نتنياهو يفشل في تجنيد معسكر اليمين للتوقيع على رسالة تأييد له

قالوا له إن «الجمهور لا يحتمل ما نقوم به لحمايتك»

محتجون على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو طالبوه بالاستقالة في تل أبيب (إ.ب)
محتجون على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو طالبوه بالاستقالة في تل أبيب (إ.ب)
TT

نتنياهو يفشل في تجنيد معسكر اليمين للتوقيع على رسالة تأييد له

محتجون على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو طالبوه بالاستقالة في تل أبيب (إ.ب)
محتجون على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو طالبوه بالاستقالة في تل أبيب (إ.ب)

فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في جمع تواقيع أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، من أحزاب اليمين المتحالفة معه، وفيها يتوجهون إلى الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، يطلبون تكليفه مرة أخرى بتشكيل الحكومة المقبلة. وبناء على ذلك، يفقد نتنياهو القدرة على إجراء محاولة أخرى. وإذا لم يغير رئيس حزب اليهود الروس، أفيغدور ليبرمان، رأيه في اللحظة الأخيرة ويعود إلى صفوف الائتلاف اليميني، فإن الحلبة السياسية الإسرائيلية ستخوض معركة انتخابات أخرى في الشهور المقبلة.
وكان حزب الليكود قد باشر، أمس (الأحد)، جمع تواقيع من النواب وغرضه أن يصل إلى 61 مؤيداً، يوصون رئيس الدولة أن يكلف نتنياهو، مجدداً بتشكيل حكومة، أي بعد انتهاء المهلة المعطاة للكنيست لهذا الغرض.
المعروف أن الحلبة السياسية الإسرائيلية تعاني أزمة معقدة لم يسبق لها مثيل في تاريخها. فالحكومة الحالية بقيادة نتنياهو تعمل كحكومة انتقالية منذ نحو السنة. وجرت انتخابات في أبريل (نيسان) الماضي، وكلف نتنياهو بعدها بتشكيل حكومة، فلم يستطع ولم يعد كتاب التكليف، بل دفع بإسرائيل إلى انتخابات ثانية في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي. وبعد الانتخابات كلف نتنياهو من جديد وفشل من جديد، لكنه أعاد هذه المرة كتاب التكليف. وتسلمه بيني غانتس، رئيس حزب الجنرالات، وفشل هو أيضا. فانتقل كتاب التكليف إلى الكنيست لمدة 21 يوماً، تنتهي بعد 9 أيام من اليوم. وحسب القانون، يمكن للكنيست أن يوصي رئيس الدولة أن يكلف مرشحاً من صفوفه، وعليه أن يجمع تواقيع 61 نائباً، فإذا نجح في توفير هذه التواقيع، يتم تكليف الشخص الموصى به، ويعطى مهلة 14 يوماً. فإذا فشل، يتم حلّ الكنيست والتوجه إلى انتخابات جديدة.
وأعلن وزير المواصلات، بتصلئيل سموتريتش، من كتلة اتحاد أحزاب اليمين، أمس، أنه لن يوقع لنتنياهو على توصية للرئيس بتشكيل حكومة، وفسر موقفه، قائلاً: «هذا ليس وقت الخدع الإعلامية». وقال حليف نتنياهو، رئيس حزب اليهود الشرقيين المتدينين «شاس»، أرييه درعي، إنه لا جدوى من التوصية على نتنياهو، «ولا حاجة لأن نلعب في ملعب ليبرمان». وهكذا، عادوا إلى المربع الأول، عاجزين عن فك خيوط الأزمة، ولهذا فإن الاتجاه السائد بات بإجراء جولة انتخابات ثالثة خلال أقل من سنة. والسبيل الوحيد لمنع ذلك هو تغيير موقف ليبرمان، وقبوله بالانضمام إلى حكومة أقلية يمينية برئاسة نتنياهو أو حكومة أقلية يسارية وسطية مسنودة بأصوات العرب برئاسة غانتس. وفي الحالتين يبدو هذا الاحتمال مثل عجيبة.
ويحاول بعض النواب من مختلف الأحزاب البحث عن وسيلة أخرى لإنقاذ البلاد من الانتخابات الثالثة، لكن هذه المحاولات تتم بشكل سري خوفاً من تسريبها وإجهاضها قبل أن تولد. وذكرت مصادر في الليكود أن عدداً من نواب الحزب ومعهم عدة رؤساء بلديات ونشطاء الليكود من المستوطنات، يمارسون ضغوطاً على رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، أن يجمع تواقيع أعضاء كنيست يوصون بتكليفه هو بتشكيل حكومة، وليس نتنياهو. وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان»، إن هؤلاء القادة الميدانيين يرون أن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تضمن بقاء الليكود في الحكم؛ حيث إنه بإمكان إدلشتاين جمع تواقيع 61 عضو كنيست وأكثر، وإنه قادر على جذب أصوات من المعسكر الآخر، بما في ذلك من كتلة «كاحول لافان» حتى من القائمة المشتركة.
ورغم أن احتمالاً كهذا ليس وارداً عند بنيامين نتنياهو والمخلصين له، فإن مصادر في الليكود تدعي أن هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع انتخابات ثالثة ولبقاء الليكود في الحكم. وقال بيان صادر عن مكتب إدلشناين إن «رئيس الكنيست يركز اهتمامه في هذه الأيام على أمر واحد فقط لا غير، وهو تشكيل حكومة ومنع انتخابات أخرى، وأي مقولة غير صحيحة لن تحرفه عن هذا الهدف».
وفي تصدع آخر في جبهة نتنياهو، تجرأ عضو الكنيست يوآف كيش، من حزب الليكود، وانضم إلى زميله غدعون ساعر، في الدعوة إلى استبدال نتنياهو في رئاسة الحزب. وقال كيش لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس: «إذا كنا ذاهبين إلى انتخابات فإنه ينبغي إجراء انتخابات داخلية في الليكود بين نتنياهو وساعر». وقال: «توجد مشكلة لدى نتنياهو، فهو لم ينجح بتشكيل حكومة مرتين. وأحياناً، مثلما هو الحال في كرة القدم، الفريق أهم من النجم. وهجمات نتنياهو على ساعر هي التي تشق الحزب».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.