موجز أخبار

موجز أخبار
TT

موجز أخبار

موجز أخبار

- فوز رئيس ناميبيا بالانتخابات الرئاسية
ويندهوك - «الشرق الأوسط»: أعلن رئيس ناميبيا هيج جينجوب أمس السبت فوزه بالانتخابات الرئاسية التي جرت الأربعاء الماضي، ليقود الدولة التي تقع جنوب غربي أفريقيا، لولاية ثانية مدتها خمس سنوات. ويأتي ذلك في حين تراجع حزب «منظمة شعب جنوب غربي أفريقيا» (سوابو)، الذي ينتمي إليه جينجوب، في الانتخابات العامة التي جرت في اليوم نفسه. وبعد فرز نحو 97 في المائة من إجمالي الأصوات في الانتخابات الرئاسية، نال جينجوب 8.‏56 في المائة، بحسب لجنة الانتخابات في ناميبيا. وحصل المنافس الأقوى لجينجوب، المرشح المستقل باندوليني إيتولا، على 4.‏29 في المائة، ومرشح حزب «الحركة الديمقراطية الشعبية»، ماك هنري فيناني، على 6.‏5 في المائة. وفي الانتخابات العامة، وبعد فرز نحو 92 في المائة من الأصوات، سجل حزب «سوابو» الذي يحكم البلاد منذ نحو ثلاثة عقود، تراجعا ملحوظا في عدد المقاعد التي فاز بها مقارنة بالانتخابات السابقة. وحقق الحزب نحو 1.‏65 في المائة من مقاعد البرلمان (مقارنة بـ80 في المائة قبل خمس سنوات)، مقابل 6.‏16 في المائة لحزب «الحركة الديمقراطية الشعبية» المعارض.

- نقل مئات المهاجرين إلى البر الرئيسي لليونان
أثينا - «الشرق الأوسط»: ذكرت الإذاعة اليونانية أنه جرى إحضار أكثر من 350 مهاجرا إلى البر الرئيسي لليونان، أمس السبت، لتخفيف الضغط عن المنشآت المكتظة في جزيرتي ليسبوس وخيوس. ونقلت الإذاعة اليونانية عن سلطات الموانئ أن نحو 370 مهاجرا نقلوا إلى مدينة بيرايوس الساحلية. وبحسب مصادر حكومية، جرى نقل عشرة آلاف مهاجر إلى البر الرئيسي لليونان منذ يوليو (تموز) الماضي، ومن المتوقع نقل عشرة آلاف آخرين في الشهرين المقبلين. وجرى انتشال 42 مهاجرا صباح أمس وحده قبالة جزيرة خيوس، وألقت السلطات المعنية القبض على شخص يشتبه بأنه هو المهرب.
ودعت أثينا مرارا الحكومة التركية إلى وقف تدفق اللاجئين. وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، غادر 53 ألف مهاجر تركي حتى 24 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى الجزر اليونانية، بزيادة 20 ألف مهاجر عن إجمالي العدد للعام السابق عليه بأكمله.

- بوليفيا تسعى لمقاضاة موراليس أمام «الجنائية الدولية»
لاباز - «الشرق الأوسط»: أعلن وزير الداخلية البوليفي أرتورو موريو الجمعة أن حكومته الانتقالية تعتزم رفع دعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد الرئيس السابق إيفو موراليس لارتكابه «جرائم ضد الإنسانية». وقال موريو لإذاعة «باتريا نويفا» الرسمية إن الحكومة ستتقدم بالدعوى «في الأيام القليلة المقبلة». وتملك المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي صلاحية محاكمة الأفراد الذين يرتكبون جرائم ضد الإنسانية. وتقدم موريو أيضا الأسبوع الماضي بشكوى جنائية ضد موراليس أمام المحاكم البوليفية، متهما إياه بالتحريض على الفتنة والإرهاب بسبب مزاعم أن الرئيس السابق دعا أنصاره إلى محاصرة المدن وقطع الوقود والمواد الغذائية. وقال موريو إنه يتوجب على موراليس «بسبب ما فعله وما يستمر بفعله، أن يمثل أمام العدالة مع الذين شاركوا في الأحداث المأساوية التي عاشها البوليفيون». وفي حال إدانة موراليس، الذي فر إلى المكسيك بعد استقالته في 10 نوفمبر، فقد يواجه عقوبة بالسجن في بوليفيا تصل إلى 30 عاما. بدوره، اتهم موراليس الحكومة المؤقتة بارتكاب «إبادة جماعية» بعد مقتل 32 شخصا، معظمهم من أنصاره من السكان الأصليين، في أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات.

