«غوغل ستاديا» لن تزيح منصات ألعاب الفيديو

خدمة لتشغيل الألعاب وبثّها على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية عبر الإنترنت

أداة التحكم بخدمة «ستاديا» للألعاب
أداة التحكم بخدمة «ستاديا» للألعاب
TT

«غوغل ستاديا» لن تزيح منصات ألعاب الفيديو

أداة التحكم بخدمة «ستاديا» للألعاب
أداة التحكم بخدمة «ستاديا» للألعاب

ألن يكون من الرائع أن تندثر منصات ألعاب الفيديو بشكل نهائي وأن نتمكّن من اللعب على أي جهاز نريده؛ ففي النهاية، فإن المحتوى هو ما يهمّ الناس، وليس الآلات؟ هذا هو الطموح الذي تسعى «غوغل» إلى تحقيقه مع «ستاديا»؛ خدمة تشغيل الألعاب التي أعلنت الشركة عن إصدارها أخيراً.

بثّ الألعاب
لا يعتمد المنتج الجديد على أدوات كتلك الموجودة اليوم في منازلنا، بل على مراكز «غوغل» للبيانات، والتي تقدّم القوّة الحاسوبية المطلوبة لتشغيل الألعاب وبثّها على الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، والتلفازات عبر الإنترنت. هذا يعني أنّها لن تشبه المنصّات التقليدية التي تشغّل الألعاب مباشرة عبرها. والنتيجة: عندما نشغّل الألعاب بواسطة «ستاديا»، نكون في الحقيقة نشاهد فيديوهات اللعبة التي تبثّها خوادم «غوغل». عندما نضغط على زرّ ما، يتمّ إرسال هذا الأمر إلى خوادم «غوغل» للتحكّم بالحدث الحاصل في اللعبة، ومن ثمّ، يظهر تنفيذ الأمر أمامنا في الفيديو. يبدو المشهد مثيراً للاهتمام، أليس كذلك؟ ولكن الفكرة الجديدة تعني أنّكم يجب أن تتوقّعوا حصول بعض التأخير من وقت إلى آخر بين زمن الضغط على الزرّ وزمن حصول الأحداث على الشاشة، وهذا الأمر سيحصل دون شكّ.
وفي الاختبارات التي قمت بها أخيراً وشملت ألعاباً عدّة في «ستاديا»، أعجبت بمتانة البثّ الذي رأيته، حيث إن الرسوميات المعقّدة تظهر بشكل واضح على شاشة التلفاز، أو اللابتوب، أو حتّى هاتف ذكي رخيص. ولكنّني في المقابل اصطدمت ببعض العيوب ومشكلات النوعية الناتجة عن سرعات الإنترنت غير المستقرة وبعض المشكلات البرمجية المبكرة. لذا؛ وبصفتي شخصاً مارس هواية ألعاب الفيديو منذ الطفولة، أقول إنني لن أستبدل بمنصّة اللعب خاصتي مشروع «غوغل» الجديد، لأن محبّي الألعاب يبحثون عن حركة خالية من العيوب أثناء اللعب. ومع ذلك، لا بدّ من القول إنّ فكرة «غوغل» الجديدة تشكّل لمحة مذهلة عن تطوّر ألعاب الفيديو الذي سنشهده في السنوات القليلة المقبلة، بالتزامن مع زيادة سرعات الإنترنت وقوّة مراكز البيانات.

تفاصيل «ستاديا»
ولكن ماذا في تفاصيل «ستاديا»؟
- إعداد صعب: للبدء باستخدام «ستاديا»، احتجت إلى نحو 30 دقيقة لإعدادها، أي أكثر مما تتطلبه منصّات اللعب التقليدية عادة. ويعود هذا الأمر إلى افتقار الإعداد الإلكتروني إلى البديهية التي تتسم بها عملية «الوصل واللعب» في أنظمة ألعاب الفيديو مثل «إكس بوكس وان» من «مايكروسوفت» أو «بلاي ستيشن4» من «سوني».
أولاً، شغّلتُ حسابي الخاص من «ستاديا» على «stadia.google.com»، والذي اتصل بحسابي في «غوغل»، وبالموقع الذي ابتعتُ منه الألعاب. كانت «غوغل» قد زوّدتني باقتراحات لخمسة عناوين لأجرّبها.
للحصول على بثّ «ستاديا» للألعاب على تلفازي، وصلت «غوغل كرومكاست»، محرّكاً صغيراً للبثّ التلفزيوني، وضبطته مع حسابي على «غوغل». بعدها، وبواسطة تطبيق «ستاديا» للهواتف الذكية، جرّبت أداة التحكّم وزامنتها مع «كرومكاست».
هذه العملية تطلّبت منّي أكثر من محاولة قبل النجاح في تشغيل الخدمة، فضلاً عن الاضطرار إلى إطفاء وإعادة تشغيل هاتفي أكثر من مرّة للنجاح أخيراً في دفع أداة التحكّم و«كرومكاست» إلى التواصل.
ولكنّ اللعب على الكومبيوتر كان أسهل. فبواسطة متصفّح «غوغل كروم»، زرت موقع «ستاديا» وتمكّنت من تشغيل الألعاب بسرعة باستخدام لوحة مفاتيح وفأرة، أو عبر شبك أداة التحكّم بمنفذ الـUSB». أمّا لتشغيل ألعاب «ستاديا» على الهاتف، ففتحتُ تطبيق «ستاديا» على جهاز «غوغل بيكسل» ووصلت أداة التحكّم مباشرة بمنفذ الـ«USB» في الهاتف.

