لاعبون سابقون يشرحون لماذا يُعد جوزيه مورينيو «استثنائياً»؟

عملوا تحت قيادته في أندية بورتو وإنتر ميلان وريال مدريد وكشفوا عن الطريقة التي يعمل بها المدرب البرتغالي

نونو فالنتي - أمانتينو مانشيني - ألفارو أربيلوا
نونو فالنتي - أمانتينو مانشيني - ألفارو أربيلوا
TT

لاعبون سابقون يشرحون لماذا يُعد جوزيه مورينيو «استثنائياً»؟

نونو فالنتي - أمانتينو مانشيني - ألفارو أربيلوا
نونو فالنتي - أمانتينو مانشيني - ألفارو أربيلوا

على الرغم من أن كثيرين ينتقدون قرار رئيس توتنهام، دانييل ليفي، بإقالة المدير الفني ماوريسيو بوكيتينو وتعيين جوزيه مورينيو خلفا له، يرى آخرون أن هذه خطوة جيدة لأنها ستنقل الفريق من مجرد تقديم كرة قدم جميلة وممتعة إلى فريق ينافس على البطولات والألقاب ويعتلي منصات التتويج، خاصة أن المدير الفني البرتغالي سبق وأن قاد الكثير من الأندية إلى حصد البطولات.
وبعد فوز مانشستر يونايتد على وستهام 3 - 2 في أول مباراة رسمية له بإشراف مدربه مورينيو، حقق الأخير الفوز في أول مباراة على ملعب توتنهام الجديد أمام فريق أولمبياكوس اليوناني (4 - 2) في الجولة الخامسة قبل الأخيرة من الدور الأول لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
وهناك فرصة أمام مورينيو لتدارك الوضع الذي كان قد وصل إليه توتنهام والقيام بما يتوجب القيام به، لكن الأمر يتعلق بالاختيار، لماذا مورينيو بالذات، هل هو الخيار الأمثل لتولي هكذا مهمة، خصوصا أنه عزل من مهمته على رأس مانشستر يونايتد لسبب مماثل؟ هل هو مستعد للعمل على أكثر من صعيد لتحقيق تطلعات الفريق الإنجليزي وإنقاذه من أزمته؟
وأشار كثيرون أيضا إلى أن مورينيو «يسمم» الأجواء التي يعمل بها، بل وصل الأمر لدرجة أن البعض وصفه بأنه «تشرنوبيل كرة القدم» وأنه سوف يدمر توتنهام هوتسبير بمجرد توليه مسؤولية الفريق، وهو أمر يفتقر للإنصاف في حقيقة الأمر. لكن الحقيقة تقع بين هذا الرأي وذاك؛ حيث لا يزال المدير الفني البرتغالي يحظى باحترام كبير بين كل من يعملون في مجال كرة القدم، كما أنه حقق نجاحات كبيرة للغاية في أربعة دوريات مختلفة، ربما لم يحققها أي مدير فني آخر، فضلا عن أنه يساعد لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم ويساعدهم على التحسن والتطور، على الأقل اللاعبون الذين يشعر بأنهم يستحقون اهتمامه. «الغارديان» تلتقي هنا لاعبين سابقين عملوا تحت قيادته في تلك الأندية يشرحون لماذا يُعد جوزيه مورينيو «استثنائيا»؟
- أمانتينو مانشيني - إنتر ميلان
(2008 حتى 2010)
يتميز المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو بأنه صريح وواضح ويقول أي شيء يريد أن يقوله أمامك، علاوة على أنه قادر على مساعدة لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر. لكن الشيء الأكثر إثارة للإعجاب في طريقة عمل مورينيو هو استعداده الخططي والتكتيكي للمباريات، فهو يعرف كل لاعب وكل خصم بطريقة جيدة للغاية، ولديه دائما الحلول اللازمة للتعامل مع المواقف الصعبة.
