حول العالم

حول العالم
TT

حول العالم

حول العالم

ترانسفاغراشان ـ رومانيا
> ليست بالمكان التقليدي على الإطلاق، وإنما طريق سريعة. إلا أنها ليست طريقاً سريعة عادية، فهي مصنفة من جانب الكثيرين كواحدة من أكثر الطرق السريعة إثارة على مستوى العالم. تقع هذه الطريق الطويلة المتعرجة التي يبلغ طولها نحو 150 كيلومتراً في رومانيا، وتربط بين إقليمي ترانسلفانيا وفالاشيا التاريخيين.
يعود بناء الطريق إلى ما بين عامي 1970 و1974 في عهد نيكولا تشاوتشيسكو كطريق استراتيجية عسكرية، ويقال إن قرار إنشائها جاء تحسباً للتعرض لغزو سوفياتي على غرار ما حدث مع جمهورية التشيك المجاورة عام 1968.
اليوم، تحظى الطريق بشهرة عالمية واسعة، بدأت مع ظهورها ببرنامج «توب غير» البريطاني. ويجري تنظيم جولات سياحية على امتدادها للاستمتاع بالتنقل عبر المشاهد الطبيعية الخلابة على جانبيه؛ ما أكسبها لقب «الطريق إلى السماء»، بارتفاعاتها وانخفاضاتها وتعرجاتها المتكررة عبر مناطق جبلية خلابة تكسوها الخضرة. ويمكن قطع الطريق بأكملها دون توقف في غضون ثلاث ساعات.
وتفتح السلطات الرومانية الطريق بشكل كامل بين يونيو (حزيران) وأكتوبر (تشرين الأول). واللافت أن ارتفاعها عن سطح البحر يتباين بدرجة هائلة، ما بين 1.630 قدماً حتى قرابة 6.700 قدم!
أما الجزء الأشهر منه والذي يلقى الرواج الأكبر فهو النفق الرابط بين ضفتي بحيرة بيليا الساحرة الشمالية والجنوبية. وتوجد في المنطقة نزل للإقامة إذا رغبت في المبيت، منها فندق ثلجي!

جبل قوس قزح ـ بيرو
> تعتبر بيرو واحدة من البلاد التي ينجذب السائحون بالملايين إليها بسهولة من شتى بقاع الأرض؛ نظراً لطبيعتها الساحرة وتنوعها الجغرافي والطبيعي اللافت ومهرجاناتها الثقافية وأطلال حضارة إنكا القديمة.
إلا أنه في عام 2015، أضيف عامل جذب جديد إلى هذه القائمة الغنية تمثل في أعجوبة جيولوجية اكتشفت حديثاً: جبل قوس قزح. في الواقع، يعرف هذا الجبل محلياً باسم فينيكونكا، وأطلق عليه كذلك «جبل الألوان السبعة» و«جبل قوس قزح». وكما يقال «رب ضارة نافعة»، يعود الفضل وراء اكتشافه في ذوبان طبقة الثلوج التي كانت تغطيه لتكشف من تحتها عن جمال صخري نادر.
أما السر وراء هذه السيمفونية من الألوان فيعزوه العلماء إلى مجموعة من عوامل الطقس والعوامل البيئية والرسوبية التي أضفت على الجبل تركيباً معدنياً فريداً جعله اليوم عبارة عن طبقات متراصة من ألوان الذهبي والأحمر والفيروزي.
أقرب المدن إلى «جبل قوس قزح» هي كوسكو الواقعة على بعد 62 ميلاً. ويجري تنظيم رحلات يومية إلى الجبل تنطلق مع شروق الشمس وتنتهي نحو السابعة مساءً. ويجب أن يتهيأ الزائرون للصعود إلى ارتفاعات عالية، بالنظر إلى أن الجبل يرتفع عن سطح البحر أكثر عن 16.000 قدم. ويقدر عدد زائري «جبل قوس قزح» بنحو 1.500 يومياً.
إلا أنه ينبغي الانتباه إلى تقلبات كثيرة تطرأ على الطقس بالمنطقة ما بين الحر الشديد نهاراً والبرد القارص ليلاً، مع احتمالية لتساقط ثلوج باستمرار، بجانب انخفاض درجات الحرارة بشدة في الأجزاء الأعلى من الجبل.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».