رئيس {الطائرات المروحية}: نسعى لأن نكون من أهم وسائل النقل في السعودية

الغريبي يقول إن الشركة تخطط لتقديم خدمة التاكسي الجوي

جانب من الطائرات المروحية التي عرضتها الشركة في معرض دبي للطيران.. وفي الإطار يحيى الغريبي الرئيس التنفيذي للشركة (الشرق الأوسط)
جانب من الطائرات المروحية التي عرضتها الشركة في معرض دبي للطيران.. وفي الإطار يحيى الغريبي الرئيس التنفيذي للشركة (الشرق الأوسط)
TT

رئيس {الطائرات المروحية}: نسعى لأن نكون من أهم وسائل النقل في السعودية

جانب من الطائرات المروحية التي عرضتها الشركة في معرض دبي للطيران.. وفي الإطار يحيى الغريبي الرئيس التنفيذي للشركة (الشرق الأوسط)
جانب من الطائرات المروحية التي عرضتها الشركة في معرض دبي للطيران.. وفي الإطار يحيى الغريبي الرئيس التنفيذي للشركة (الشرق الأوسط)

«توفير الوقت» بهذه الجملة يعتقد رئيس شركة الطائرات المروحية، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، أن تكون عمليات شركته في السعودية ذات جدوى تجارية، متطلعاً إلى أن يكون الانتقال بالطائرات المروحية واحدا من أهم وسائل النقل في المملكة، ومشيراً في الوقت نفسه إلى أن الشركة تعمل على تأسيس قاعدة للتشغيل التجاري للطائرات المروحية.
وكشف يحيى الغريبي الرئيس التنفيذي للشركة عن مساعي شركته في تقديم خدماتها في عدد من القطاعات تتضمن خدمات كبار الشخصيات والسياحة. وقال في حوار مع «الشرق الأوسط» على هامش معرض دبي للطيران، إن الشركة تسعى إلى أن يتضمن أسطولها نحو 50 طائرة عمودية متنوعة الأحجام، وذلك لخدمة أكبر للقطاعات المختلفة، مؤكداً أن الأساس هو إيجاد وسيلة نقل لم تكن موجودة، ولفت إلى أن من أهم أهدافها توفير الوقت على الأشخاص الراغبين في استخدامها.
وأفصح الرئيس التنفيذي لشركة الطائرات المروحية، عن أن الشركة تخطط لتقديم خدمات التاكسي الجوي في المملكة، لافتاً إلى أن من ضمن خطط الشركة التشغيل التجاري لخطوط سير إلى خارج السعودية بداية من دول الخليج، لكنه أكد أن هذا يأتي كمرحلة ثانية بعد الانتهاء من جميع خطط الشركة داخلياً، كما تحدث عن حجم التوطين ومكونات الاستثمار.
> ما هي شركة الطائرات المروحية وما استراتيجيتها ورؤيتها؟
- شركة الطائرات المروحية مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، أنشئت في نهاية العام 2018. وبدأنا العمليات بعد الحصول على تصريح للطيران من هيئة الطيران المدني السعودي في منتصف العام 2019. وبدأنا التشغيل من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، والهدف الأساسي من إنشاء الشركة هو إيجاد وسيلة نقل جديدة لم تكن موجودة في السعودية، وذلك بحكم التغير الحاصل في البلاد، من تطوير وسياحة وجدت الحاجة لإنشاء شركة تتواكب مع النقلة النوعية التي انتقلت إليه المملكة.
> ما هي خططكم بما يتعلق بالأسطول من الطائرات؟
- خططنا أن يكون أسطولنا يتجاوز 50 طائرة، وحالياً نشغل 4 طائرات، وقبل نهاية العام الجاري سيكون لدينا ما بين 10 إلى 14 طائرة، وكل عام سيزداد العدد، وذلك لا يعني أن خططنا ستتوقف عند 50 طائرة، إذا دعت الحاجة إلى أن يكون هناك أسطول أكبر لن نتأخر في ضم المزيد من الطائرات إلى الأسطول.
> هل عملكم يتضمن التشغيل التجاري والأمني، أم يتضمن قطاعات أخرى؟
- عملياتنا ستكون مبنية على التشغيل التجاري البحت، التشغيل التجاري يتضمن أكثر من قطاع منها قطاع كبار الشخصيات، قطاع الوزارات والحكومة، وقطاع الشركات وقطاع السياحة، إضافة إلى قطاع الحج والعمرة وقطاع الصحة من خلال طائرات لها علاقة بالإسعاف الجوي.
