الرئيس الإسرائيلي يتهم الساسة بـ «الجنون» بعد تعثر تشكيل الحكومة

بعد وصول جهود تشكيل الحكومة إلى باب مسدود، هاجم الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، بشدة، أمس (الأربعاء)، القادة السياسيين واعتبر تصرفاتهم في هذه المسألة أمراً جنونياً. وقال، في خطاب علني: «إن كنتم تريدون الجنون، فلا تجروا الشعب والدولة كلها إلى هذا الجنون».
وكان رئيس حزب الليكود ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ورئيس كتلة «كحول لفان»، بيني غانتس، قد عقدا اجتماعاً، مساء أول من أمس؛ لإجراء محاولة أخرى لتسوية الخلافات بينهما. لكن الاجتماع انفض بعد 40 دقيقة، وبعد بضع ثوانٍ من انتهائه أصدر الليكود بياناً اتهم فيه غانتس بالرفض والتعنت. ورد «كحول لفان» بأن الليكود حاول نصب مصيدة لغانتس، والدليل أن البيان عن الاجتماع نشر بعد ثوانٍ معدودات؛ مما يعني أنه كان جاهزاً حتى قبل الاجتماع؛ ما يثبت أن نتنياهو غير جاد، وأنه يستخدم مثل هذه اللقاءات فقط للتغطية على رغبته الحقيقية، وهي إفشال كل الجهود لتشكيل حكومة وجر البلاد إلى انتخابات.
وقد استخدمت كلمة «تصرف صبياني» في وسائل إعلام عدة لوصف هذه التصرفات. واستغل رفلين مراسم إحياء ذكرى رئيس حكومة إسرائيل الأول، ديفيد بن غوريون، لينتقد السياسيين، قائلاً: «لا أبالغ إذا قلت إن هذا وقت الضيق لدولة إسرائيل ونظامها. وهذا ليس وقت الضيق لهذا الجانب السياسي أو ذاك. هذا وقت ضيق لجميعنا. نحن عالقون هذه المرة في وضع غير مسبوق لسيناريو لم يتنبأ به المشرع». وأشار إلى التغريدات العصبية في «تويتر»، والمنشورات الغاضبة في «فيسبوك» وحتى المظاهرات في ساحات المدن. وقال: «صحيح أننا لسنا إزاء حرب أهلية، لكن ديمقراطيتنا تواجه أزمة، وأزمة متواصلة أيضاً، لكنها ليست في خطر. وأتوجه إليكم يا قادة إسرائيل، أنتم الذين تجرون مفاوضات طويلة ومنهكة وعديمة الجدوى، منذ أشهر. هل تريدون أن تجِنّوا. حسناً. جِنّوا. لكن لماذا تجرون معكم الشعب؟ وما زال هناك وقت وبالإمكان التصحيح، توصلوا إلى تفاهمات وعيدوا هذه الدولة إلى المسار المصحح».
من جهة ثانية، خرج حزب اليهود الروس، «يسرائيل بيتينو»، بموقف جديد يدعي فيه أن رئيس الحزب، عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، يتعرض لضغوط لكي ينضم إلى حكومة يمينية ضيقة برئاسة نتنياهو، وأن ليبرمان هدد كتلة «كحول لفان» بالانضمام إلى حكومة كهذه، في حال واصل معارضته لتشكيل حكومة جديدة برئاسة نتنياهو.
وقالت مصادر سياسية، إن ليبرمان يتجه نحو تشكيل حكومة يمين كهذه بشكل مؤقت، لمدة ستة أشهر، وبعدها ينضم «كحول لفان» ويتولى بيني غانتس رئاستها لمدة سنتين، شرط أن يتم سن قانون جديد يتيح لنتنياهو أن يصبح قائماً بأعمال رئيس الحكومة رغم لوائح الاتهام بالفساد ضده. وقد أثار هذا الاقتراح شكوكاً لدى قادة «كحول لفان» من أن يكون اقتراح ليبرمان خدعة أخرى ومحاولة للضغط عليهم، أو قد تكون نواياه حقيقية. فمثل هذه الحكومة تحتاج إلى اتفاق بين ليبرمان والأحزاب الدينية على عدم المساس بمطالبها الدينية.
المعروف أن موعد تكليف الكنيست بمهمة تشكيل حكومة سينتهي في منتصف ليلة الأربعاء – الخميس المقبلة. ويقدر المراقبون أن الأسبوع المقبل سيشهد ضغوطاً إضافية من الشارع لتجنب التوجه إلى انتخابات جديدة. لكن الشعور السائد هو أنه لن يكون هناك مفر سوى التوجه إلى انتخابات. فحزب «كحول لفان» لا يثق بأن نتنياهو صادق في توجهه بتنفيذ اتفاقاً ائتلافياً معهم. وترى غالبية القيادة أن الموافقة على الدخول في ائتلاف بقيادة نتنياهو سيكون بمثابة ضربة قاضية للحزب والتزاماته للناخبين، وضربة أكبر لثقة الناس بالأحزاب التي تعتبر مفقودة منذ زمن طويل. وغالبيتهم مصرّون على أن وجود رئيس حكومة متهم بالفساد هو خطأ فاحش. وهم يبنون على أمل أن يصحو قادة الليكود ويبادروا هم بأنفسهم إلى إسقاط نتنياهو الذي يتمسك بموقفه فقط لأنه يريد الحفاظ على كرسيه.
بيد أن هناك أقلية في «كحول لفان» ترى أن الجمهور سيعاقب الحزب على موقفه هذا. فالغالبية الساحقة من المواطنين ترفض التوجه لانتخابات جديدة، وقسم منها ينوي معاقبة الأحزاب التي ستجره إلى انتخابات.