عندما تراه للمرة الأولى - إذا لم تكن قد عملت معه من قبل – فستشعر بأن له تأثيرا مدهشا على من حوله. أتذكر أول لقاء لي به عندما وصل إلى إنتر ميلان الإيطالي، فقد كنت أستمع إليه وهو يتحدث وأنا أرتعش. وكنت أقول في نفسي وأنا أسمع كل كلمة يقولها: «يا إلهي، هذا الرجل مدهش حقاً». وفي التدريبات، يتعين عليك ألا تتوقف عن الركض وألا تفقد تركيزك لثانية واحدة. وإذا لم تقم بذلك، فسيدرك مورينيو ذلك الأمر في غضون 30 ثانية فقط ويبدأ في النظر إليك من بعيد. وعند ذلك ستواجه مشكلة، لكنه في نفس الوقت خبير أيضا في معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من الإرهاق والتعب. إنه قادر على وضع كافة الأمور تحت السيطرة، سواء داخل الملعب أو خارجه، وهو الأمر الذي يعطي لاعبيه شعورا كبيرا بالثقة.
وكان دخول مكتبه أمرا مهيبا؛ حيث يستدعيك ويخبرك بكل شيء يتعلق بك في وجهك، فقد يعبر عن سعادته الكبيرة بالطريقة التي تعمل بها وقد يعبر عن غضبه الشديد لأنك لا تقدم أفضل ما لديك، أو يحدثك عن أمور تتعلق بمستقبلك مع الفريق. إنه يقول كل شيء في وجهك، وهو أمر نادر الحدوث في عالم كرة القدم. لقد استدعاني ذات مرة وسألني: «ما الذي يحدث أمانتينو؟ هل تشعر بأنك لست جيدا؟»، إنه دائما يعرف حالة اللاعب عندما ينظر إلى وجهه، ومن خلال أدائه في التدريبات، ويكتشف على الفور ما إذا كان هناك شيء ليس جيدا. والنتيجة هي أنه لديك مدير فني قادر على معرفة ما تفكر فيه ويصارحك بكل شيء، وهو ما يجعل اللاعبين يشعرون بالقوة والهدوء.
ما زلت أتذكر اليوم الذي أخبرني فيه بأنه يجب علي أن أرحل عن الفريق، فقد استدعاني إلى مكتبه وقال لي: «أمانتينو، أرى أنك لا تلعب كثيراً وأنك لست سعيداً بذلك، وأعتقد أنه من الأفضل بالنسبة لك أن تغادر». لقد فهمته تماماً وتوصلنا إلى اتفاق على ذلك. إنه قادر على فهم كل المواقف والتعامل معها كما ينبغي. ذات مرة كنا نلعب في دوري أبطال أوروبا ضد باناثينايكوس اليوناني، وانتهى الشوط الأول بتقدمنا بهدفين نظيفين في أثينا، وسجلت أنا هدفا وكنت سعيدا للغاية. وعندما دخلنا غرفة خلع الملابس بين شوطي المباراة اقترب مورينيو مني وقال لي: «حسناً، إنك تلعب بشكل سيئ، ويتعين عليك أن تتحسن بعض الشيء، ولا يتعين عليك أن تعتقد أنك فعلت كل شيء لأنك سجلت هذا الهدف». لقد جعلني أركز بنسبة 300 في المائة، لكني قال لي تلك الكلمات رغم أنني سجلت هدفا وكنا متقدمين بهدفين دون رد.
- نونو فالنتي – بورتو
(2002 إلى 2004)
يتميز جوزيه مورينيو بقوته في العمل، فضلا عن تميزه الكبير في النواحي الخططية والتكتيكية. ومن خلال كلماته، يمكنه إقناع اللاعبين بأنه المدير الفني القادر على أن يجعلهم يفوزون بالبطولات والألقاب. إنه يحب المزاح كثيراً، وسيكون أكثر مزاحا إذا كان الفريق يحقق الفوز، كما كان الحال مع بورتو. دائما ما تكون هناك الكثير من الضغوط في مثل هذه الأندية التي تتصدر جدول الترتيب، لكن عندما تسير الأمور بشكل جيد، تكون البيئة مختلفة ويشعر مورينيو بالسعادة.