> هل تعتقد أن البنية التحتية في السعودية تساعد على عملياتكم التجارية؟
- البنية التحتية في السعودية موجودة ومتوفرة، وسنقوم باستخدام ما هو متوفر بصفة مستأجر أو تفاهم مع المالك مع المواقع أو المهابط الخاصة، وسنقوم ببناء المهابط التي تحتاجها الشركة في جميع مناطق السعودية عامة، حيث خططنا تتضمن العمل في المدن الرئيسية: الرياض ومنطقة مكة المكرمة والمنطقة الشرقية، وطبعاً الساحل الغربي كاملاً.
> كم موقع لديكم في الوقت الحالي؟
- نستخدم حالياً المهابط المتوفرة في منطقة الرياض وفي المناطق الأخرى، لا نملك شيئا حالياً حيث جميعها تملكها الدولة.
> بدأتم التشغيل التجاري؟
- نعم بدأنا وشغلنا ما يقارب 140 رحلة.
> كم عدد الرحلات التي تخططون القيام بها خلال العام 2019؟
- الرحلات تعتمد على العملاء في اختيار الرحلات، لدينا أكثر من نوع في عمليات التشغيل، هناك طائرات يتم تأجيرها بالشهر ويقوم العميل باستخدامها على حسب الحاجة، وهناك التأجير اليومي أو التأجير بحسب الساعة، وهذا ما نعمل عليه في الوقت الحالي، كما نعمل على إنشاء قاعدة عملاء في الوقت الحالي على أن تكون رحلاتنا في أكثر من موقع في أنحاء البلاد مع بداية العام المقبل 2020.
> شراء الطائرات سيكون بتمويل ذاتي؟
- استخدام الطائرات سيكون بأكثر من طريقة، هناك أنواع يتم استئجارها لمدة زمنية معينة ومن ثم يتم تغييرها كل ثلاث أو أربع أو خمس سنوات على حسب احتياج الشركة، وهناك نوع يتم شراؤه برأسمال من الصندوق، النوع الثالث يكون من خلال الشركات المالية أو البنوك.
> كم تبلغ تكلفة الرحلة؟
- التكلفة مبنية على حسب الطائرات، حيث إن هناك طائرات «في أي بي» (كبار الشخصيات) وطائرات السياحة، والنوع الثاني يعتمد على عدد الركاب في الطائرة، وتباع بقيمة الكرسي أو بقيمة استخدام الطائرة في الساعة، وكبار الشخصيات تباع بساعة الطيران، تتراوح ما بين 4 إلى 5 آلاف دولار في الساعة.
> ما الذي يجعل نشاطكم له جدوى للمستخدم في السعودية خلال الوقت الحالي؟
- أولاً توفير الوقت، للانتقال من مكان إلى مكان آخر تحتاج بوسائل النقل العادية إلى ساعة وساعة ونصف، والطائرة العمودية تقطع المسافة في 10 دقائق، وتصل إلى المكان الذي ترغب في الانتقال إليه، وتعطي وقتا إضافيا يمكن للشخص الاستفادة منه في عمل آخر، وهذا العامل الأساسي لاستخدام الطائرات المروحية، والأمر الثاني يتعلق بالسياحة، عند أخذ جولة على أي مدينة بالطائرة العمودية فإن مشاهدة المدينة يكون بطريقة مختلفة عما تشاهده بالسيارة أو بطائرة الركاب العادية التي ترتفع إلى مسافات عالية، ونعتقد أن الطائرات العمودية ستوفر مشاهدة مختلفة للمدن السعودية عما تتم مشاهدته عن طريق السيارات أو طائرات الركاب العادية.
> ما هي إجراءاتكم حول ما يتعلق بالسلامة؟
- بحسب الإحصائيات فإن عدد الحوادث الذي تعرضت له الطائرات التجارية أو الطائرات العمودية يعتبر ضئيلا جداً مقارنة بعدد ساعات الطيران، الحوادث التي تحدث في الأرض أكثر بكثير عما يحدث في الجو، وجميع الطائرات المصنعة تتضمن أنظمة سلامة عالية جداً، ولا يوجد منها أي خوف، كما أن أنظمة وقوانين هيئة الطيران المدني السعودية قوية جداً، ولا يمكن أن تخالف الأنظمة والقوانين الخاصة بالطيران، وبالتالي فإن التشغيل سيكون بأمان بإذن الله.
> هل تستطيعون توفير أي نوع من الخدمة بحسب الطلب في جميع أنحاء السعودية؟
- أي خدمة مطلوبة تستطيع الطائرات العمودية توفيرها.
> أبرز التحديات التي تواجه القطاع في الوقت الحالي؟
