«الجهاد» تعقد أول اجتماع لمكتبها السياسي الجديد في القاهرة

ستطلب إطلاق موقوفين من غزة وتسهيل حركة العبور من رفح

TT

«الجهاد» تعقد أول اجتماع لمكتبها السياسي الجديد في القاهرة

قال مسؤول في حركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية إن الحركة لديها طلبات ستقدمها للمسؤولين المصريين، كما أنها ستعقد أول اجتماع لمكتبها السياسي الجديد في الداخل والخارج منذ انتخابه العام الماضي.
وأكد عضو المكتب السياسي للحركة الشيخ نافذ عزام، أن الوفد سيُجري مباحثاتٍ مع المسؤولين المصريين، حول أهم الملفات على الساحة الفلسطينية، مضيفاً أنه «من ضمن الأجندة، انعقاد دورة اجتماعات للمكتب السياسي للحركة، ثم مواصلة زيارة بعض الدول الصديقة». وتابع: «اجتماع المكتب السياسي سيضم جميع أعضاء الداخل والخارج».
وانتُخب المكتب الجديد في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، بما في ذلك زياد النخالة أميناً عاماً للحركة خلفاً لرمضان شلح الذي كان قد دخل في وضع صحي حرج.
ووصل وفد «الجهاد» من الخارج ومن غزة إلى جانب وفد من «حماس» من أجل مناقشة ملف التهدئة. وتحدثت مصادر إسرائيلية عن تقدم ملموس بين إسرائيل و«حماس» من أجل التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد.
لكن لـ«الجهاد» طلبات محددة من المصريين. إذ كشف بيان للحركة، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أمس، عن أبرز القضايا التي ستتم مناقشتها مع الجانب المصري خلال زيارة وفد من قيادة الحركة يتقدمه الأمين العام القائد زياد النخالة. وقالت «الجهاد» في البيان، إن الزيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة تأتي في إطار تعزيز العلاقات مع الأشقاء المصريين، والبحث عن كيفية إنهاء معاناة الناس في الذهاب والإياب لمصر.
وأشارت إلى أن الزيارة تأتي أيضاً للعمل على إطلاق سراح بعض الموقوفين الفلسطينيين لدى أجهزة أمنية مصرية. وتعتقل مصر فلسطينيين تابعين لـ«حماس» و«الجهاد الإسلامي».
وفي مارس (آذار) الماضي، أطلقت مصر 8 من عناصر حركة «حماس» بعد سنوات من اعتقالهم، بينهم 4 من عناصر «كتائب القسام»، الذراع العسكرية للحركة، فُقدت آثارهم في سيناء بعد عبورهم من غزة إلى الأراضي المصرية في 2015. وأُطلق سراح هؤلاء في أثناء زيارة قام بها رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية للقاهرة استمرت أكثر من 3 أسابيع.
وإضافةً إلى إطلاق معتقليها، قالت «الجهاد»: «سنطالب الإخوة في مصر خلال الزيارة، بممارسة الضغط على الاحتلال لوقف العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، وبالذات المشاركون في مسيرات العودة، وإلزام العدو بوقف استهدافهم، كونهم من رعى اتفاق وقف النار بالجولة الأخيرة بعد استشهاد القائد بهاء أبو العطا».
وعبّرت الحركة عن استيائها من بعض التصريحات الصادرة عن قيادات فلسطينية عابثة أو محللين إعلاميين حول زيارة وفد الحركة للقاهرة، مشيرة إلى أن «التصريحات تأتي في خانة التسويق للتسوية والتطبيع مع العدو الصهيوني، وإرباكاً للزيارة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.