- كوريا الشمالية تحذر اليابان بصواريخ باليستي حقيقية
سيول - «الشرق الأوسط»: شنت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية هجوما على رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ووصفته بأنه «أبله وقزم سياسي» لوصفه أحدث اختبار أجرته بيونغ يانغ لقاذفة صواريخ ضخمة متعددة الفوهات بأنه اختبار لصاروخ باليستي، وحذرت من أنه قد يرى صاروخا حقيقيا في المستقبل القريب. وأطلقت كوريا الشمالية مقذوفين قصيري المدى إلى البحر قبالة ساحلها الشرقي يوم الخميس في رابع اختبار «لقاذفتها الجديدة العملاقة المتعددة الفوهات» مع إبداء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون «رضاه بشكل كبير» عن أحدث اختبار. وفي أعقاب تلك التجربة قال آبي يوم الخميس إن إطلاق كوريا الشمالية صواريخ يشكل تهديدا لليابان والمجتمع الدولي، وإن طوكيو ستراقب الموقف مع شركائها. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية نقلا عن نائب المدير العام لإدارة الشؤون اليابانية بوزارة الخارجية الكورية الشمالية: «آبي ربما يرى ما هو صاروخ باليستي حقيقي في المستقبل غير البعيد وأمامه مباشرة... آبي لا يعدو عن كونه أبله تماما وقزما سياسيا لا مثيل له في العالم».

- أبل تصف القرم بأنها جزء من روسيا
موسكو - «الشرق الأوسط»: قالت متحدثة باسم شركة أبل لـ«رويترز» إن الشركة «بدأت تأخذ نظرة أعمق في الطريقة التي نتناول بها الحدود المتنازع عليها» بعد أن أشارت إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا على أنها جزء من روسيا في تطبيقها للخرائط والطقس للمستخدمين الروس. وقالت ترودي مولر المتحدثة باسم أبل لـ«رويترز» إن الشركة لم تجر أي تعديلات على خرائطها خارج روسيا وأجرت التغيير للمستخدمين الروس بسبب قانون جديد بدأ سريانه في هذا البلد. وأضافت مولر للصحافيين: «نراجع القانون الدولي بالإضافة إلى القوانين الأميركية والمحلية الأخرى ذات الصلة قبل اتخاذ قرار بشأن وضع علامات على خرائطنا ونجري تعديلات إذا تطلب القانون ذلك». وتنظر روسيا وأوكرانيا بحساسية شديدة إلى الطريقة التي تقوم بها الشركات العالمية بتعريف القرم منذ أن سيطرت القوات الروسية على تلك المنطقة وقامت موسكو بضمها في مارس (آذار) 2014 بعد استفتاء تقول كييف وحلفاؤها الغربيون إنه غير قانوني.

