غارات إسرائيلية جديدة على مواقع لـ«حماس» في غزة

رداً على إطلاق صواريخ من القطاع

غارة إسرائيلية سابقة على قطاع غزة (أ.ف.ب)
غارة إسرائيلية سابقة على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

غارات إسرائيلية جديدة على مواقع لـ«حماس» في غزة

غارة إسرائيلية سابقة على قطاع غزة (أ.ف.ب)
غارة إسرائيلية سابقة على قطاع غزة (أ.ف.ب)

أغارت طائرات حربية إسرائيلية فجر اليوم (السبت)، للمرة الثانية خلال ساعات، على قطاع غزة بحسب ما أعلنته مصادر فلسطينية.
وذكرت المصادر، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية، أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت في غارتين موقعين لـ«كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» في شمال قطاع غزة، دون وقوع إصابات أو أضرار.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه استهدف مواقع لـ«حماس»، من بينها مجمع عسكري «ردّاً على إطلاق النار من قطاع غزة نحو الأراضي الإسرائيلية في وقت سابق الليلة الماضية».
وأضاف البيان: «ينظر الجيش بخطورة بالغة إلى إطلاق النار على جميع أشكاله نحو إسرائيل، وسيواصل العمل طالما تطلب الأمر ضد محاولات المساس بمواطني إسرائيل».
وحَمّل البيان حماس المسؤولية عن كل ما يحدث في قطاع غزة وينطلق منه، وهي تتحمل تداعيات الأعمال «الإرهابية» التي يتم القيام بها ضد مواطني إسرائيل.
وكانت طائرة إسرائيلية قصفت، مساء أمس (الجمعة)، موقع رصد يتبع لحركة «حماس» شرق مدينة غزة «رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع باتجاه إسرائيل دون وقوع إصابات أو أضرار».
ولم تعلن أي جهة فلسطينية عن إطلاق القذيفة الذي أعقب مقتل فتى فلسطيني وإصابة خمسة آخرين بجروح برصاص الجيش الإسرائيلي على أطراف جنوب قطاع غزة.
وقال مسعفون إن فتى (16 عاما) أصيب بعيار ناري في البطن شرق خان يونس جنوب القطاع ما أدى إلى مقتله.
وجاء ذلك رغم إعلان هيئة مسيرات العودة الأسبوعية في غزة عن إلغاء احتجاجات اليوم المقررة قرب السياج الفاصل مع إسرائيل للأسبوع الثالث على التوالي.
وقالت هيئة مسيرات العودة إن إلغاء الاحتجاجات جاء بسبب «التهديد» الإسرائيلي باستهداف المتظاهرين الفلسطينيين، وغير مرتبط بأي تفاهمات للتهدئة.
وهذه المرة الأولى التي يتم فيها إلغاء مسيرات العودة لثلاثة أسابيع متواصلة منذ انطلاقها في 30 مارس (آذار) 2018 للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 12 عاما.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.