شاشات كبرى وصغرى
وقد أظهرت الاختبارات أن المرح يكون أكثر على الشاشات الكبرى، وليس على الهواتف. وقد أمضيت معظم وقت الاختبار في لعبة إطلاق النار «ديستيني2» ولعبة القتال «مورتال كومبات11» على اعتبار أنّهما تضمّان رسوماً قويّة. استمتعت باللعب عبر شاشة تلفازي وعلى اللابتوب أكثر من الهاتف.
برزت معاناة «ستاديا» الكبرى مع لعبة «مورتال كومبات11»، ففي بعض المعارك، بدت الحركة مشتّتة، والرسومات منقّطة في بعض المرّات، مثلما حدث عندما طعنت إحدى الشخصيات خصمها بسيف في بطنه مثلاً.
من جهتها، عدّت «غوغل» أن هذا الأمر قد يكون ناتجاً عن ضعف في سرعة الإنترنت.
عدّلت بعض الإعدادات لتحسين الحركة. ففي تطبيق «ستاديا»، تجدون زرّ «استخدام البيانات والأداء» الذي يسمح لكم بتغيير نوعية الفيديو من «الأفضل» إلى «متوازن» أو «محدود». باختصار، تقدّم لكم الأوضاع الثلاثة مستويات مختلفة من دقّة العرض بحسب سرعة الإنترنت. بعد اختيار الإعداد «متوازن»، بدأ عرض «مورتال كومبات» أكثر متانة والرسومات رائعة.
ولكن قصور «ستاديا» بدا واضحاً في تشغيلها على الهاتف الذكي. تتطلّب الخدمة من مستخدميها وصل أداة التحكّم الخاصة باللعبة بمنفذ الـUSB» في الهاتف، لأنّ الخدمة لا تتماشى مع شاشة الهاتف بشكل يسمح لكم بالاستفادة من ضوابط التحكّم اللمسية الموجودة فيه.

نصائح بالتروي
الخلاصة أن هناك كثيراً من الأمور التي لا تزال مجهولة في «ستاديا»، لذا أنصحكم بالتروّي قبل شراء الخدمة والألعاب المتوفّرة فيها، لا سيّما مع وجود الشكوك التالية:
- لم يتضح بعد ما إذا كانت الألعاب على «ستاديا» ستستمرّ في بثّها المتين. فمع ازدياد أعداد المستخدمين، قد تعاني الخوادم من الضغط، مما قد يؤدّي إلى تراجع في أداء الخدمة. أمّا «غوغل»، فقد صرّحت بأنّ مراكز البيانات الخاصّة بالخدمة صُممت لتتحمّل ذروة الازدحام ببراعة عالية.
- هل يستحقّ سعر هذه الخدمة أن يستبدلها الناس بمنصّاتهم القديمة؟ وكما مزوّدي الألعاب الآخرين، تعتزم «غوغل» بيع خدمتها وفقاً لفاتورة محدّدة، حيث إنها ستقدّم الألعاب المهمة بـ60 دولاراً مثلاً. ولكن للحصول على الألعاب بأعلى دقّة عرض «4 كي»، على اللاعبين أن يسدّدوا اشتراكاً شهرياً بقيمة 10 دولارات. من هنا، قد يفضّل اللاعبون شراء «بلاي ستيشن 4 برو» بـ400 دولار والاستمتاع بالألعاب بدقّة عرض «4 كيبي» بقدر ما يريدون.
- يبقى كتالوغ الألعاب أكبر العناوين المجهولة؛ فمع إصدار «ستاديا»، سيجد الناس نحو 20 عنواناً ليختاروا منها، ومعظمها ألعاب صدرت على أنظمة أخرى. وتجدر الإشارة إلى أنّ منصّة «سويتش» من «نينتندو» كانت قد صدرت مع 10 عناوين فقط في يومها الأوّل، ومن بينها كانت لعبة «زيلدا» التي أذهلت النقّاد.
وتقول «غوغل» إنّ «ستاديا» ستكون لها عناوين جديدة في المستقبل أسوة بأنظمة اللعب الأخرى.
- من سيفضّل اللعب عبر هذه الخدمة؟ إذ إنّ الألعاب الإلكترونية مثل «ديستيني2» ليست ممتعة ما لم يكن لديكم أصدقاء تلعبون معهم. وكما تحتاج شبكات التواصل الاجتماعي إلى مستخدمين، تحتاج «غوغل» إلى كثير من الأشخاص مع أصدقائهم لاستخدام «ستاديا».
أمّا في حال قرّر اللاعبون الوفاء لمنصاتهم من «بلاي ستيشن» و«نينتندو» و«إكس بوكس»، فقد تتحوّل «ستاديا» إلى باحة رقمية مهملة كما حصل مع «غوغل بلاس». هل تذكرونها؟ «غوغل بلاس» كانت محاولة «غوغل» لاختراق شبكات التواصل الاجتماعي.
- خدمة «نيويورك تايمز»



بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».