- إطلاق سراح زعيمة المعارضة في بيرو
ليما - «الشرق الأوسط»: أفرجت السلطات في بيرو الجمعة عن زعيمة المعارضة كيكو فوجيموري من السجن بعد قضاء أكثر من عام في الحبس الوقائي، وبعد أيام من إصدار المحكمة الدستورية أمرا بإطلاق سراحها. وأظهرت لقطات فيديو بثتها قناة «إيه تي في» المحلية فوجيموري وهي تبتسم وتقبل زوجها وسط عدد من أنصارها والشرطة، بينما كانت تغادر سجن النساء في تشوريلوس، جنوب العاصمة ليما. وكانت الزعيمة اليمينية القوية ابنة رئيس بيرو الأسبق ألبرتو فوجيموري رهن الاحتجاز الوقائي منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2018 خلال التحقيق معها في اتهامات بارتكاب جريمة غسل أموال. ويوم الاثنين الماضي، حكمت المحكمة الدستورية أن الأمر القضائي بمثول المتهمة أمام المحكمة للنظر في شرعية حبسها، والذي قدمته شقيقتها له ما يبرره وأمرت بإطلاق سراحها. وقال رئيس المحكمة أرنستو بلوم إن الحكم لا يعتبر فوجيموي بريئة أو مذنبة، وإن المحكمة الدستورية وجدت فقط أنه لا يوجد سبب لإبقائها في الحبس أثناء انتظار محاكمتها.



لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

يمثل الصعود العسكري للصين، وبخاصة برنامج تحديث ترسانتها النووية، هاجساً قوياً لدى دوائر صناعة القرار والتحليل السياسي والاستراتيجي في الولايات المتحدة، خصوصاً في ظل التقارب المزداد بين بكين، وموسكو التي تلوح بمواجهة عسكرية مباشرة مع الغرب على خلفية الحرب التي تخوضها حالياً في أوكرانيا.

وفي تحليل نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأميركية، يتناول ستيفن سيمبالا أستاذ العلوم السياسية في جامعة براندواين العامة بولاية بنسلفانيا الأميركية، ولورانس كورب ضابط البحرية السابق والباحث في شؤون الأمن القومي في كثير من مراكز الأبحاث والجامعات الأميركية، مخاطر التحالف المحتمل للصين وروسيا على الولايات المتحدة وحلفائها.

ويرى الخبراء أن تنفيذ الصين لبرنامجها الطموح لتحديث الأسلحة النووية من شأنه أن يؤدي إلى ظهور عالم يضم 3 قوى نووية عظمى بحلول منتصف ثلاثينات القرن الحالي؛ وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين. في الوقت نفسه، تعزز القوة النووية الصينية المحتملة حجج المعسكر الداعي إلى تحديث الترسانة النووية الأميركية بأكملها.

وأشار أحدث تقرير للجنة الكونغرس المعنية بتقييم الوضع الاستراتيجي للولايات المتحدة والصادر في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى ضرورة تغيير استراتيجية الردع الأميركية للتعامل مع بيئة التهديدات النووية خلال الفترة من 2027 إلى 2035. وبحسب اللجنة، فإن النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والقيم التي يستند إليها يواجه خطر نظام الحكم المستبد في الصين وروسيا. كما أن خطر نشوب صراع عسكري بين الولايات المتحدة وكل من الصين وروسيا يزداد، وينطوي على احتمال نشوب حرب نووية.

ولمواجهة هذه التحديات الأمنية، أوصت اللجنة الأميركية ببرنامج طموح لتحديث الترسانة النووية والتقليدية الأميركية، مع قدرات فضائية أكثر مرونة للقيام بعمليات عسكرية دفاعية وهجومية، وتوسيع قاعدة الصناعات العسكرية الأميركية وتحسين البنية التحتية النووية. علاوة على ذلك، تحتاج الولايات المتحدة إلى تأمين تفوقها التكنولوجي، وبخاصة في التقنيات العسكرية والأمنية الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وتحليل البيانات الكبيرة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

ولم يقترح تقرير اللجنة أرقاماً دقيقة للأسلحة التي تحتاجها الولايات المتحدة ولا أنواعها، لمواجهة صعود الصين قوة نووية منافسة وتحديث الترسانة النووية الروسية. ورغم ذلك، فإن التكلفة المرتبطة بتحديث القوة النووية الأميركية وبنيتها التحتية، بما في ذلك القيادة النووية وأنظمة الاتصالات والسيطرة والدعم السيبراني والفضائي وأنظمة إطلاق الأسلحة النووية وتحسين الدفاع الجوي والصاروخي للولايات المتحدة، يمكن أن تسبب مشكلات كبيرة في الميزانية العامة للولايات المتحدة.