لكن عندما يحتاج إلى توجيه الانتقادات إلى أي لاعب، فإنه لا يتردد في القيام بذلك أمام جميع لاعبي الفريق. في بعض الأحيان، يواجه مورينيو مشكلات مع اللاعبين لأن عقلية اللاعبين قد تغيرت عما كانت عليه في التسعينيات من القرن الماضي على سبيل المثال، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى بعض المواجهات. لكنه مذهل، سواء كشخص أو كمدير فني، وأنا متأكد من أن لاعبي توتنهام سيحبونه. أعلم أن مورينيو سعيد جداً بالعودة للعمل في التدريب مرة أخرى، خاصة أنه قد وجد مشروعاً يبدو مثيرا للاهتمام بالنسبة له. ومن المؤكد أن العمل مع توتنهام سيكون تحديا من التحديات التي يعشقها مورينيو. وفي الوقت الحالي، سوف يقاتل مورينيو من أجل إعادة توتنهام إلى المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. قيادة توتنهام للحصول على لقب الدوري الإنجليزي لا تزال أمرا صعبا، لكن مورينيو سيجعل ذلك هدفا ويضعه نصب عينيه خلال السنوات المقبلة، خاصة إذا تمكن من تدعيم صفوف الفريق بلاعبين جدد. إنه يعشق التحديات، ولا يوجد تحد أكبر من هذا مع توتنهام، الذي لم يفز بالبطولات منذ سنوات طويلة. لقد تعاقد معه مجلس إدارة توتنهام لأنهم يعلمون جيدا أن طموحاته بلا حدود.
وقد ابتعد مورينيو عن التدريب لمدة تقترب من العام، وهو ما يعني أنه كان لديه وقت طويل للتفكير في كل شيء. وربما رأى خلال تلك الفترة أنه يتعين عليه أن يغير طريقته في التدريب بعض الشيء، وربما حتى يفكر في تغيير طريقة اللعب التي يعتمد عليها دائما. ومن المؤكد أنه تعلم كثيرا مما حدث معه في مانشستر يونايتد.
- ألفارو أربيلوا - ريـال مدريد
(2010 إلى 2013)
كانت المرة الأولى التي أرى فيها مورينيو بشكل حقيقي خلال إحدى المباريات استعدادا للموسم الجديد في لوس أنجليس عندما كنا متأخرين بهدفين دون رد؛ حيث وجه إلينا انتقادات لاذعة. وكانت هذه هي اللحظة التي أدركت فيها أنه لا يهتم بأسماء اللاعبين وشهرتهم، وبنجوم الفريق في غرفة خلع الملابس، فهو يتعامل مع جميع اللاعبين على قدم المساواة وبنفس الطريقة. لقد كانت هذه هي اللحظة التي أدركنا فيها طبيعة شخصيته، وأعتقد أن لاعبي توتنهام سوى يدركون ذلك أيضا عندما يستمعون إلى المطالب التي سيطلبها من كل لاعب منهم.
وعندما تسوء الأمور، فإن مورينيو يتعامل دائما بشكل إيجابي، وأعتقد أنه سيحاول الاستفادة من هذه النقطة في توتنهام بعد تراجع نتائج الفريق بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة. لقد تحدثت إليه قليلاً خلال الأشهر القليلة الماضية عندما لم يكن يتولى تدريب أي ناد، وأعتقد أنه يدرك جيداً كل الأشياء الجيدة التي لديه: إنه مدير فني يستعد للمباريات بشكل جيد للغاية. وعندما يدخل اللاعبون أي مباراة فإنهم يفهمون بشكل واضح السبب الذي يجعلهم يلعبون بهذه الطريقة أو تلك، ويعرفون السبب وراء اختيار بعض العناصر واستبعاد عناصر أخرى في هذه المباراة، ويعرفون جيدا ما يتعين عليهم القيام به، ويعرفون أيضا النقاط التي يعمل مورينيو على تحسينها وتطويرها في الفريق، وما يتعين عليهم القيام به لاستغلال نقاط الضعف في الفريق المنافس.
