من الفوضى إلى المنافسة على الصعود... كيف نهض فولهام من كبوته مرة أخرى؟

الفريق ظهر بمستوى مختلف تماماً في دوري الدرجة الأولى تحت قيادة باركر في ظل تألق كثيرين من نجومه

مهاجم الفريق الصربي ميتروفيتش سجل 23 هدفاً في 24 مباراة مع فولهام ومنتخب بلاده
مهاجم الفريق الصربي ميتروفيتش سجل 23 هدفاً في 24 مباراة مع فولهام ومنتخب بلاده
TT

من الفوضى إلى المنافسة على الصعود... كيف نهض فولهام من كبوته مرة أخرى؟

مهاجم الفريق الصربي ميتروفيتش سجل 23 هدفاً في 24 مباراة مع فولهام ومنتخب بلاده
مهاجم الفريق الصربي ميتروفيتش سجل 23 هدفاً في 24 مباراة مع فولهام ومنتخب بلاده

من المؤكد أن 12 شهراً هي فترة طويلة للغاية في عالم كرة القدم، ففي مثل هذا التوقيت من الموسم الماضي كان نادي فولهام يعاني بشدة، ويتذيل جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد الخسارة ثماني مرات في تسع مباريات، وكان يلعب تحت قيادة المدير الفني الثاني له خلال ذلك الموسم. وبعد مرور عام، بات الفريق مختلفاً تماماً عما كان عليه، للدرجة التي تجعله يبدو وكأنه فريق آخر تماماً. لم يشارك في التشكيلة الأساسية لفولهام أمام سوانزي سيتي يوم الجمعة الماضية سوى أربعة لاعبين فقط من اللاعبين الذين شاركوا في آخر مباراة للفريق الموسم الماضي.
لكن هناك أشياء أخرى لم تتغير على الإطلاق، فلا يزال مهاجم الفريق الصربي ألكسندر ميتروفيتش يسجل كثيراً من الأهداف. ومنذ أغسطس (آب) الماضي، سجل المهاجم الصربي 23 هدفاً في 24 مباراة مع نادي فولهام ومنتخب بلاده. وعلاوة على ذلك، يتألق أبو بكر كمارا بشكل ملحوظ للغاية. فبعدما تعرض المهاجم الفرنسي للإيقاف وتم بيعه على سبيل الإعارة لأحد الأندية التركية بعد مشادة مع أحد موظفي الأمن في النادي في يناير (كانون الثاني) الماضي، تم إعادة دمج اللاعب في صفوف الفريق مرة أخرى في الصيف الماضي، ويبدو أنه عازم على نسيان هذه الفترة الصعبة، وتقديم مستويات رائعة تلفت أنظار الجميع.
ويشعر المسؤولون في نادي فولهام بأن المهاجم الفرنسي قد نضج تماماً منذ هذا الحادث، وبات أحد الأعمدة الرئيسية للفريق خلال الموسم الجاري. وسجل هدفين الشهر الماضي في مرمى كوينز بارك رينجرز، في غياب ميتروفيتش الذي سبق ودخل معه في مشادة خلال إحدى جلسات اليوغا الموسم الماضي. وقال سكوت باركر، المدير الفني لنادي فولهام: «يتعين عليك أن تتعامل مع أبو بكر كامارا بطريقة مختلفة، فالأمر يختلف كثيراً عن طريقة التعامل مع بعض اللاعبين الآخرين. لم يفعل أبو بكر أي مشكلة منذ أن توليت مسؤولية قيادة الفريق. ربما يكون التصور المأخوذ عن اللاعب في الخارج مختلفاً تماماً عن الواقع؛ لكن الحقيقة هي أنه لاعب محترم للغاية، ويحظى بحب واحترام زملائه في الفريق».
ولا يزال النادي يضم كثيراً من اللاعبين الذين تعاقد معهم في فترتي الانتقالات السابقتين. واستغنى النادي عن خدمات كل من فابري وجان ميكائيل سيري وأندريه فرانك زامبو أنجويسا على سبيل الإعارة، كما لم يعد بالإمكان رؤية ريان بابل بشعره الأحمر المميز، أو لازار ماركوفيتش بمظهره الغريب. أما اللاعبون الأربعة الذين نجوا بعد هزيمة الفريق الثقيلة أمام نيوكاسل يونايتد بأربعة أهداف دون رد في مايو (أيار) الماضي (ميتروفيتش، وألفي موسون، وجو برايان، وقائد الفريق توم كيرني) فأصبحوا يمثلون الركائز الأساسية للفريق تحت قيادة باركر. وشارك موسون الذي غاب عن معظم مباريات الفريق الموسم الماضي بداعي الإصابة، في جميع مباريات الفريق هذا الموسم. كما يقدم برايان الذي تألق من قبل في دوري الدرجة الثانية مع بريستول سيتي، أداء ثابتاً طوال الموسم.