- التحديات هي مواكبة التغيرات التي تحدث في السعودية إلى الأفضل، ونسعى إلى أن نتواكب مع هذا التغيير وأن نكون موجودين معه في نفس السرعة التي يسير عليها، وتوفير الشاب السعودي الذي يستطيع القيام بالعمل في هذا القطاع، وإنشاء الشركة ليس فقط إيجاد وسيلة نقل، إنما يتضمن أيضاً إيجاد وظائف لأبناء البلاد، وتحريك الاقتصاد أيضاً عبر هذا القطاع، وهذه هي التحديات الحقيقية التي نأمل إلى تحويلها إلى فرص من خلال تدريب الشاب السعودي بحيث يكون لهم دور في هذه الصناعة، ولدينا في الوقت الحالي طيارون سعوديون على مستوى عالٍ من الاحترافية، حيث لدينا في الوقت الحالي 13 طيارا 12 منهم سعوديون، ولدينا نحو 65 موظفا 60 منهم سعوديون، وتعتبر نسبة التوطين عالية، والهدف أن تتجاوز الشركة 90 في المائة من توطين الوظائف.
> هل تعتقد أن القطاع مغرٍ لدخول شركات منافسة لكم داخل السعودية؟
- القطاع مغرٍ والأجواء مفتوحة لمن يستطيع أن يدخل في السوق، ولكن أعتقد أنهم ينتظرون نتائج شركتنا في حال كان الطلب عليها عاليا، قد يكون هناك شركات أخرى، ونحن نعتقد وجود أكثر من شركة تقدم نفس الخدمة هو أمر صحي، لترتقي بالعمل من خلال المنافسة.
> ما هي طريقة عملكم في مكة المكرمة؟
- نعتقد أن الطلب عالٍ في موسم الحج، ولكن موسم العمرة مفتوح طوال العام، وسيكون لدينا خط سير من مكة المكرمة إلى مدينة جدة، ومن مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ومن جدة إلى المدينة، ونسعى إلى تقديم الخدمة إلى حجاج بيت الله وإلى المعتمرين أيضا.
> ما هي قدرة الطائرات العمودية من حيث المسافات؟
- الطائرات العمودية تصل إلى 1000 كيلومتر.
> ما هو حجم الاستثمار في الشركة؟
- الاستثمار في الشركة عالٍ جداً، ويعتمد على دخول الطائرات في الخدمة، تتراوح قيمة الطائرة الواحدة من 10 ملايين إلى 16 مليون دولار، والتخطيط يتضمن شراء 60 إلى 70 طائرة، إضافة إلى إيجاد مرافق كاملة من مهابط ومقرات صيانة وشراء معدات، وتوظيف طيارين، فالحديث هنا عن استثمار ضخم، ولكنه استثمار في مكانه، وهو مجدٍ، ونتمنى أن نقدم هذه الخدمة في السعودية وتكون إحدى وسائل النقل الأساسية في البلاد.
> ما هو نوع طائرات التي يتم استخدامها في الشركة؟
- نحن نستخدم نوعا في الوقت الحالي، ولكن ليس هو النوع الذي سيكون لدينا على المدى الطويل، نحن نستخدم طائرات من شركة ليوناردو الإيطالية، وسيكون هناك أنواع أخرى حيث عمليات الشركة تتطلب تنوعا في الطائرات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، لتحقيق الأعمال بكفاءة عالية، كما نتطلع لتقديم خدمة النقل التشاركي (التاكسي الطائر)، من خلال أن تكون الشركة هي الطرف المزود للطائرات، وذلك بالشراكة مع التطبيقات العاملة في هذا المجال، وستكون تغطية الخدمة بالتدرج من خلال إضافة مدينة ما بين فترة وفترة أخرى.
> وبالتالي سنرى خدمة «التاكسي» الجوي في السعودية؟
- سيكون هناك «التاكسي الطائر»، إضافة إلى طائرة تحمل إعلانات للترويج عن المناسبات السياحية في السعودية، أو للترويج عن الإعلانات التجارية.
> هل تسعون لتقديم خدماتكم خارج البلاد؟
- نخطط لتقديم خدماتنا خارج السعودية مستقبلاً، ولكن على نطاق بسيط، عن طريق تقديم الخدمة في التنقل إلى دول الخليج، ما بين السعودية إلى البحرين لوجود حركة واسعة بين البلدين، إضافة إلى الإمارات والكويت، إضافة إلى العاصمة المصرية القاهرة، وتقديم خدمة بين مدينة شرم الشيخ ومدينة نيوم، وسيكون توفيرها بشكل تدريجي، في البداية سنعمل على الداخل حتى تكتمل منظومتنا الداخلية، ومن ثم ننتقل إلى أي بلد، التصريح الذي لدى الشركة يتضمن السماح بالطيران في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».