في الوقت نفسه، فالأمر الأكثر أهمية هو قضية الاستراتيجية الأميركية والفهم الأميركي للاستراتيجية العسكرية الصينية والروسية والعكس أيضاً، بما في ذلك الردع النووي أو احتمالات استخدامه الذي يظهر في الخلفية بصورة مثيرة للقلق.

في الوقت نفسه، يرى كل من سيمبالا صاحب كثير من الكتب والمقالات حول قضايا الأمن الدولي، وكورب الذي عمل مساعداً لوزير الدفاع في عهد الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، أنه من المهم تحديد مدى تنسيق التخطيط العسكري الاستراتيجي الروسي والصيني فيما يتعلق بالردع النووي والبدء باستخدام الأسلحة النووية أو القيام بالضربة الأولى. وقد أظهر الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين، تقارباً واضحاً خلال السنوات الأخيرة، في حين تجري الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة بصورة منتظمة. ومع ذلك فهذا لا يعني بالضرورة أن هناك شفافية كاملة بين موسكو وبكين بشأن قواتهما النووية أو خططهما الحربية. فالقيادة الروسية والصينية تتفقان على رفض ما تعدّانه هيمنة أميركية، لكن تأثير هذا الرفض المشترك على مستقبل التخطيط العسكري لهما ما زال غامضاً.

ويمكن أن يوفر الحد من التسلح منتدى لزيادة التشاور بين الصين وروسيا، بالإضافة إلى توقعاتهما بشأن الولايات المتحدة. على سبيل المثال، حتى لو زادت الصين ترسانتها النووية الاستراتيجية إلى 1500 رأس حربي موجودة على 700 أو أقل من منصات الإطلاق العابرة للقارات، سيظل الجيش الصيني ضمن حدود معاهدة «ستارت» الدولية للتسلح النووي التي تلتزم بها الولايات المتحدة وروسيا حالياً. في الوقت نفسه، يتشكك البعض في مدى استعداد الصين للمشاركة في محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية، حيث كانت هذه المحادثات تجري في الماضي بين الولايات المتحدة وروسيا فقط. ولكي تنضم الصين إلى هذه المحادثات عليها القبول بدرجة معينة من الشفافية التي لم تسمح بها من قبل بشأن ترسانتها النووية.

وحاول الخبيران الاستراتيجيان سيمبالا وكورب في تحليلهما وضع معايير تشكيل نظام عالمي ذي 3 قوى عظمى نووية، من خلال وضع تصور مستقبلي لنشر القوات النووية الاستراتيجية الأميركية والروسية والصينية، مع نشر كل منها أسلحتها النووية عبر مجموعة متنوعة من منصات الإطلاق البرية والبحرية والجوية. ويظهر التباين الحتمي بين الدول الثلاث بسبب الاختلاف الشديد بين الإعدادات الجيوستراتيجية والأجندات السياسة للقوى الثلاث. كما أن خطط تحديث القوة النووية للدول الثلاث ما زالت رهن الإعداد. لكن من المؤكد أن الولايات المتحدة وروسيا ستواصلان خططهما لتحديث صواريخهما الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات والقاذفات الثقيلة بأجيال أحدث من منصات الإطلاق في كل فئة، في حين يظل الغموض يحيط بخطط الصين للتحديث.

ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك ترسانة نووية تتفوق بشدة على ترسانتي روسيا والصين، فإن هذا التفوق يتآكل بشدة عند جمع الترسانتين الروسية والصينية معاً. فالولايات المتحدة تمتلك حالياً 3708 رؤوس نووية استراتيجية، في حين تمتلك روسيا 2822 رأساً، والصين 440 رأساً. علاوة على ذلك، فالدول الثلاث تقوم بتحديث ترساناتها النووية، في حين يمكن أن يصل حجم ترسانة الأسلحة النووية الاستراتيجية الصينية إلى 1000 سلاح بحلول 2030.