وقام مسؤولو فولهام بخطوة موفقة للغاية، عندما قرروا مد عقد كل من كارني وميتروفيتش مع النادي لفترات طويلة. وقال باركر عن المهاجم الصربي: «إنه يفكر دائماً في هز الشباك. إنه لاعب من الطراز الرفيع ويمتلك قدرات هائلة وشاملة. يمكننا أن نعتمد عليه كمحطة قوية للعب بسبب قوته البدنية الهائلة، كما يمكننا استغلال قدرته الهائلة على التحكم في الكرة بقدميه من أجل بناء الهجمات من حوله. أعتقد أنه يستمتع باللعب معنا، فهو يشعر بالراحة في هذا المكان. إننا نشعر بالسعادة لوجوده معنا، كما أنه لا يتوقف عن تسجيل الأهداف معنا».
ولا يتفوق على فولهام في عدد الأهداف المسجلة سوى متصدر جدول الترتيب ويست بروميتش ألبيون؛ حيث سجل فولهام 31 هدفاً حتى الآن، وهو رصيد الأهداف نفسه الذي حققه كل من بريستول سيتي وبريستون. وكان فولهام يواجه تحدياً آخر هذا الموسم، وهو تحسين قدراته الدفاعية؛ خصوصاً أن شباك الفريق اهتزت 81 مرة الموسم الماضي، ليكون هذا هو الرقم الأسوأ لأي فريق في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، منذ هبوط النادي في عام 2015؛ لكن باركر نجح في تحسين الأداء الدفاعي للفريق؛ خصوصاً بعد عودة موسون إلى مستواه السابق بعد عودته من الإصابة.
وفي يناير القادم، سيضم فولهام مايكل هيكتور بصفة نهائية من نادي تشيلسي، لكي يدعم خياراته الدفاعية. ويحتل فولهام الذي حقق الفوز في آخر أربع مباريات، المركز الثالث في جدول الترتيب، وينافس بقوة على الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز بشكل مباشر، دون أن يضطر لخوض ملحق الصعود. وكان نائب رئيس النادي، توني خان، قد صرح بأن الهدف الرئيسي لفولهام هذا الموسم هو الصعود المباشر للدوري الإنجليزي الممتاز. وقد اعترف باركر بأن فولهام قد وضع الأسس السليمة التي تمكن الفريق من البناء عليها خلال الفترة المقبلة؛ لكن مسيرة الفريق في ديسمبر (كانون الأول) الجاري ستكون أقوى اختبار للفريق هذا الموسم؛ حيث سيخوض الفريق مباريات صعبة ضد أربعة من الأندية السبعة الأولى في جدول الترتيب قبل عيد الميلاد؛ حيث سيلعب أمام كل من بريستول سيتي وبريستون وبرنتفورد وليدز يونايتد.
وتجب الإشارة إلى أن ميتروفيتش ليس هو الهداف الوحيد للفريق؛ حيث سجل لاعب الفريق تحت 21 عاماً، تيمي أبراهام - الشقيق الأصغر لمهاجم تشيلسي تامي أبراهام – في كلتا المباراتين اللتين لعبهما مع الفريق، كما يعد لاعب منتخب إنجلترا للشباب، جاي ستانسفيلد، هو الهداف الأول لفريق النادي تحت 18 عاماً في الدوري الإنجليزي الممتاز. تجدر الإشارة إلى أن ستانسفيلد هو ابن مهاجم إكستر سيتي السابق، آدم، الذي توفي بعد إصابته بالسرطان عن عمر يناهز 31 عاماً في 2010. وهناك أمل في أن يرتدي القميص رقم تسعة، الذي حظره النادي بعد وفاة آدم. وقال جوليان تاغ، رئيس نادي إكستر: «إنه يشبه والده تماماً، فهو يسعى دائماً لتحقيق الفوز، وهو هداف من الطراز الرفيع».
ويفخر نادي إكستر سيتي بأنه هو من طور أداء ستانسفيلد بشكل ملحوظ؛ لكن رحيل اللاعب عن الفريق الصيف الماضي كان صعباً للغاية على النادي؛ خصوصاً أن النادي لم يحصل إلا على 150 ألف جنيه إسترليني كتعويض. وبالنسبة لنادي إكستر سيتي، الذي حصل على مبلغ مبدئي قيمته 850 ألف جنيه إسترليني من تشيلسي مقابل إيثان أمبادو البالغ من العمر 16 عاماً قبل عامين، فقد تلقى إكستر سيتي صفعة قوية أخرى بعدما دفع لايبزيغ الألماني 500 ألف جنيه إسترليني للتعاقد مع اللاعب الويلزي الدولي على سبيل الإعارة لمدة موسم في يوليو (تموز) الماضي. وهناك شعور بالقلق من أن يسير بن كريسن، الذي لعب أول مباراة له مع الفريق الأول وهو في الخامسة عشرة من عمره في شهر أغسطس الماضي على الطريق نفسها؛ خصوصاً في ظل اهتمام كثير من الأندية بخدماته، مثل ليفربول ومانشستر سيتي وبايرن ميونيخ ولايبزيغ. وقد باع فولهام أيضاً عدداً من اللاعبين الشباب في الصيف الماضي؛ حيث انتقل ريان سيسيغنون وهارفي إليوت إلى توتنهام وليفربول على الترتيب؛ لكن يبدو أن الفريق عازم على العودة للدوري الإنجليزي الممتاز، والتألق في دوري الأضواء والشهرة.