وعلاوة على ذلك، يتميز مورينيو بالقدرة الفائقة على قراءة المباريات، وأن يجعل لاعبيه بين شوطي المباراة يعرفون جيدا الأخطاء التي وقعوا فيها في الشوط الأول، وما يقوم به الفريق المنافس، وما هي نقاط القوة والضعف وكيف يمكن تغيير الأمور للأفضل. وهذه هي الأشياء التي يتميز بها مورينيو عن غيره من المديرين الفنيين. لقد لعبت تحت قيادة الكثير من المديرين الفنيين، لكن مورينيو هو الأفضل في هذا الإطار.
وبالتالي، فهو يعرف نقاط قوته جيدا، ويعرف أيضاً أن هناك بعض الأشياء التي يجب تحسينها. إنه يدرك هذه الأمور جيدا، ويعرف جيدا كيف يستعد للمباريات وكيف يتعامل مع اللاعبين. لقد سمعته ذات مرة وهو يشرح كيف لعب بطريقة معينة تتناسب مع نوعية اللاعبين الموجودين في نادي بورتو البرتغالي، وكيف كان يلعب في إنتر ميلان بطريقة مختلفة لأن الفريق كان يضم مجموعة رائعة من المدافعين، وكيف كان يلعب في ريال مدريد ويعتمد على التحول السريع من الدفاع للهجوم. إنه يلعب بطريقة تناسب اللاعبين الذين يضمهم الفريق.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الفرق التي يتولى تدريبها تتميز بالتنظيم الشديد والقدرة على الوصول السريع لمرمى الفريق المنافس. لا يعتمد مورينيو على الاستحواذ على الكرة بشكل متواصل، لكنه يفضل اللعب السريع والمباشر والوصول بأسرع شكل ممكن لمرمى الفريق المنافس. وأعتقد أن توتنهام يمتلك اللاعبين القادرين على اللعب بهذه الطريقة بكل سهولة، خاصة في ذلك وجود لاعبين مثل سون وهاري كين وديلي آلي. وأنا متأكد من أن مورينيو سوف يساعد هؤلاء اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم.
ويدرك مورينيو أيضا أن النجاح مع توتنهام سيكون مهما للغاية بالنسبة له، خاصة بعد عدم نجاح تجربته مع مانشستر يونايتد، وأعتقد أن هذه فرصة جيدة لكي يثبت أنه ما زال مديرا فنيا كبيرا وأن أفكاره لم تعد بالية وعفا عليها الزمن كما يزعم البعض.
- استيبان غرانيرو - ريـال مدريد
(2010 إلى 2012)
أنا سعيد للغاية بعودة مورينيو إلى التدريب مرة أخرى، لأن هذا هو الشيء الذي يعشقه.
لقد لعبت تحت قيادة مورينيو لمدة عامين، ويمكنني القول إنه أفضل مدير فني عملت معه على الإطلاق، فهو قادر على مساعدة لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب، وعلى الوصول إلى مستويات غير مسبوقة. إنه مدير فني عملي للغاية ومرن للغاية في نفس الوقت، وقادر على حماية لاعبيه من أي ضغوط، وهذه إحدى أكبر نقاط قوته.
لقد حقق الكثير من النجاحات والإنجازات خلال مسيرته التدريبية الحافلة، لكن الجوائز والألقاب وحدها ليست هي التي تجعلنا نقول إنه مدير فني قادر على حصد البطولات، بل يمكن القول إن «الرغبة في تحقيق الفوز» تعد صفة أساسية من صفاته الشخصية. إنه مدير فني يترك بصمة في أي مكان يعمل به، وكم كنت أتمنى أن أعمل تحت قيادته لفترة أطول. أنا متأكد من أنه سيستمتع بوقته في توتنهام، وأتمنى له التوفيق.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».