مظاهرة لرجال الأمن الجزائري أمام مقر رئاسة الوزراء

قاضي التحقيق في مقتل رهبان فرنسيين يحضر نبش جماجمهم

مظاهرة لرجال الأمن الجزائري أمام مقر رئاسة الوزراء
مظاهرة لرجال الأمن الجزائري أمام مقر رئاسة الوزراء
TT

مظاهرة لرجال الأمن الجزائري أمام مقر رئاسة الوزراء

مظاهرة لرجال الأمن الجزائري أمام مقر رئاسة الوزراء
مظاهرة لرجال الأمن الجزائري أمام مقر رئاسة الوزراء

خرج العشرات من أفراد الشرطة الجزائرية في مسيرة سلمية، أمس، قبل أن يتجمعوا أمام مقر رئاسة الوزراء، في خطوة تأتي امتدادا للوقفة الاحتجاجية التي قام بها زملاء لهم أول من أمس، بولاية غرداية التي تعيش عنفا طائفيا منذ أشهر عدة بين المالكيين العرب والإباضيين الأمازيغ.
وبحسب شهود عيان، فإن المحتجين رفضوا الحديث مع عبد القادر زوخ، محافظ العاصمة الجزائر، وطالبوا بمقابلة وزير الداخلية الطيب بلعيز، أو رئيس الوزراء عبد المالك سلال. كما ألحوا على الترخيص لهم بإنشاء نقابة لهم تدافع عن حقوقهم وبرحيل المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل.
من جهته، أوضح مدير الاتصال بالمديرية العامة للأمن الوطني العميد أول جيلالي بودالية، أن المحتجين يمثلون أفراد وحدتين من عناصر التدخل المقرر نشرها بولاية غرداية، لتخلف الوحدات الموجودة حاليا بعين المكان. وأشار بودالية في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، إلى أن عناصر الشرطة تعتزم من خلال تنظيم هذه المسيرة «تقديم تضامنها ودعمها لزملائها بغرداية حتى يجري وقف الاعتداءات ضد عناصر الأمن بهذه الولاية التي تشهد اشتباكات متكررة».
من جهة ثانية، حضر القاضي الفرنسي المكلف التحقيق في مقتل رهبان تيبحيرين، أمس، عملية نبش وفحص جماجم الرهبان السبعة الذين قتلوا في 1996 بمرتفعات المدية بجنوب غربي الجزائر، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية.
وبحسب الوكالة فإن القاضي الفرنسي مارك تريفيديك مصحوبا بمساعدته ناتالي بو، حضرا نبش قبور الرهبان في دير سيدة الأطلس بتيبحرين (80 كلم جنوب غربي الجزائر) وإخراج الجماجم لفحصها، «تحت إشراف قاض جزائري». وأضافت الوكالة الرسمية أن الوفد القضائي الفرنسي - الجزائري كان يضم خبراء مكلفين بأخذ عينات من الحمض النووي واختبارات بالأشعة.
وكان وزير العدل الجزائري الطيب لوح قد أكد أول من أمس أن القاضي الفرنسي مارك تريقفيديك سيعمل تحت إشراف القاضي الجزائري المكلف الملف. وسينتقل هذا القاضي المختص في قضايا الإرهاب والجريمة المنظمة إلى فرنسا في نهاية الشهر الحالي لاستجواب شهود فرنسيين.
وبالنسبة للسلطات الجزائرية «لا يوجد أي خلاف» بين القضاء الجزائري والفرنسي بشأن ملف قتل رهبان تيبحيرين، وقالت إن القاضيين المكلفين بالتحقيق في البلدين يتعاونان «من أجل الوصول إلى الحقيقة».
وعلى الرغم من أن الجزائر قبلت مبدأ إعادة تشريح جماجم الرهبان الذين قطعت رؤوسهم ولم يعثر على بقية جثثهم، فهي تشترط «أن يجري الفحص بيد خبراء جزائريين بحضور القاضي الفرنسي، وليس خبراء فرنسيين»، بحسب ما أكد الوزير. ويميل التحقيق الفرنسي إلى إمكانية مقتل الرهبان «خطأ» خلال هجوم للجيش الجزائري على الخاطفين المنتمين إلى تنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة التي تبنت الخطف والقتل بين 26 مارس (آذار) و30 مايو (أيار) 1996.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.