مقالات ذات صلة

استبعاد أوباميكانو من تشكيلة فرنسا للإصابة... واستدعاء بادي

رياضة عالمية دايو أوباميكانو (إ.ب.أ)

استبعاد أوباميكانو من تشكيلة فرنسا للإصابة... واستدعاء بادي

قال الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، اليوم (الاثنين)، إن المدافع دايو أوباميكانو استُبعد من تشكيلة المنتخب الأول لمباراتَي دوري الأمم الأوروبية المقبلتين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية كيليان مبابي (رويترز)

انتقادات لمبابي لغيابه عن تشكيلة فرنسا رغم المشاركة مع الريال

يواجه قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي انتقادات في بلاده بسبب غيابه عن مباراتي دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم ضد إسرائيل وبلجيكا رغم مشاركته مع فريقه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية صبي الكرات لحظة تسلمه جائزة أفضل لاعب من غونزاليس (وسائل إعلام برتغالية)

غونزاليس لاعب بورتو يمنح جائزته لأفضل لاعب لصبي الكرات

أعطى نيكولاس غونزاليس لاعب وسط بورتو، الذي صنع هدف الفوز خلال الانتصار 2 - 1 على سبورتنغ براغا في الدوري البرتغالي لكرة القدم، الأحد، جائزة أفضل لاعب.

«الشرق الأوسط»
رياضة عالمية إيدر ميليتاو (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: ميليتاو يغيب عن مباراتي البرازيل للإصابة

قال الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، اليوم الاثنين، إن مدافع ريال مدريد، إيدر ميليتاو، سيغيب عن مباراتي المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم أمام تشيلي وبيرو.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
رياضة عالمية باولو فونسيكا (رويترز)

فونسيكا مدرب ميلان: هذه ليست كرة قدم بل هي سيرك!

وصف باولو فونسيكا مدرب ميلان قرارات ركلات الجزاء في هزيمة فريقه أمام فيورنتينا أمس الأحد بأنها «سيرك»، في حين اعترف بأن فريقه افتقر للشراسة طوال المباراة.

«الشرق الأوسط» (فلورنسا )

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
TT

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)

رغم حصول لاعب المصارعة المصري محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة بباريس، لعدم ثبوت تهمة تحرشه بفتاة فرنسية؛ إلا أن تصريحات لمسؤول مصري حول الواقعة أثارت اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وجددت الانتقادات بشأن الأزمات المتتالية لبعثة مصر في الأولمبياد.

واتهم لاعب المصارعة بالتحرش وتم احتجازه في باريس وهو في حالة سكر بعد مغادرته مقر البعثة، في حين قرّر رئيس اللجنة الأولمبية المصرية إحالة اللاعب إلى لجنة «القيم»، للتحقيق فيما نُسب إليه من «تصرفات غير مسؤولة»، حسب بيان، الجمعة.

