«جيمي تشو مان».. عطر الرجولة المرهفة والمرفهة

كيت هارينغتون بطل الحملة  -  خلاصات تتباين بين الأخشاب الدافئة والفواكه الحمضية والخزامى والباتشولي
كيت هارينغتون بطل الحملة - خلاصات تتباين بين الأخشاب الدافئة والفواكه الحمضية والخزامى والباتشولي
TT

«جيمي تشو مان».. عطر الرجولة المرهفة والمرفهة

كيت هارينغتون بطل الحملة  -  خلاصات تتباين بين الأخشاب الدافئة والفواكه الحمضية والخزامى والباتشولي
كيت هارينغتون بطل الحملة - خلاصات تتباين بين الأخشاب الدافئة والفواكه الحمضية والخزامى والباتشولي

ربما لم يكن كيت هارينغتون، بطل «لعبة العروش» The Game of Thrones، المسلسل الفائز بجوائز «إيمي» و«غولدن غلوب»، مهتما بمظهره أو بمستحضرات التجميل أيا كان نوعها من قبل. فقد اعترف في إحدى المناسبات بأنه لا يستعمل سوى الماء لغسل وجهه ومعجون أسنان لتنظيف أسنانه. لكن الأمر يختلف الآن، لأننا لو سألناه عن عطره المفضل، لأجاب من دون تردد: «إنه (جيمي تشو مان)». السبب أنه الوجه الإعلاني لدار ارتبط اسمها في الأذهان بأحذية تعشقها المرأة، وبقصة نجاح بدأت بآلاف الجنيهات لتقدر حاليا بالملايين، إن لم نقل المليارات، ولا تزال تحقق الأرباح حتى بعد تراجع مبيعات ماركات متخصصة مثلها في المنتجات الفاخرة، بسبب تراجع السوق الصينية. لا يختلف اثنان أن «جيمي تشو» دخلت عالم الرجال بكل قوتها، منذ عام 2011. لكنها (على ما يبدو) لم تعد تكتفي بالأحذية وحقائب اليد والأحزمة فحسب، بل تريد أن تجرب حظها في مجال العطور، مبررة ذلك بأنها تريد تلبية كل متطلبات الرجل الأنيق. من هذا المنطلق، أطلقت عطرها الجديد، واختارت له اسما مباشرا يبقى عالقا في الذاكرة، ويذكر بمنتجاتها الأخرى: «جيمي تشو مان».
عطر قالت إنه مستوحى من منطقة «مايفير» الراقية بلندن في الستينات من القرن العشرين، وهذا يعني أنه يتضمن لمسات من «الروك آند رول» المتمردة على خلفية راقية ومترفة، الأمر الذي جرت ترجمته عبر روائح عطرية خشبية. فهو يبدأ بقوة وحيوية يستمدهما من الخزامى، تليها خلاصات المندرين وفاكهة البطيخ الأحمر التي كان الغرض منها تلطيف قوة الفواكه الحمضية. تأتي بعدها باقة أخرى مكونة من خلاصات ورقة الأناناس، ثم الباتشولي مع بعض الأخشاب العنبرية. وتشرح ساندرا تشوي، مديرة الإبداع في الدار قائلة: «اعتبر العطر بمثابة إكسسوار موضة، لهذا أردت أن ابتكر منتجا يريده رجل جيمي تشومان، وفي الوقت ذاته يعكس روحه المستقلة وحسه المرهف».
أما اختيار الدار للممثل البريطاني كايت هارينغتون ليكون الوجه الإعلاني لهذا العطر، فلأنه بالنسبة لها، يمثل ما يعكسه العطر من رجولة، وفي الوقت ذاته حس فطري مرهف، يرتبط عادة بالجنتلمان الإنجليزي الكلاسيكي وجاذبيته. صورة نجح المصور العالمي بيتر ليندبورغ في تجسيدها بكل براعة.



هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)
الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)
TT

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)
الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن الأوضاع لن تكون جيدة في عام 2025. فالركود الاقتصادي مستمر، وسيزيد من سوئه الاضطرابات السياسية وتضارب القوى العالمية.