ولكن السؤال الأكثر إلحاحاً هو: إلى أي مدى ستفقد الولايات المتحدة تفوقها إذا واجهت هجوماً مشتركاً محتملاً من جانب روسيا والصين مقارنة بتفوقها في حال التعامل مع كل دولة منهما على حدة؟ ولا توجد إجابة فورية واضحة عن هذا السؤال، ولكنه يثير قضايا سياسية واستراتيجية مهمة.

على سبيل المثال، ما الذي يدفع الصين للانضمام إلى الضربة النووية الروسية الأولى ضد الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)؟ ولا بد أن نتخيل سيناريو متطرفاً، حيث تتحول الأزمات المتزامنة في أوروبا وآسيا إلى أزمات حادة، فتتحول الحرب الروسية - الأوكرانية إلى مواجهة بين روسيا وحلف «الناتو»، في الوقت الذي تتحرك فيه الصين للاستيلاء على تايوان، مع تصدي الولايات المتحدة لمثل هذه المحاولة.

وحتى في هذه الحالة المتطرفة، لا شك أن الصين تفضل تسوية الأمور مع تايوان بشروطها الخاصة وباستخدام القوات التقليدية. كما أنها لن تستفيد من الاشتراك في حرب بوتين النووية مع «الناتو». بل على العكس من ذلك، أشارت الصين حتى الآن بوضوح تام إلى روسيا بأن القيادة الصينية تعارض أي استخدام نووي أولاً في أوكرانيا أو ضد حلف شمال الأطلسي. والواقع أن العلاقات الاقتصادية الصينية مع الولايات المتحدة وأوروبا واسعة النطاق.

وليس لدى الصين أي خطة لتحويل الاقتصادات الغربية إلى أنقاض. فضلاً عن ذلك، فإن الرد النووي للولايات المتحدة و«الناتو» على الضربة الروسية الأولى يمكن أن يشكل مخاطر فورية على سلامة وأمن الصين.

وإذا كان مخططو الاستراتيجية الأميركية يستبعدون اشتراك روسيا والصين في توجيه ضربة نووية أولى إلى الولايات المتحدة، فإن حجم القوة المشتركة للدولتين قد يوفر قدراً من القوة التفاوضية في مواجهة حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة.

وربما تدعم الصين وروسيا صورة كل منهما للأخرى بوصفها دولة نووية آمنة في مواجهة الضغوط الأميركية أو حلفائها لصالح تايوان أو أوكرانيا. ولكن إذا كان الأمر كذلك، فمن المرجح أن توفر «الفجوة» بين أعداد الأسلحة النووية غير الاستراتيجية أو التكتيكية التي تحتفظ بها روسيا والصين والموجودة في المسرح المباشر للعمليات العسكرية، مقارنة بتلك المتاحة للولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، عنصر ردع ضد أي تصعيد تقليدي من جانب الولايات المتحدة ضد أي من الدولتين.

أخيراً، يضيف ظهور الصين قوة نووية عظمى تعقيداً إلى التحدي المتمثل في إدارة الاستقرار الاستراتيجي النووي. ومع ذلك، فإن هذا لا يمنع تطوير سياسات واستراتيجيات إبداعية لتحقيق استقرار الردع، والحد من الأسلحة النووية، ودعم نظام منع الانتشار، وتجنب الحرب النووية. ولا يمكن فهم الردع النووي للصين بمعزل عن تحديث قوتها التقليدية ورغبتها في التصدي للنظام الدولي القائم على القواعد التي تفضلها الولايات المتحدة وحلفاؤها في آسيا. في الوقت نفسه، فإن التحالف العسكري والأمني بين الصين وروسيا مؤقت، وليس وجودياً. فالتوافق بين الأهداف العالمية لكل من الصين وروسيا ليس كاملاً، لكن هذا التحالف يظل تهديداً خطيراً للهيمنة الأميركية والغربية على النظام العالمي.