أخنوش في تصدر الانتخابات التشريعية المقبلة، ما سماه «السلوك الغامض»، وصنفه ضمن «الانتهازية السياسية، والتعاطي بانتقائية مع المواقف حسب الحالات، هروبا من المسؤولية المشتركة، حيث صادقت الحكومة ومجلس النواب على المقتضيات الواردة في المشروع؛ بل أكثر من ذلك ساهم الفريق الأول للغالبية في صياغته، وفق مقتضيات المشروع المحال إلينا».
وأضاف بيان الحزب مهاجما: «هذا السلوك ينقض في العمق عهود الغالبية الحكومية، ويناقض جملة وتفصيلا ميثاقها»، كما اعتبره «مسيئا إلى عمل الغالبية البرلمانية، وتجزيئا للمسؤولية السياسية لمكوناتها كافة، مما يزيد من غموض وضبابية المشهد السياسي»، حسب تعبير البيان.
كما شدد البيان على أن عمل الغالبية يجب أن يكون مبنيا على «الوضوح، والتموقع في الغالبية يفرض التماهي مع مقرراتها في إطار من التوافق الشمولي، والمعتمد بين مكوناتها تحت إشراف رئيس الحكومة، رئيس الغالبية، بما يلزم من حوار؛ وهو الذي نظن أنه كان عنوان عمل هذه الغالبية في جل مراحل إعداد هذا المشروع».
وطالب فريق حزب التجمع الوطني للأحرار بـ«عقد اجتماع طارئ لمجلس رئاسة الغالبية في أسرع وقت ممكن لوضع النقاط على الحروف»، مؤكدا أنه «لا يمكن أن يدار عمل الغالبية برأسين»، في اتهام واضح لحزب العدالة والتنمية بازدواجية التعاطي مع التدبير الحكومي.
وأشار المصدر ذاته إلى أن أي انحراف عن ميثاق الغالبية «يجب أن يواجه بالصرامة اللازمة، من دون تخفي، وفي استحضار كامل للمصلحة العليا للمواطنين وللوطن، الذي يبقى فوق الجميع».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».