حتى سوق الترف التي ظلت بمنأى عن هذه الأزمات في السنوات الأخيرة، لن تنجو من تبعات الأزمة الاقتصادية والمناوشات السياسية، وبالتالي فإن الزبون الثري الذي كانت تعوّل عليه هو الآخر بدأ يُغير من سلوكياته الشرائية. مجموعات ضخمة مثل «إل في إم آش» و«كيرينغ» و«ريشمون» مثلاً، وبالرغم من كل ما يملكونه من قوة وأسماء براقة، أعلنوا تراجعاً في مبيعاتهم.

أنا وينتور لدى حضورها عرض «بيربري» في شهر سبتمبر الماضي (رويترز)

لكن ربما تكون بيوت بريطانية عريقة مثل «مالبوري» و«بيربري» هي الأكثر معاناة مع قلق كبير على مصير هذه الأخيرة بالذات في ظل شائعات كثيرة بسبب الخسارات الفادحة التي تتكبدها منذ فترة. محاولاتها المستميتة للبقاء والخروج من الأزمة، بتغيير مصممها الفني ورئيسها التنفيذي، لم تُقنع المستهلك بإعادة النظر في أسعارها التي ارتفعت بشكل كبير لم يتقبله. استراتيجيتها كانت أن ترتقي باسمها لمصاف باقي بيوت الأزياء العالمية. وكانت النتيجة عكسية. أثبتت أنها لم تقرأ نبض الشارع جيداً ولا عقلية زبونها أو إمكاناته. وهكذا عِوض أن تحقق المراد، أبعدت شريحة مهمة من زبائن الطبقات الوسطى التي كانت هي أكثر ما يُقبل على تصاميمها وأكسسواراتها، إضافة إلى شريحة كبيرة من المتطلعين لدخول نادي الموضة.

المغنية البريطانية جايد ثيروال لدى حضورها عرض «بيربري» في شهر سبتمبر الماضي (رويترز)

هذا الزبون، من الطبقة الوسطى، هو من أكثر المتضررين بالأزمة الاقتصادية العالمية، وبالتالي فإن إمكاناته لم تعد تسمح له بمجاراة أسعار بيوت الأزياء التي لم تتوقف عن الارتفاع لسبب أو لآخر. بينما يمكن لدار «شانيل» أن ترفع أسعار حقائبها الأيقونية لأنها تضمن أن مبيعاتها من العطور ومستحضرات التجميل والماكياج وباقي الأكسسوارات يمكن أن تعوض أي خسارة؛ فإن قوة «بيربري» تكمن في منتجاتها الجلدية التي كانت حتى عهد قريب بأسعار مقبولة.

المعطف الممطر والأكسسوارات هي نقطة جذب الدار (بيربري)

«مالبوري» التي طبّقت الاستراتيجية ذاتها منذ سنوات، اعترفت بأن رفع أسعارها كان سبباً في تراجع مبيعاتها، وبالتالي أعلنت مؤخراً أنها ستعيد النظر في «تسعير» معظم حقائبها بحيث لا تتعدى الـ1.100 جنيه إسترليني. وصرح أندريا بالدو رئيسها التنفيذي الجديد لـ«بلومبرغ»: «لقد توقعنا الكثير من زبوننا، لكي نتقدم ونستمر علينا أن نقدم له منتجات بجودة عالية وأسعار تعكس أحوال السوق».

الممثل الآيرلندي باري كيغن في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

«بيربري» هي الأخرى بدأت بمراجعة حساباتها؛ إذ عيّنت مؤخراً جاشوا شولمان، رئيساً تنفيذياً لها. توسّمت فيه خيراً بعد نجاحه في شركة «كوتش» الأميركية التي يمكن أن تكون الأقرب إلى ثقافة «بيربري». تعليق شولمان كان أيضاً أن الدار تسرّعت في رفع أسعارها بشكل لا يتماشى مع أحوال السوق، لا سيما فيما يتعلق بمنتجاتها الجلدية. عملية الإنقاذ بدأت منذ فترة، وتتمثل حالياً في حملات إعلانية مبتكرة بمناسبة الأعياد، كل ما فيها يثير الرغبة فيها.