عباس يطالب باعتراف أوروبي جماعي بالدولة الفلسطينية

TT

عباس يطالب باعتراف أوروبي جماعي بالدولة الفلسطينية

طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الدول الأوروبية باعتراف جماعي بدولة فلسطين، قائلاً إن ذلك يخدم السلام ويصب في خدمة تحقيق حل الدولتين. وأضاف عباس خلال استقباله الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات ميغيل موراتينوس، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله: «لأوروبا دور مهم كقوة رئيسة في العالم لإنقاذ المسيرة السياسية، من خلال الاعتراف الأوروبي الجماعي بدولة فلسطين، خدمةً للسلام وحل الدولتين».
وأعاد عباس تأكيد أن العملية السياسية وصلت إلى «مأزق حقيقي» جراء الإجراءات الإسرائيلية والقرارات الأميركية المخالفة لقرارات الشرعية الدولية. وأكد أهمية الدور الذي يمكن للمجتمع الدولي القيام به للحفاظ على مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية التي قامت عليها العملية السياسية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967.
وجاءت مطالبة عباس للاتحاد الأوروبي بالاعتراف بفلسطين، بعد يوم توجه فيه برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وتيجاني محمد باندي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكارين بيرس رئيسة مجلس الأمن الدولي، وشيخ نيانغ رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، قال فيها إنه متمسك بالسلام. وتساءل عباس: «ألم يحن الوقت لإنهاء أطول احتلال عسكري في عصرنا الحاضر؟ أليس من حق الشعب الفلسطيني، كغيره من الشعوب، أن تكون له دولته المستقلة ذات السيادة، وأن تنتهي معاناة أبنائه وبناته من اللاجئين الذين طُردوا من ديارهم في عام 1948؟».
من جهة أخرى، اتهمت منظمة التحرير الفلسطينية، أمس، إسرائيل بإحكام السيطرة على مدينة القدس بالتوسع الاستيطاني لفصلها عن محيطها الفلسطيني. وحذّر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في المنظمة في تقرير له، من خطورة سعي وزارة الإسكان الإسرائيلية لإعادة التخطيط لإقامة حي استيطاني جديد على أراضي مطار قلنديا المهجور، لتوسيع مستوطنة «عطروت» شمال القدس.
وأوضح التقرير أن مخطط الحي الاستيطاني المذكور يشمل 11 ألف وحدة سكنية تمتد على نحو 600 دونم من المطار ومصنع الصناعات الجوية حتى حاجز قلنديا العسكري الذي يفصل القدس عن الضفة الغربية. وأضاف أن المخطط يتضمن حفر نفق تحت حي «كفر عقب» من أجل ربط الحي الجديد بتجمع المستوطنات الشرقي.
وحسب التقرير، بدأت الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الماضية ببناء 176 وحدة استيطانية في مستوطنة «نوف تسيون»، المقامة على سفوح جبل المكبر جنوب القدس.
وأشار إلى أنه باكتمال البناء في المستوطنة التي تضم حالياً 96 وحدة سوف تتحول «نوف تسيون» إلى أكبر بؤرة استيطانية داخل الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس بحيث يتم توسعتها حتى تصل إلى 550 وحدة استيطانية.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».