وأعلنت اللجنة الأولمبية المصرية، السبت، براءة اللاعب، وقالت في بيان: "حصل المصارع الأولمبي محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة الفرنسية لعدم ثبوت تهمة التحرش بفتاة فرنسية كما ادعت عليه، وتم حفظ التحقيقات بشكل نهائي ضد كيشو لعدم وجود أي أدلة تدين اللاعب، حيث تم تفريغ الكاميرات في مكان الواقعة ولم تجد جهات التحقيق الفرنسية أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة".

وكان رئيس الاتحاد المصري للمصارعة، محمد محمود، قد أدلى بتصريحات متلفزة حول الواقعة، تحدث فيها عن صعوبة الإفراج عن اللاعب لعدم وجود "الواسطة"، حيث أجاب عن سؤال حول تواصل الاتحاد مع اللاعب مباشرة لمعرفة ما حدث قائلا: "السفير ووزير الرياضة هما من يحاولان لأن الأمور مغلقة هنا للغاية (مش زي عندنا مثلا ممكن تروح بواسطة) لا يوجد مثل هذا الكلام هناك (فرنسا)".

وهي التصريحات التي التقطها مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي المصرية وتفاعلوا معها بالانتقاد والسخرية، مما جعل هاشتاغ «#رئيس_اتحاد_المصارعة» يتصدر "الترند" في مصر،السبت.

وتناقل عدد كبير من الحسابات تصريحات رئيس الاتحاد مع التركيز على إبراز إشارته للقوانين الصارمة في فرنسا وعدم وجود "وساطة".

واختلفت الحسابات حول وصفها لتصريحات رئيس الاتحاد، حيث اتفق البعض على أنها "كارثية"، فيما رآها البعض "كوميديا سوداء".

إلى ذلك، قال الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن اللجنة الأولمبية المصرية أوضحت في بيانها أن جهات التحقيق الفرنسية لم تجد أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة، إلا أن تصريحات رئيس الاتحاد المصري للمصارعة في حد ذاتها أراها تعبر عن الحالة التي تغلف الرياضة المصرية خلال السنوات الأخيرة، كما أن مضمون التصريحات لا يليق ببلد مثل مصر ولا بأجهزتها ومؤسساتها على الإطلاق".

كما سخر عدد من الحسابات من تلك التصريحات بتوظيف الكوميكس ومشاهد من الدراما والأفلام السينمائية، خصوصا فيلم "هي فوضى" ومشهد أمين الشرطة الذي ينهي المصالح مقابل المال.

وطالب عدد من رواد «السوشيال ميديا» برحيل رئيس اتحاد المصارعة من منصبه، خاصة أنه وعد بتحقيق عدد من الميداليات خلال الأولمبياد وهو ما لم يحدث.

ويعود «البرمي» للحديث، قائلا: «كان الأجدر برئيس الاتحاد المصري للمصارعة أن يتحدث عن سبب الاخفاقات التي لازمت لاعبيه خلال الأولمبياد، فالمصارعة الرومانية التي تتميز فيها مصر لم يقدم فيها أي لاعب أي ملمح إيجابي»، مشيرا إلى أن "كافة رؤساء الاتحادات التي شاركت في الأولمبياد مسؤولون عن هذا التردي وهذه النتائج المتواضعة التي حققتها البعثة المصرية".

يذكر أن اللجنة الأولمبية المصرية أشارت في بيانها إلى «توجه اللاعب كيشو من قسم الشرطة إلى مطار شارل ديجول تمهيدا لعودته إلى القاهرة، السبت، موضحة أن «النية تتجه لدى لجنة الهيئات والأندية والقيم لتحويل مسار التحقيقات من الاتهام الباطل بالتحرش من فتاة فرنسية كما ادعت من قبل، إلى تهمة الخروج من القرية الأولمبية وعدم العودة بعد نهاية المباراة النهائية في ميزانه والتي خرج لمشاهدتها ولم يعد، ولم يلتزم بموعد عودته للقرية الأوليمبية في باريس".

وكيشو، الحائز من قبل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو، خسر في الدورة الحالية خلال الدور الـ16 أمام الأذربيجاني حسرات جافاروف.