مقتل جنديين تركيين قرب حدود سوريا

TT

مقتل جنديين تركيين قرب حدود سوريا

أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل جنديين في هجوم بقذائف المورتر قرب قاعدة عسكرية في بلدة أكتشا قلعة بولاية شانلي أورفا الحدودية مع سوريا، وأن الجيش التركي رد على الهجوم.
وقالت الوزارة، في بيان أمس (الخميس)، إن الهجوم الذي وقع مساء أول من أمس استهدف قاعدة على الجانب الآخر من بلدة تل أبيض السورية التي سيطرت عليها تركيا والفصائل السورية الموالية لها خلال عملية «نبع السلام» العسكرية في شمال شرقي سوريا التي استهدفت وحدات حماية الشعب الكردية الشهر الماضي.
وأضاف البيان أن القوات التركية فتحت النار على الفور صوب مصدر الهجوم، وأن العمليات في المنطقة لا تزال مستمرة.
وكانت معارك عنيفة دارت، السبت الماضي، بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تقودها الوحدات الكردية وفصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا قرب بلدة عين عيسى التي تعد قلب الإدارة الذاتية لشرق الفرات لأنها تضم مقرات ومراكز لمؤسسات تشرف على هذه المناطق. وسيطرت تركيا والفصائل السورية الموالية لها إثر العملية التي أطلقتها في التاسع من الشهر الماضي ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا، على منطقة حدودية واسعة بطول نحو 120 كلم بين مدينتي تل أبيض (شمال الرقة) ورأس العين (شمال الحسكة).
وعلقت أنقرة هجومها ضد المقاتلين الأكراد في 17 من الشهر الماضي، بعد وساطة أميركية، أعقبها اتفاق مع روسيا في سوتشي نصّ على انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الحدودية وتسيير دوريات مشتركة فيها. وتخوض القوات التركية والفصائل الموالية منذ أسابيع معارك للسيطرة على الطريق الدولي «إم 4» الذي يصل محافظة الحسكة (شرق) باللاذقية (غرب) ويمر من عين عيسى.
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ضرورة أن يتحرك حلف شمال الأطلسي (الناتو) لإزالة مخاوف جميع الحلفاء. وقال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني عقب مباحثات بينهما في أنقرة أمس، إن «خطط الناتو، بشأن حماية الحلفاء، تنشر على فترات معينة، وإن الحدود الشمالية للحلف تشمل دول البلطيق، والجنوبية تركيا، وعلى الناتو التحرك لإزالة مخاوف جميع الحلفاء... وفي هذا الصدد، ما هو مطلوب لمنطقة البلطيق يجب أن يطلب لنا أيضاً».
وأشار إلى أنه إذا اعترضت بعض الدول على إزالة المخاوف الأمنية، فلن تكون هناك وحدة في الناتو الذي تكون القرارات داخله بالإجماع أصلاً، قائلا إن الولايات المتحدة تتخذ خطوة خاطئة من خلال تقديم الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية، رغم التحذيرات.
وأضاف جاويش أوغلو أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ارتكبت خطأ من خلال دعم الوحدات الكردية رغم التحذيرات، وأن الإدارة الحالية تواصل هذا النهج. وكان جاويش أوغلو أجرى الليلة قبل الماضية اتصالا هاتفيا مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، لبحث التوتر الذي نشب عن رفض تركيا دعم خطة دفاعية للحلف تتعلق بدول البلطيق وبولندا إلا بعد أن يمنح الحلف دعما سياسيا أكبر لها في قتالها وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.
ويعمل ستولتنبرغ حالياً على إيجاد حل وسطي لخلاف تركي أميركي حول الخطة الأمنية بشأن دول البلطيق وبولندا التي تعارضها تركيا ردا على خطوة مماثلة لواشنطن، بمعارضة خطة أمنية عسكرية تعتبر الوحدات الكردية تهديداً ضد تركيا.
ودعا المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين الحلفاء في «ناتو» إلى أخذ التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي التركي على محمل الجد. وقال، في تغريدة على «تويتر»: «يجب على الحلفاء في الناتو أخذ التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي التركي على محمل الجد، ويجب العمل معا للتغلب على هذه التهديدات». ولفت إلى أن تركيا عضو قوي في الحلف وتشكل ثاني أكبر جيش في الحلف.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.