نفى الرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية سعد الحريري أن يكون حمل إلى لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي أول من أمس «3 أسماء لمرشحين لرئاسة الجمهورية»، لكنه شدد على ضرورة الوصول إلى تسوية في موضوع الرئاسة تشبه تلك التي أوصلت الرئيس ميشال سليمان إلى سدة الرئاسة عام 2007. وأكد الحريري تمسك السنة في لبنان بالشرعية، وأنهم لن يشكلوا بيئة حاضنة لتنظيم داعش، منتقدا «حزب الله» الذي جلب بتورطه في سوريا «الإرهاب إلى لبنان».
وكان الحريري التقى في روما أمس وزيرة الخارجية الإيطالية فريديريكا موغيريني، وعقد معها اجتماعا تم خلاله البحث في آخر التطورات في لبنان والمنطقة. وأكد بعد الاجتماع أن الإيطاليين «أيضا متخوفون من الفراغ الرئاسي». وقال «وقد شرحنا لهم وجهات النظر والخلافات حيالها. وكما قلت بالأمس بعد لقائي غبطة البطريرك فإننا سنعمل جاهدين في مسألة الرئاسة وإمكانية طرحنا لمبادرة جديدة بعد التمديد للمجلس النيابي».
ونفى الحريري إمكانية تحوّل بعض السنة في لبنان إلى بيئة حاضنة للإرهاب، قائلا «السنة في لبنان معظمهم أو جميعهم معتدلون. واليوم هناك مجموعات تحاول أن تصورهم وكأنهم بيئة حاضنة للإرهاب، وبحاجة إلى فحص دم في هذا الموضوع. إن (داعش) يشكّل تهديدا لكل لبنان وللمنطقة أيضا، ولذلك هناك تحالف واسع حصل في المنطقة والعالم لمحاربة هذا التنظيم. أودّ أن أقول بكل صراحة نحن في موضوع (داعش) لا نساوم على الإطلاق. فهؤلاء إرهابيون قاتلوا اللبنانيين والجيش اللبناني ونحن سنقاتلهم لأنهم لا يمثلون الإسلام ولا علاقة لهم به البتة. إنهم يستعملون الإسلام والعَلَم وبعض الكلمات، ولكن لا علاقة لهم بتاتا بالإسلام. سنقاتلهم وسنقف جميعا خلف الجيش اللبناني. فإذا كان البعض قد ارتكب أخطاء فمن الممكن تصحيحها، ولكن أي هجوم على الجيش اللبناني هو هجوم على لبنان وعلى تكوينه، لأن هذا الجيش هو مجموعة لبنانيين تدربوا في مؤسسة عسكرية اسمها الجيش اللبناني أو قوى الأمن ومهمتهم حماية لبنان. وإذا اعتقد أحد هؤلاء الإرهابيين أنه مسلم أكثر منا فنحن سنقاتله».
وانتقد الحريري تورط «حزب الله» في سوريا، مؤكدا «اننا استجلبنا البلاء لبلدنا». وقال «كل من يريد أن يمارس سياسة الذهاب إلى سوريا لحماية المقامات ومنع انتقال الإرهابيين إلى بلدنا، عليه أن يرى أنه على الرغم من كل ذلك فقد جاء بالإرهاب إلى لبنان. فبماذا استفدنا؟ كل ما قيل كان خطأ»، مضيفا «الاعتراف بالخطأ فضيلة، يجب الاعتراف بذلك والقول إن أهم شيء بالنسبة إلينا هو لبنان، ولحمايته لا بد من التعاون لانتخاب رئيس للجمهورية لنمكّن وطننا من الوقوف على رجليه من جديد». وأردف قائلا «أما الحديث عن أن السنة هم بيئة حاضنة للإرهاب، فأنا أقول إن من يقولون ذلك هم الذين يشكلون هذه البيئة ويروّجون لها. أهل السنة أبرياء من هكذا مجموعات ضالة تحاول زرع نفسها، وفي هذا الموضوع لا أساوم بتاتا، وكل من يتحدث عنه حتى ولو كان من فريقنا السياسي أقول له أن يذهب إليهم». ونفى الحريري أن يكون حمل خلال لقائه أول من أمس البطريرك الماروني ثلاثة أسماء لرئاسة الجمهورية. وقال «هذا افتراء علي وعلى غبطته. لقد قلنا منذ البداية إننا لم ندخل في موضوع الأسماء، ولكن ذلك لا يعني أنه لا يجب أن نبحث عن أسماء». وتابع «لقد وصلنا اليوم إلى مرحلة التمديد للمجلس النيابي وهذا أمر لم نكن نريده ولا هو مبتغانا، بل ما نريده هو إجراء الانتخابات النيابية، ولكن أهم شيء بالنسبة لنا هو إجراء الانتخابات الرئاسية أولا. لذلك علينا كقوى 14 آذار وكتيار المستقبل أن نصل في مكان ما إلى ما وصلنا إليه حين سمينا الرئيس ميشال سليمان».
الحريري يدعو «حزب الله» للاعتراف بخطأ مشاركته في الحرب السورية
أكد أن السنة في لبنان لن يكونوا «بيئة حاضنة» لـ«داعش»
الحريري يدعو «حزب الله» للاعتراف بخطأ مشاركته في الحرب السورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة