انتخاب السودان رئيساً للدورة الحالية لمجموعة دول «إيقاد»

TT

انتخاب السودان رئيساً للدورة الحالية لمجموعة دول «إيقاد»

خاض السودان معركة «دبلوماسية» هدد خلالها بالانسحاب من الهيئة الحكومية للتنمية المعروفة اختصاراً بـ«إيقاد»، أدت لتوافق دول المجموعة على رئاسته لها، وبذلك يصبح رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك رئيسا للدورة الحالية التي تستمر لمدة عام خلفاً لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد رئيس الدورة السابقة.
وتكونت الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) المنظمة شبه الإقليمية في 1996، بديلة للسلطة الحكومية الدولية للإنماء والتصحر ومقرها «جيبوتي»، وتضم دول «جيبوتي، السودان، الصومال، كينيا، جنوب السودان، أوغندا، إثيوبيا» ثم انضمت لها إرتيريا مؤخراً، وتعمل في مجالات «الأمن الغذائي، البيئة، حفظ الأمن والسلم، وتعزيز حقوق الإنسان»، فضلاً عن التعاون والتكامل الاقتصادي بين دول المجموعة.
وبحسب تقارير صحافية، شهدت اجتماعات رؤساء دول الإيقاد تنافسا قويا بين كل من كينيا وأوغندا وجيبوتي والسودان على رئاسة الهيئة، تمسك خلالها السودان بحقه في رئاسة الدورة الحالية، مهدداً بالانسحاب من عضوية المجموعة حال عدم انتخابه، بيد أن دول المجموعة تنازلت للسودان اعترافاً بالتغيير الذي شهدته البلاد بعد ثورة ديسمبر (كانون الأول) ، وعزل نظام عمر البشير وإسقاطه 11 أبريل (نيسان) الماضي، وتكوين الحكومة الانتقالية الحالية.
وقالت وزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبد الله، في تصريحات نقلها إعلام مجلس الوزراء، إن موافقة دول مجموعة إيقاد تبين أهمية السودان، وتتيح له وضع دولي وإقليمي، يقوم على الاعتراف بالسودان الجديد، وما يمكن أن يقدمه للإقليم والعامل في المجالات شتى.
وتناول اجتماع دول إيقاد الذي عقد أمس في أديس أبابا مسائل متعلقة بدول المجموعة مثل أمن البحر الأحمر، وإعادة هيكلة المنظمة لتصبح أكثر فاعلية في تحقيق السلام والتنمية والرفاه لدولها.
وذكر إعلام مجلس الوزراء في نشرة صحافية، أن السودان «سيتقلد رئاسة المنظمة البالغة عام في مرحلة مهمة، لا سيما أن الإقليم يواجه الكثير من التحديات المتمثلة في السلم والأمن والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر فضلاً عن الإرهاب والتطرف العنيف».
وقال سفير السودان لدى جيبوتي حمزة الأمين ومندوبه في إيقاد، إن المنظمة تقوم بعدة أدوار، تسهم في تنمية دول المجموعة، وتسهيل حركة الأشخاص بينها، فضلا عن محاربة الجفاف والتصحر.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.